واشنطن تتجه لمواجهة حاسمة وخطيرة مع الصين
رأى الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تتجه نحو مواجهة حاسمة خطرة مع بكين حول بحر الصين الجنوبي.
وقال إجناتيوس – في مقال نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية – إن المواجهة كانت تتعاظم خلال الثلاث سنوات الماضية، حيث شيدت الصين جزرا اصطناعية قبالة سواحلها الجنوبية، ونشرت صواريخا وأجهزة رادار في المياه المتنازع عليها، وذلك رغم تحذيرات الولايات المتحدة.
ويتوقع أن تصل هذه المواجهة إلى أوجهها خلال هذا الربيع، حيث من المرتقب أن تحكم هيئة محكمة العدل الدولية في لاهاي بأن الصين تبالغ في الادعاء بأحقيتها في السيادة البحرية، موضحا أن ما يجعل هذا النزاع حادا جدا هو أنه تحد بين رئيس أمريكي يحتاج إلى تأكيد مصداقيته كقائد حازم ورئيس صيني مُخاطر يتجاهل قوة الجيش الأمريكي -على حد قوله-.
ولفت الكاتب الأمريكي إلى أن ما يزعج البيت الأبيض – في هذا الصدد – هو اعتقاد أوباما أن نظيره الصيني شي جين بينج طمأنه خلال زيارته لواشنطن في سبتمبر الماضي بأن بكين ستتحلى بضبط النفس في بحر الصين الجنوبي، حيث أكد الأخير أن “الصين لا تعتزم مواصلة التسلح والعسكرة”.
وأضاف أن “تحركات الصين الأخيرة تبدو مناقضة لهذه التطمينات”، حيث يشير مسؤولو الإدارة الأمريكية إلى تنصيب الصين صواريخ (أرض-جو) على جزيرة (وودي) ضمن سلسلة جزر (باراسيل) في فبراير الماضي إلى جانب نشرها أنظمة رادار عسكرية على إحدى الجزر الاصطناعية التي شيدتها على بعد مئات الأميال من سواحلها.
وأشار إجناتيوس إلى تحذير أوباما – في نوفمبر الماضي – من مثل هذه الأفعال “الاستفزازية”، حيث قال – خلال قمة اقتصادية لدول آسيا والمحيط الهادي – “نتفق على الحاجة إلى اتخاذ خطوات جريئة من أجل تخفيف حدة التوترات، وذلك يتضمن التعهد بوقف أي عمليات استصلاح أو بناء جديدة أو تسليح المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي”.
وتابع: إن الصين تجاهلت إلى حد كبير مثل هذه التحذيرات، وهو ما فاقم أزمة الإدارة الأمريكية في سعيها لإثبات فعاليتها فيما يخص التهديد الصيني أمام حلفائها في جنوب شرق آسيا، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تجنب الدخول في صراع عسكري مفتوح.
ويرجح إجناتيوس أن يتسع الصدع الأمريكي-الصيني عندما يلتقي أوباما وشي جين بينج – في 31 مارس الجاري – خلال قمة الأمن النووي العالمية في واشنطن.