كرة القدم الصينية: انتفاضة مقبلة.. وتحضير لـ “الغزو الناعم”
موقع الصين بعيون عربية ـ
علي مهدي محمود ريا*
لا يعكس واقع كرة القدم في جمهورية الصين الشعبية، قوتها الاقتصادية أو عدد سكانها، فالدولة الأكثر تعداداً سكانيا بالعالم، بما يفوق المليار و400 مليون مواطن، والثانية من حيث القوة الاقتصادية، ما زالت تعاني على صعيد الرياضة الأكثر جماهيرية عالميا، حيث لا يزال المنتخب الصيني في المرتبة ال93 عالميا، ولم ينجح في التأهل لكأس العالم سوى مرة واحدة في العام 2002 في مونديال كوريا واليابان، حيث لم يقدّم الأداء المرجو منه وخسر كل مبارياته.
لذا كان لا بد من انتفاضة كبيرة لكرة القدم الصينية، من هنا جاءت قرارات الحزب الشيوعي، برئاسة رئيس الجمهورية الصينية، الرفيق شي جينبينغ، وهي القرارات التي تشكل قاعدة اساسية متينة في عملية التطوير، ارتكزت على بناء أكثر من 20 ألف مدرسة كروية في الصين، من ضمنها مدارس كروية لعمالقة أندية الكرة الأوروبية والعالمية كبرشلونة وريال مدريد وغيرها، إضافة إلى تشجيع الشباب الصيني على ممارسة كرة القدم من خلال تعليمها في المدارس الصينية الإبتدائية والثانوية.
كذلك برز نجم الأندية الصينية في سوق الانتقالات الشتوية الماضية، حيث أنفقت هذه الأندية ما يزيد عن 204 مليون دولار أمريكي، وضمت عدداً من نجوم الكرة الأوروبية، مثل صفقة انتقال النجم البرازيلي راميرز من تشيلسي الانكليزي إلى جيانغسو ساينتي الصيني مقابل 28 مليون يورو، وانتقال النجم الكولومبي جاكسون مارتينيز من أتليتيكو مدريد الاسباني إلى غوانزو إفرغراند مقابل 42 مليون يورو.
الأندية الصينية دخلت على خط الانتقالات بقوة مالية كبيرة، تعكس اهتمام الحكومة والشركات الصينية المتصاعد بهذه الرياضة، حيث أصبحت عروض الأندية الصينية غير قابلة للرفض، نظراً للمبالغ المالية الخيالية التي تعرض، والشروط التفضيلية المتعددة، هذه الأندية قدمت مستوى مميزاً في بطولة دوري أبطال آسيا، إذ فاز بطل الدوري الصيني غوانزو إفرغراند بالبطولة لموسم 2015 الماضي للمرة الثانية في تاريخه.
إضافة إلى تطوير الفرق الصينية، ومنتخب الرجال، تسعى الحكومة الصينية إلى تعزيز قدرات المنتخب النسائي لكرة القدم، الذي كان قد وصل إلى مركز وصيف كأس العالم للسيدات في العام 2009، ولكن مستواه تراجع بعد هذه البطولة، لذلك ستعمل لجنة التطوير الرياضية على تأمين كافة الاحتياجات الفنية للمنتخب ومحاولة ضم أكبر عدد من اللاعبات المحترفات.
الصين اليوم تسعى من خلال الإستثمارات الضخمة في المجالات الرياضية، وخاصة مجال كرة القدم، ليس فقط لتشجيع هذه الرياضة، إنما تعكس الرغبة بالغزو الناعم للعالم، وتمهد لتحويل الصين إلى أيقونة تثير إعجاب الجميع، ولا سيما الأجيال الجديدة التي تعتبر لاعبي كرة القدم من أبرز أمثلتها العليا، وبذلك تستفيد الصين من شهرة اللعبة العالمية في جذب هذه الأجيال لها، وتتحول من بلد بعيد غير معروف إلى بلد يدخل في قلب المعادلة الرياضية الدولية.
إذاً، بناء على كل ما تقدم، كرة القدم الصينية تتجه نحو انتفاضة حقيقية، وسيبرز عدد من النجوم الصينيين تصاعدياً، لنراهم قريباً في أهم الأندية الأوروبية، ونرى المنتخب الصيني مرشحاً بقوة للانضمام إلى منتخبات القمة التي تنافس في كأس العالم، وربما للفوز بالكأس الأغلى عالمياً.
- رئيس تحرير موقع الصين بعيون عربية
- نائب رئيس الفرع اللبناني للإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين
مقالة مهمة جداً للاخ علي محمود ريا المكرم نائب رئيس الفرع اللبناني للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب حلفاء الصين.. لأول مرةشخصياً أقرأ مقالات رياضية عن الصين أان المهتمين بهذا النوع مع المقالات عربيا اقلية للاسف الشديد.. تهانينا استاذ علي والى الامام..
الاكاديمي مروان سوداح – رئيس للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب حلفاء الصين