تطلعات اليابان تصطدم بنفوذ الصين في زيمبابوي
يبدو أن استضافة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، رئيس زيمبابوي، روبرت موجابي، الأسبوع الماضي، في زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام في طوكيو، تطلعات يابانية لتعزيز نفوذها في الدولة الإفريقية، لكنها تصطدم بتواجد مكثف للصين من خلال استثمارات ومشاريع عملاقة.
وتبقى علاقات اليابان مع زيمبابوي محدودة للغاية بالنسبة لعلاقة الأخيرة بالصين، ولم تصل إلى منافسة بكين في هذا البلد الإفريقي، فالصين أعطت موجابي لقب «صديق قديم» من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال زيارته الأخيرة إلى بكين في عام 2014.
واستثمرت الصين مليارات الدولارات في قطاعات الطاقة والبنية التحتية بزيمبابوي، وفي الوقت نفسه، تفضل الأخيرة التعامل مع بكين؛ من خلال اعتماد اليوان الصيني كعملة دولية لها العام الماضي، لتكون أول دولة في العالم تقوم بذلك.
وخلال القمة الثنائية «اليابانية الزيمبابوية»، ركز آبي في جهوده على تأمين الدعم لموجابي؛ من خلال سياسة اليابان في إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليشمل المزيد من الأعضاء الدائمين، واتفق موجابي وآبي أن مجلس الأمن لا يعكس تماما واقع المجتمع الدولي في القرن الـ21.
وأبرزت اليابان دورها في إفريقيا، على سبيل المثال، عبر مساهماتها في عمليات حفظ السلام في جنوب السودان، حيث كانت كبيرة ونشرت أكثر من 400 فرد من قوات الدفاع الذاتى، التي تعمل تحت مظلة بعثة الأمم المتحدة في جمهورية جنوب السودان.
ووافق آبي وموجابي أيضا على مجموعة من المشاريع الاستثمارية والمساعدات التي ستقدمها اليابان إلى زيمبابوي في السنوات المقبلة، بما فيها 5 ملايين دولار مخصصة لتحسين البنية التحتية، كما وقعت زيمبابوي مذكرة تفاهم لتصدير النفط لليابان والغاز والمعادن، وعقدت المؤسسة الوطنية اتفاقية للمساعدة في تسهيل الاستثمارات اليابانية في قطاع التعدين.
ولم يجر آبي زيارة لأي دولة إفريقية باستثناء إثيوبيا وموزمبيق وساحل العاج في عام 2014 ، ولم تكن مشاركة اليابان قوية كما كانت في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، ما يعني أن اليابان لا تزال في المقعد الخلفي فيما يتعلق بالتعامل مع القارة، بخلاف الصين التي تواصل ضخ مليارات الدولارات في جميع أنحاء إفريقيا.
ويوجد 49 دولة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تبحث اليابان فيهم عن تعزيز العلاقات لكسب التأييد في الهيئات الدولية، مثل الأمم المتحدة، ويتعين على اليابان أيضا أن تتطلع إلى الاستفادة من المؤتمر السادس الدولي للتنمية في إفريقيا (تيكاد) الذي كان ناجحاً جداً في تعزيز سمعة اليابان في القارة.