الصين في طليعة مستوردي النفط الخام الروسي
أظهر أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة (IEA) حول أسواق النفط، الذي أصدرته في شهر مارس/آذار، أن الصين أصبحت أكبر مستورد للنفط الروسي في العالم بنهاية عام 2015.
ووفقا للتقرير فإن بيانات الشحن تشير إلى أن الصين تزيد من استيرادها للنفط الخام الروسي “إسبو” المستخرج من شرق سيبيريا ، ففي يناير/كانون الثاني، استوردت الصين نحو 60% من مجموع شحنات ميناء كوزمينو على بحر اليابان، الذي يعدّ بوابة للصادرات الروسية باتجاه الأسواق الآسيوية، في حين أن المصافي الموجودة في شمال البلاد قد بدأت مؤخرا باستيراد النفط الخام من روسيا بواسطة القطارات.
وبحسب التقرير فإن حجم شحنات الخام الصادرة من روسيا عبر خط أنابيب شرق سيبريا-المحيط الهادي “إسبو” إلى الصين تجاوزت مليون برميل يوميا، في حين بلغ حجم الشحنات عبر خط الأنبوب “سكوفورودينو—داتشينغ” نحو 350 ألف برميل يوميا.
وتشير الاحصاءات إلى أن الطلب من ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم آخذ في الارتفاع حيث بلغت واردات بكين من النفط الخام أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2015 لتصل إلى 6.7 مليون برميل يوميا.
هذا وتضاعفت الصادرات النفطية الروسية إلى الصين خلال السنوات الخمس الماضية، بزيادة تصل إلى 550 ألف برميل يوميا، حيث اشترت بكين في وقت سابق من شهر ديسمبر/ كانون الأول 4.81 مليون طن من النفط الخام من روسيا.
ووفقا للإدارة العامة الصينية للجمارك ارتفع حجم التبادل التجاري بين موسكو وبكين بنسبة 30% مقارنة بذات الفترة من العام السابق.
ورجّح الخبراء أن تستمر هذه النسبة بالإرتفاع خلال السنوات المقبلة بسبب عقود امدادات النفط الخام على المدى الطويل وواردات الصين من النفط الروسي.
يذكر أن موسكو وبكين زادتا بشكل ملحوظ التعاون في مجال الطاقة في السنوات الأخيرة، إضافة إلى وجود مجموعة واسعة من المشاريع المشتركة بعشرات مليارات الدولارات، فمثلا قبل عامين وقعت شركة “روس نفط” الروسية للطاقة وشركة النفط الوطنية الصينية، صفقة نفط لمدة 25 عاما بقيمة 270 مليار دولار، ستعمل الشركة الروسية بموجبها على تزويد الصين بـ 360.3 مليون طن من النفط الروسي الخام.
وتجدر الإشارة إلى أنه في سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت شركة “روس نفط” اتفاقية مع بكين بقيمة 30 مليار دولار، في حين أكد الرئيس التنفيذي لشركة “روس نفط” إيغور سيتشين أن صفقات الطاقة بين الشركة والصين سوف تزداد لتصل إلى أكثر من 500 مليار دولار خلال الـ 20 سنة المقبلة.