المغرب والصين يدعوان لتقوية العلاقات ويؤسسان لشراكات متميزة
دعا مسؤولون مغاربة وصينيون إلى ضرورة توطيد الصلة وتقوية سبل التعاون في كافة المجالات بين البلدين، مشيدين بالعلاقات الإستراتيجية وأواصر الصداقة المتينة التي تجمع المغرب والصين، ومشددين على أن التعاون جنوب جنوب “يؤسس لبديل آخر عن خيار الوصاية والحماية والتبعية التي ما يزال البعض، يفكر بها”.
أتى ذلك، خلال افتتاح الدورة الأولى لـ”منتدى الصداقة المغربية الصينية” الذي تنظمه “جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية” (مغربية غير حكومية)، بشراكة مع “جمعية الصداقة للشعب الصيني مع شعوب العالم” (صينية غير حكومية)، وجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء (شمال المغرب)، ومعهد “كونفوشيوس” (غير حكومي) تحت شعار “طريق الحرير يزهر في ربيع المدن المغربية” اليوم الجمعة، بالرباط (العاصمة).
في هذا السياق، أكد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، على ضرورة بناء علاقات جنوب جنوب تقطع مع الإرث الاستعماري وتؤسس لمستقبل واعد يقوم على الاحترام المتبادل والشراكة الإستراتيجية، ويؤسس لغد أفضل.
وقال الخلفي، خلال كلمته بالمناسبة، إن المغرب الذي يمثل الشريك الاقتصادي الثاني للصين على مستوى القارة الإفريقية، ومثلها الصين التي تمثل الشريك التجاري الرابع للمغرب على مستوى العالم، لهو إرث ورصيد مستمد، تحكمه إرادة اقتصادية وسياسية ساعية إلى شراكة إستراتيجية، مشددا على “ضرورة مواجهة التحديات التي تعترض القارة الأفريقية وتعترض شعوبنا”.
وأشاد الناطق الرسمي باسم الحكومة بمبادرة “الصداقة المغربية الصينية”، وقال إنها تمثل “بارقة أمل في منطقة تواجه تحديات أمنية واقتصادية وسياسية جسيمة”، مؤكدا على أن المبادرة توجه “رسالة للعديد من الدول التي ما تزال ترانا دولا قاصرة غير قادرة على بناء مستقبلها، دولا لا تتوفر على الإمكانات للالتحاق بركب الدول الصاعدة، وأنه لا بد من الاستمرار في منطق الحماية والوصاية عليها..”، وتابع: “نحن اليوم نؤسس لمشاريع مدنية واقتصادية عملية نقدم من خلالها جواب الرفض لمن يفكرون بهذا المنطق، نقدم الجواب العملي على أن التعاون جنوب جنوب يؤسس لبديل آخر بديلا عن خيار الوصاية والحماية والتبعية التي ما يزال البعض، رغم أننا في القرن الواحد والعشرين، يفكر بها”.
ولفت الخلفي إلى تميز النموذج المغربي عن باقي النماذج في المنطقة، مشيرا إلى علاقاته المتميزة والقوية مع عدد من الدول ومن بينها جمهورية الصين الشعبية، وقال: “إننا ونحن نسعى إلى إرساء طريق الحرير الجديد في القرن الواحد والعشرين، نسعى إلى إنجاح خطاب الملك الذي وجهه للمنتدى الصيني الأفريقي، لأن يضطلع المغرب من موقعه الإستراتيجي والأساسي في أن يمكن لطريق الحرير البحري امتدادات ليس فقط في اتجاه بلدان أوروبا، ولكن في غرب أفريقيا كذلك، التي يتوفر المغرب على علاقات خاصة وإستراتيجية مع عدد وازن منها”.
من جهته، قال السفير الصيني بالمغرب، شان شوزونغ، إن التعاون هو أحد المحاور البارزة لتطوير العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى وجود 11 توأمة بين مدن البلدين.
وأكد السفير الصيني، خلال كلمته، على ضرورة الرفع من التعاون في مجالات عدة، داعيا إلى استغلال الفرص الاقتصادية بكلا البلدين لتقوية “الشراكة في التجارة والاستثمار والصناعة”.
بدورها، أشادت نائبة جمعية الصداقة للشعب الصيني مع شعوب العالم، لين يي، بالعلاقات الثنائية التي تجمع بين المغرب والصين، وقالت إن المغرب له موقع جغرافي إستراتيجي يربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، “وهو ما يقتضي استغلال هذا الموقع لتقوية التعاون بين البلدين”.
فيما قال رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، محمد خليل، إن هدف هذا المنتدى هو التعارف والبحث عن فرص التعاون التي تفضي إلى المنفعة المتبادلة بين الشعبين المغربي والصيني.
وأضاف في تصريح لـ”عربي21” إلى أن اللقاء، يأتي أيضا، لتفعيل اتفاقيات التوأمة بين المدن المغربية والصينية التي وقعت سابقا، وإحداث توأمات جديدة، مشددا على ضرورة “العمل على تفعيل العلاقات في شتى المجالات بين المدن المغربية ونظيرتها الصينية”.
وعرف المنتدى المنظم تحت شعار “طريق الحرير يزهر بربيع المغرب” والذي انطلق اليوم الجمعة وسيمتد إلى غاية مساء غد السبت، حضور كل من وزير الخارجية الأسبق سعد الدين العثماني ووزير الاتصال الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي ورئيس جهة الرباط عبد الصمد السكال، وسفير جمهورية الصين بالمغرب “شان شوزونغ”، إضافة إلى مجموعة من عمداء ورؤساء بلديات من الصين والمغرب، ورجال أعمال من كلا البلدين.