الرئيس الهندي يتطلع إلى شراكة تنموية أقوى مع الصين
أعرب الرئيس الهندي براناب موخرجي عن أمله في أن تدفع زيارة الدولة المرتقبة التي سيقوم بها إلى الصين شراكة تنموية أقوى مع الصين.
وفي مقابلة أجراها معه صحفيون صينيون يعملون في دلهي عشية زيارته للصين، ذكر موخرجي أنه يتطلع إلى تبادل وجهات النظر حول جميع أوجه العلاقات بين الهند والصين مع القيادة الصينية.
وصرح موخرجي لمراسلي وكالة أنباء ((شينخوا)) هنا قائلا “سوف أتبادل أيضا أفكارنا حول الكيفية التي يمكن أن يعمل بها الجانبان لترسيخ علاقاتنا في شراكة محورها الشعبين. وأؤمن تماما بأنه من الضرورة بمكان أن يسير شعبا البلدين معا وسط الوضع العالمي لجعل هذا القرن حقا قرنا آسيويا”.
ومن المقرر أن يستهل موخرجي يوم 24 مايو زيارة دولة إلى الصين تستغرق أربعة أيام بدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ.
ونظرا لكون الصين أحد أهم شركاء الهند، فإن نيودلهي تعطى أولوية كبيرة للعلاقات الثنائية وتتعهد بتكثيف الارتباط مع بكين، هكذا ذكر موخرجي.
وتابع بقوله “نأمل في إقامة شراكة قوية مع الصين ترتكز على الثقة المتبادلة والصداقة، ومراعاة مخاوف الآخر ومصالحه وتطلعاته”.
وأشار الرئيس إلى أن الهند والصين شهدتا خلال العقود الماضية “توسعا وتنوعا غير مسبوقين في العلاقات الثنائية”.
وذكر أن “شراكتنا التنموية الأوثق ترتكز على قاعدة عريضة وتغطى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتعليمية والثقافية. وقد أقام البلدان نطاقا من الآليات في جميع مجالات التعاون”.
وأضاف أن تقاسم الخبرات التنموية ذات الصلة يعد جانبا مهما من العلاقات بين البلدين، اللتين تتبادلان بصفة دورية وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية ومتعددة الأطراف ذات الاهتمام المشترك.
وقال “تحدوني الثقة بأن زيارتى ستضيف عمقا أكبر لشراكتنا وتفتح فرصا جديدة للتعاون في عدد أعرض من المجالات”.
وحول التعاون بين البلدين في التنمية المالية والاقتصادية، ذكر موخرجي أن دور الهند ومشاركتها في عملية إخراج بنك التنمية الجديد والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية إلى الوجود يبرهن على “إلتزامها بتدعيم البنية المالية العالمية لتنشئة تعاون إقليمي معزز، والعمل على استدامة النمو، ودفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة”.
وفيما يتعلق بقضية الحدود، أشار الرئيس إلى أن الهند تسعي إلى إيجاد “تسوية عادلة ومعقولة ومقبولة للطرفين بالنسبة لهذه المسألة”.
وقال إنه “انتظارا لتحقيق تسوية لمسألة الحدود، نسعى إلى الحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية. وعلى الجانبين السعى بجد إلى ضمان أن القضايا العالقة تجرى معالجتها بطريقة تبرهن على المراعاة المتبادلة لمخاوف ومصالح وتطلعات الآخر”.
وأضاف “وبهذه الطريقة فقط يمكننا ضمان أن هذه الخلافات لن تعترض طريق التنمية المستمرة للعلاقات الثنائية. وعلينا تعزيز ثقتنا وفهمنا المتبادلين عبر تسريع الحوار حول الأمن السياسي والقضايا الإستراتيجية “.
وذكر موخرجي أن الثقافة شكلت حجر الأساس الذي ازدهرت على أساسه العلاقات التاريخية بين الهند والصين وأن تعزيزها سيغذى الصداقة الشعبية بين الجانبين.
وقال إن “ماضينا الحضاري المشترك وهويتنا الآسيوية المشتركة تشكل الأساس لتنمية البلدين معا والعيش في صداقة سعيا لجعل القرن الـ21 قرنا آسيويا”.
وحول مبادرة “الحزام والطريق”، لفت موخرجي إلى أن بناء الترابط يعد جانبا مهما لتنمية الهند، فالترابط يمكن أن يعود بالفائدة على الشعب ويضخ قوة دفع جديدة في التنمية الإقليمية .
وقال إن “وجود آسيا أفضل ترابطا أمر يتطلب تشاور جميع الدول المعنية معا لتحديد أفضل سبيل للمضى قدما. وإن مثل هذا التعاون لابد أن يكون محكوما بالأعراف والممارسات الدولية المتفق عليها ولابد أن يعكس مصالح جميع الأطراف المعنية”.