وزير الخارجية الصيني: لابد أن يتفق الإصلاح والتحول مع الظروف الخاصة بكل دولة
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إنه لابد من توافق الإصلاح والتحول السياسي والاجتماعي مع الظروف الخاصة بكل دولة” وذلك عند حديثه عن “الربيع العربي” الذى اجتاح دولا عربية عدة قبل 5 سنوات منطلقا من تونس.
وذكر وانغ فى مقابلة مع وسائل الإعلام الصينية على هامش زيارته الأخيرة للشرق الأوسط ، والتي زار خلالها تونس وقطر، حيث حضر في عاصمة الأخيرة الدوحة الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني-العربي، أن هذا العام يوافق الذكرى الخامسة لـ”الربيع العربي” الذي إنطلقت شرارته من تونس ثم اجتاح دولا عدة بغرب آسيا وشمال أفريقيا. وبعد خمس سنوات، لا بد أن يعيد المجتمع الدولي النظر في التجربة ويستخلص الدروس المستفادة منها.
وقال وانغ أنه خلال السنوات الخمس الماضية واجهت العديد من الدول في المنطقة تحديات كبيرة في التنمية الاقتصادية ومعيشة الشعب حتى أنها لم تنجح حتى الآن في التخلص من الفوضى والاضطرابات ، مما أدى إلى انتشار الإرهاب والتطرف، الأمر الذي بات يتطلب من المجتمع الدولي المزيد من الاهتمام والجهود لمواجهة هذه القضايا وتسويتها.
وأشار وانغ يي إلى أن التغيرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس أثبتت حقيقة أن التحول والإصلاح لابد أن يتفقا مع الظروف الخاصة بكل دولة ويتماشيا مع قدرتها ومرحلتها التنموية،أو بقول آخر لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة وجلب المنافع الحقيقية للشعوب، إلا من خلال إيجاد طريقة إصلاح تتناسب مع الخصائص الخاصة بكل دولة.
وقال وانغ أيضا إن دولا كثيرة تأمل في مشاركة الصين أكثر في شؤون الشرق الأوسط ، ولعب دور أكثر نشاطا فى تسوية القضايا الإقليمية الساخنة. والصين تفعل الآن ذلك.فالصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي مسؤولة عن الحفاظ على السلام والاستقرار في العالم. وتحمل مسؤوليتها في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من الاضطرابات واجب لا مفر منه بالنسبة لها.
وتابع أن الصين تلعب دورها دائما من خلال إطار الأمم المتحدة بشكل رئيسي وتدعم جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة. وتلتزم بنهج موضوعي في تعاملها مع القضايا المختلفة وفقا للوقائع والحقائق دون السعي إلى مصلحة أو حليف. وقد تلقى نهج الصين ترحيبا من قبل هذه الدول في المنطقة. كما قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والكثير من القادة المحليين إن الصين هي الدولة الوحيدة التي قدمت مساعدة بصدق فى حل المشكلات دون التدخل في شؤونها الداخلية. والصين من جانبها لن تدخر جهدا في سبيل الإرتقاء دوما إلى مستوى تطلعات الشعوب العربية من خلال مواصلة لعب دورها البناء.
وأوضح وانغ يي أنه في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط أثبتت خبرة الصين في العمل على التنمية إنها هى المفتاح لحل جميع المشكلات. ويوجد الآن عدد كبير من الصينيين يساعدون على إعادة إعمار العراق, ولن تدخر الصين جهدا أيضا في إعادة بناء الاقتصاد في سوريا وليبيا في المستقبل.
وأكد أن مبادرة “الحزام والطريق ” التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ تلقى ترحيبا ودعما في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما لمسه بنفسه أثناء حضوره الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني-العربي.
وأوضح أن جميع الدول العربية أعربت عن ترحيبها بالمبادرة لأنها ترى هذه المبادرة تتوافق تماما مع أولوياتها الملحة في التنمية، مشيرا إلى أن دفع تطبيق مبادرة “الحزام والطريق” سيساعد على تحقيق الإزدهار والتنمية المشتركة في دول المنطقة. وفي نفس الوقت، ستوفر التنمية أرضية صلبة لحل كافة المشكلات التي تواجهها هذه الدول.
وأضاف أنه لذلك، يجب علي الصين أن تولى المزيد من الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط وتبذل المزيد من الجهود لحل كافة الصعوبات والمشكلات التي تواجهها هذه الدول.