الصين تقترب من استيلاد أول طفل في الفضاء
استطاع علماء من الصين تخصيب خلايا لفئران في محطة الفضاء الصينية. التجربة لم تنجح تماماً ولكنها قد تفتح الأبواب أمام تخصيب خلايا بشرية ومن ثم “إنتاج” أطفال في الفضاء في المستقبل القريب.
اتخذ علماء من الصين خطوة أقرب نحو تحقيق حلم “استيلاد” طفل في الفضاء الخارجي. ويعكف العلماء الصينيون حالياً على إجراء تجارب على فئران أرسلت مع القمرالصناعي العلمي “شيجيان 10”. ووصلت كبسولة من القمر الصناعي عائدة إلى الأرض محملة بـ6000 “جنين أولي” من الفئران كانت جميعها في مراحلها الأولى من الحياة، وذلك بعد نجاح تخصيب خليتين في المركبة الفضائية، ومنها طورت عدة “أكياس أريمية” (التي يتشكل منها الجنين لاحقاً) خلال ثلاثة أيام فقط.
نتائج هذه التجربة الصينية الرائدة كانت مشجعة جداً، كون أن التجارب السابقة من قبل الصين ومن قبل دول أخرى باءت جميعها بالفشل. وصـرح البروفسور دوان إنكوي، الذي يقود فريق البحث الصيني ويعمل مع الأكاديمية الصينية لعلوم الحيوان في بكين، في حوار مع صحيفة “بيبل دايلي” المتحدثة باسم الحزب الشيوعي الصيني: “نأمل أن تعمل التجربة على دعم العلماء لتوليد البشر في المستقبل في الفضاء”.
وستقوم محطة الفضاء الصينية الأولى قريباً بعملية إعادة تصميم للمحطة تنتهي عام 2020. وستعمل عملية إعادة التصميم على زيادة مدة بقاء رواد الفضاء الصينيين في المحطة من عدة أسابيع حالياً إلى عدة أشهر. وصرحـت هيلين يوم ين، وهي إحدى الساكنات في العاصمة الصينية وتخطط لإنجاب طفل ثاني: “أنا متشوقة لمشاهدة أول طفل يولد في الفضاء الخارجي ومعرفة فيما إذا سيكون صينياً أم لا”.
ويتوقع أن تشهد الصين زيادة في معدل المواليد بعد أن علقت الحكومة الصينية قانون “طفل واحد لكل عائلة”، الذي كان سائداً في الدولة الأكبر من حيث عدد السكان في العالم. وأكـدت يوم ين: “طفل الفضاء سيضفي ابتسامة على وجه كل شخص في الأرض”.
لكن البروفسور تان شين، المختص بعلم الأحياء في الفضاء والذي درس تأثيرات الجاذبية المجهرية على ولادة الثدييات في المؤسسة التقنية في بكين، ذكر من جانبه بأن ولادة طفل في الفضاء ليست بهذه السهولة والرومانسية، مضيفاً: “إنها مشكلة مختلف عليها بين العلماء وتواجه تحديات تقنية وأخلاقية”. ومن المشاكل التي تعوق عمل المشروع هو عدم محاولة أي شخص عمل ذلك سابقاً، إذ كانت آخر تجربة مشابهة في سنة 1979 عندما أرسل الاتحاد السوفييتي مجموعة مكونة من خمسة من الإناث واثنين من ذكور الفئران إلى “حفلة تزاوج” في الفضاء. وكانت نتيجة هذه التجربة الفشل، إذ لم يجد العلماء أية حالة حمل أو أية إشارة على جماع بين الفئران. لذلك، اعتقد العلماء أن الحيوانات فقدت رغبة القيام بالعملية الجنسية بسبب فقدان الوزن في الفضاء، كما ذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية.
بيد أن فقدان الرغبة الجنسية ليس العائق الوحيد الذي يقف أمام الإنجاب في الفضاء، حسب البروفسور تان، الذي أوضح بأنه بعد القيام بعدة تجارب في أجواء ذات تأثيرات جاذبية مجهرية مشابهة لما في المحطات الفضائية، وجد فريقه أن أعضاء الولادة والحمل في الحيوانات قد تلفت وتضررت، ما يشير إلى أن العملية الطبيعية لا يمكن أن تحدث في الفضاء إلا عبر تدخلات خاصة أو عبر أجهزة طبية. وأشار البروفسور تان إلى أن العملية “تزداد تعقيداً مع كبر حجم الحيوان”.
أما دوان إنكوي، الذي يقود فريق البحث الصيني، فقد ذكر من جانبه أن التجربة لم تنجح تماماً مع الفئران، إذ أن “الاكياس الأريمية” التي اُرسلت إلى الأرض من القمر الصناعي وصلت ميتة. ورغم أن الصور الملتقطة لهذه الأكياس أظهرت تشابهاً مع تلك التي تولد على سطح الأرض. وسيقوم فريق البحث الخاص بالبروفسور دوان بعمل تحليلات خاصة لمعرفة أسباب نفوق “الأجنة الأولية” المخصبة في الفضاء.