الصين والاستدارة نحو أوروبا الوسطى والشرقية
موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي*:
تعتبر زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى جمهورية التشيك زيارة تاريخية، لأنها أول زيارة لرئيس صيني لتلك الدولة منذ 60 عاما, وتكللت بالنجاح منذ أن بوشر بالإعداد لها، وذلك لتمتين العلاقات بين البلدين الصديقين.
التشيك وعاصمتها براغ، تعتبر البوابة الأمامية للتعاون بكل المجالات مع دول أوروبا الوسطى والشرقية ال(16)، وهي دولة تعتبر من الدول الأوروبية الاولى في التنمية وفي آفاق تطور واسعة وسريعة.
والزيارة الصينية إلى التشيك جاءت لتفعيل سياسة الإنفتاح على الخارج، والتي تتمتع بها القيادة الصينية والحزب الحاكم, وتهدف إلى التعاون والتبادل والمنفعة بين الدول, لذلك توفر الصين بيئة وظروف مناسبة وفضلى للدول وللمؤسسات الأجنبية لنشر التعاون والتبادل الإقتصادي وفي غيره من المجالات, ما يجعل الصين تسهم إسهاما أكبر بالتنمية العالمية في تعاونها مع شتى الدول العالمية, بالرغم من عدم إستقرار الإقتصاد العالمي والأوروبي بالذات, وهو ما يؤدي إلى تحسين وإستقرار الإقتصاد الدولي بصورة أكبر وبوتيرة أسرع.
يبلغ حجم الإستثمار الصيني في التشيك700 مليون دولار, والتشيك ثاني دولة في أوروبا الوسطى والشرقية بحجم تبادلها مع الصين, وهي لا تضع أية قيود على الإستثمار الأجنبي, ودائرة الإستثمار التشيكية تعمل على جلب الإستثمارات وتنمية إقتصادها بصناعات عالية التكنولوجيا، تتوائم مع الخبرات والكفاءات الصينية. فمستوى التعليم في التشيك عالي جداً وتجاوز حملة الشهادات العليا نسبة60%، متجاوزة بذلك الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى في الإتحاد الأوروبي.
والتشيك بلد متطور في صناعات السيارات، ويتفوق على غيره من البلدان في الصناعات التقليدية التي تتوافق مع التقدم الصناعي الصيني, وتتمتع بتنمية إقتصادية جيدة في سنواتها الأخيرة, وتتميز بجودة منتجاتها، ما يجعلها من الدول المتقدمة في العالم.
والصين تعمل دائما على بناء الجسور بينها وبين الدول الأخرى للنمو والإزدهار الذي تربط من خلاله بين الأسواق العالمية والصينية بشكل عام ومباشر ومع كافة التسهيلات, ومع السوق الأوروبية ودولها الوسطى الشرقية وبوابتها الرئيسية التشيك وعاصمتها براغ, حيث يشكل إجمالي حجم التبادل الإقتصادي بين الصين والإتحاد الأوروبي ثلث إجمالي حجم الإقتصاد العالمي, وهما أهم إقتصادين في العالم, الأمر الذي يؤدي إلى زيادة التعاون وبناء الحزام الإقتصادي لطريق الحرير وبوابته دول أوروبا الوسطى الشرقية.
لذلك فالصين تعتبر داعمة اقتصادية لدول الإتحاد الأوروبي, وتتمنى الصين للإتحاد الأوروبي أن يكون له دور أكبر في الشؤون الدولية والقضايا العالمية، لتتضافرالجهود معاً وتصبح قوة محركة وداعمة لنمو الإقتصاد العالمي الخالي من المشاكل والأزمات والحروب، التي لا تخدم سياسات الدول في التنمية والتعاون والتطور والتقدم والإزدهار, فهذه الازمات والحروب وما شابهها لا تخدم المجموعات الإقتصادية العالمية، وبضمنها الأوروبية والآسيوية والصينية، ومنها منظمة شانغهاي للتعاون، والتي تأسست ليزدهر التعاون الإنساني العالمي ويندمج بشكل أسرع للحصول على التنمية الواسعة بين العالم أجمع, ويسّرع في بناء حزام إقتصادي عالمي لطريق الحرير, الأمر الذي يعود على شعوب العالم والدول الواقعة على طول الطريق بالخير والمنفعة المتبادلة والمشتركة.
والعلاقة الصينية التشيكية تفتح الطريق على مصراعيه إلى باقي دول الإتحاد الأوروبي وبالذات الوسطى والشرقية, وتطوّر العلاقات بينهما للعمل على الإسراع بتنفيذ المشاريع المتفق عليها بين البلدين وتوقيع إتفاقيات جديدة لمشاريع إستثمارية وتمويلية بين الشركات والمؤسسات الصينية والتشيكية والأوروبية وبمختلف الإختصاصات والمجالات والمنتجات. فمبادرة طريق الحرير تمر عبر 16 دولة أوروبية وسطى وشرقية، بنسبة سكانية تشكّل ربع عدد سكان العالم, ومبادرة الحزام والطريق تمهّد إلى علاقات وتبادلات تجارية وعلمية وثقلفية وعسكرية بين الصين وتلك الدول, وقد دخل هذا التعاون الصيني الأوروبي – التشيكي مرحلة جديدة ومتقدمة.
نتمنى تعزيز العلاقة الخيرة ما بين تلك الدول والصين, ونتمنى على التشيك ودول أوروبا الوسطى والشرقية أن توظف هذه الفرصة التاريخية السانحة المعروضة من قِبل الصين – التي هي اليوم الإقتصاد العالمي الاول، والتي تتمتع قيادتها برؤيا إنسانية عالمية تحمل الخير للشعب الصيني ولكل شعوب الأرض, لتحقيق التنمية الشاملة والتعاون والتبادل والمنفعة المشتركة بين الجميع، ليصل العالم كله إلى التطور والتقدّم والرفاه والإزدهار، ويسود السلام في جميع شعوب.
*مسؤول ملف اللغة الصينية في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب حلفاء الصين وباحـــــث وكاتـــــــــب أردنـــــــــــي