غانا والصين.. علاقات عَميقة ومُثمرة
موقع الصين بعيون عربية ـ
طارق إيساقا*:
ليست هي الدول الآسيوية والاوروبية فقط التي تريد نقل علاقاتها مع الصين الى فضاءات عالية، بل جمهورية غانا أيضاً تسعى الى تعميق علاقاتها مع بكين، ونقل أكثر استثماراتها إلى أكرا، لتوظيف الفرص المواتية للاستفادة من المناخ الاستثماري المُشجّع في غانا.
غانا هي دولة جميلة وجاذبة ودافئة تقع فى غرب أفريقيا، وكان البلدان غانا والصين قد أقاما العلاقات الدبلوماسية في عام 1960. ومنذ ذلك التاريخ تعمل الصين على مساعدة بلادي في مختلف الحقول، ومنها الاقتصادية والمالية، لذلك يمكن أن نقرأ تصريحات رسمية غانية كثيرة تقدّم الشكر للصين لمساهماتها ومساعداتها لبلادي، وما يزال هناك مساحة لتعميق وتدعيم التعاون الاقتصادي بين البلدين ورفع سويته.
تعمل غانا منذ الاعتراف الدبلوماسي بينها وبين الصين لتوظيف أكبر حجم من الإستثمارات الصينية ولديمومة هذه الاستثمارات، وكان عدد كبير من المسؤولين الغانيين قد طالبوا بزيادة حجم العلاقات بين بلدينا خلال فترات زمنية مختلفة، وهذه المطالبات تستمر للآن، لكن لجهة تعظيم الاستثمارات وتوسيع رقعتها وتنويع عناوينها.
ونقرأ في وكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية، أنه ولأجل تسهيل الاستثمار الصيني في بلادي، إنطلق قبل سنوات أول عشرة متطوعين صينيين إلى غانا لتقديم خدمات لغوية وزراعية كانت الثانية من نوعها في أفريقيا، واشتغل الصينيون هناك في خدمات تعليم اللغة الصينية؛ وأعمال زراعية في جامعات غانية محلية؛ وتحملت وزارة التجارة الصينية نفقات السفر والمعيشة الأساسية والتأمين للمتطوعين أثناء هذه الفترة، بينما رتّب الجانب الغاني مساكن لهم .
المتطوعون الصينيون حضروا من مدينة هانغتشو حاضرة مقاطعة تشيجيانغ بشرق الصين، بينما وقع الاختيار على إقامة أول مشروع صيني – أفريقي للخدمات التطوعية في أثيوبيا، بشمال شرق أفريقيا، في عام 2006.
توصف العلاقات الصينية الغانية بأنها ممتازة ومُثمرة، وتشجّع بكين الشركات والمؤسسات المالية من مختلف مناطقها القومية للمشاركة فى البرامج التعاونية ذات الصِّلة بين الطرفين الصيني والغاني، وقد استفادت غانا من الدعم الصيني “كثيراً”، وتزيد أكرا من صادراتها الى الصين.
وبحسب المُتوافر من الاحصاءات، فقد وصل حجم التجارة بين الصين وغانا الى 1.277مليار دولار أمريكي في عام 2007م؛ بينما وصل عام 2010م الى مستوى قياسي، إذ بلغ ملياري دولار أمريكي، وهو ما يعادل 15 ضعفاً مقارنة مع ما كان عليه عام 2000, وفقاً لما ذكرت وزارة التجارة الصينية.
وفي العام 2012 بلغ حجم التجارة بين الصين و غانا أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي، أي بزيادة قدرها حوالي 60 في المئة عن العام الذي سبقه.
العلاقات الغانية الصينية مهمة وواسعة ومُبشّرة، ويتم تعليق آمال كثيرة وكبيرة عليها من الطرفين الصديقين الغاني والصيني، وسوف استكمل حديثي عن هذه العلاقات في المقالات اللاحقة.
*مُستعرب وعضو من جمهورية غانا ناشط في هيئة الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين في غانا.
مقالة مهمة جدا وللمرة الاولة ينشر عن دولة افريقية بقلم عضو ناشط بالاتحاد الدولي من جمهورية غانا..
تصحيح: للمرة الاولى