حِينما يلتقي الأقوياء.. يَصمت الخونة والجبناء
موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي*:
قبل أيام جرى لقاء بين وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية السيد وانغ يي ووزير خارجية الإتحاد الروسي السيد سيرغي لافروف في موسكو, بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات, لتمتين تلك العلاقات الإستراتيجية الوثيقة بين البلدين وتطويرها إلى أبعد الحدود ضماناً لخير للشعبين والعالم أجمع.
هناك ثقة كبيرة بين البلدين لتطوير تلك الشراكة الإستراتيجية بينهما, كما أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، على أن الصين تدرك أهمية الدور الروسي الذي تقوم به موسكو وقيادتها الحكيمة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، فكشف عن أن جمهورية الصين الشعبية تدعم ذلك الدور وتؤيده لإنهاء تلك الأزمة التي طالت أحداثها في سوريا بتدخلات مصلحية وضيقة من البعض الذي يعمل على إطالة تلك الأزمة, لذلك كان لا بد من تنسيق بين الحليفين الإستراتيجيين القويين في مختلف القضايا العالمية للوصول لإنهاء القضايا العالقة, والتفرغ للمشاريع المستقبلية وعلى رأسها طريق الحرير المهم جدا للعالم أجمع, وغيرها من المشاريع التي فيها خير للبلدين والشعبين والأمم الأخرى وبالذات الأمة العربية والإسلامية والمنطقة برمتها.
وفي سياق الحديث عن القضايا العالمية والأزمات التي تعصف بالعالم وبمنطقتنا العربية وبالذات ما يخص سوريا, إتفق الطرفان الروسي والصيني على وحدة الأراضي السورية وفقاً للوثائق السورية التي تنص على وحدة البلاد والعباد, وعلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاص بالهدنة تطبيقاً كاملا رغم إختراق الهدنة أكثر من (130) مرة من قِبل العصابات المسلحة وبأوامر خارجية بحتة, وأكد كل منهما على أن يحضر مؤتمر جنيف كل الأطراف السورية السياسية وبالذات الأكراد، حتى ينجح الحوار ويؤتي نتائجه وثماره المرجوة لإنهاء الأزمة السورية نهائياز
مشاركة الاكراد بحل الازمة السورية تجابه إعتراض البعض من أصحاب المصالح الصهيوأمريكية الضيقة، لسبب ان الاكراد وقفوا مع دولتهم وحاربوا العصابات المسلحة في أكثر من منطقة وبالذات محاربتهم للدواعش وأخواتهم… الاكراد جزء فاعل جداً على الأرض السورية ويسيطرون على 15% من الأراضي السورية ويعيشون عليها, ومعارضة البعض لحضورهم، وما إستثناءهم من لقاء جنيف سوى الحاق السلبيات بالحوار القادم في جنيف, لذلك أكد الطرفان أنه يجب أن لا يمارس الضغط القاسي من البعض على الأكراد عبر العقوبات الدولية وغيرها.
وفي سوريا الحبيبة المواقف الشعبية ثابتة، بل وتزداد رسوخاً في الأرض، لأنها مواقف حقيقية ومحافظة على الوطن من كل إختراق, وها هو حكيم الدبلوماسية السورية السيد وليد المعلم, يضع في مؤتمره الصحفي النقاط على الحروف ويؤكد أنهم جاهزون للذهاب لجنيف دون أية شروط مسبقة, ليكون الحوار بناءً مع المعارضة (الجادة) والتي لا ترتبط بأجندات خارجية, وأكد إلتزام المسؤولين السوريين بوقف الأعمال القتالية حرصاً على وقف سفك دماء السوريين من كل الأطراف, لإبقاء المجال مفتوحاً أمام المصالحات الوطنية السورية – السورية وتسليم المضللين من أبناء الشعب السوري أسلحتهم، والعودة لحض الوطن والدولة دون أية مسائلة من أحد، والعفو الرئاسي دليل على ذلك.
كما أكد بأن الحكومة السورية جاهزة لإتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة اللاجئين السوريين أينما وجدوا وإستقرارهم في وطنهم الأم سوريا, وعلى أن الشعب السوري بكل أديانه وطوائفه وقومياته وأعراقه رفض الفيديرالية أو التقسيم الذي يلوح له البعض منذ بدء الهدنة. المعلم رفض التحدث عن منصب الرئاسة لأن السوريين هم مَن يقرر مَن يحكمهم مستقبلا, كما أنه لا يوجد شيئ في وثائق الأمم المتحدة يفيد أو يشير الى أن المرحلة الإنتقالية تشمل منصب الرئاسة.
نتمنى كل الخير لسوريا وشعبها وجيشها وقيادتها المقاومة ولكل المنطقة والعالم, ولكل الذين يعملون بحق على إيقاف نزيف الدماء، ولجم الذين يشيعون الفتن والدمار والقتل للبشر وحرق الشجر في البلدان العربية، وبالذات في سوريا الحبيبة, ويحاولون إيقاع العالم بحرب عالمية ثالثة قد تحرق الأخضر واليابس. ونقول لهؤلاء: لقد فشلتم في مخطط الشرق الأوسط الجديد, فشعوب المنطقة العربية حرة، وجيوشها وقيادتها حرة، وهي مَن يحمي خريطة الشرق الأوسط العربي الإسلامي, ويجب على الأطراف المعتدية أن تتقبل واقعها المهزوم، وأن لا تأخذها العزة بالإثم.. فعندما يلتقي الحلفاء الأقوياء، الصين وروسيا، على القتلة والخونة والجبناء ان يصمتوا.
*عضو ناشط بالاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب حلفاء الصين وباحـــــــــث وكاتــــــــب أردنــــــــــــي