ألمانيا والصين تعتزمان زيادة حجم التجارة البينية إلى 200 مليار يورو
صحيفة الاقتصادية السعودية:
أعرب رئيس وزراء الصين وين جيا باو عن اعتقاده بأن أزمة الديون في أوروبا مؤقتة ويمكن حلها. وقال وين أمس في برلين إن بعض الدول في الاتحاد الأوروبي تواجه حاليا صعوبات اقتصادية، إلا أنه اعتبر تلك الصعوبات مؤقتة.
وأكد وين خلال منتدى اقتصادي ألماني ـ صيني في العاصمة الألمانية أن الاتحاد الأوروبي قوي بالقدر الكافي للتغلب على التحديات الراهنة، مشيرا إلى ثقة حكومته الكاملة بذلك. ومن ناحية أخرى أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اعتزامها تعزيز العلاقات ”الجيدة” مع الصين من خلال توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين. وقالت ميركل خلال المنتدى إن الثقة بين ألمانيا والصين تتزايد، مضيفة أنه يمكن البناء على هذه الثقة. وأكدت المستشارة أن التجارة بين البلدين من أهم دعائم ”الجسر العريض” بين ألمانيا والصين.
وأعلنت ميركل عن عقود بالمليارات من الصين للاقتصاد الألماني، مشيرة إلى أنه سيتم التوصل اليوم إلى سلسلة من الاتفاقات مع الصين. وذكرت ميركل أن حجم التجارة بين البلدين من المقرر أن يزيد من أكثر من 130 مليار يورو إلى مائتي مليار يورو خلال خمسة أعوام، وأضافت: ”ما هو جيد يمكن أن يصبح أفضل”.
وفي الوقت نفسه أشاد وين بالعلاقات مع ألمانيا، معلنا أيضا اعتزامه توسيع التجارة بشكل كبير بين البلدين. وقال وين خلال المنتدى إن الحكومة الألمانية محرك مهم في التعاون الودي بين أوروبا والصين، وأضاف ”التطور الجيد الحالي في العلاقات الصينية الأوروبية لا يمكن تخيله دون دعم وجهود ألمانيا”. وقال وين ”الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات الألمانية الرائدة، وتتمنى في المقابل اعترافا سريعا من ألمانيا (بالصين) كاقتصاد سوق كامل”.
وأكد رئيس الوزراء الصيني انفتاح بلاده على مزيد من استثمارات الشركات الألمانية. كما تعتزم الحكومة الصينية تسهيل فرص الاستثمار أمام الشركات الألمانية المتوسطة. وأعلن وين برنامج قروض بقيمة ملياري يورو من أجل تعزيز التعاون بين الشركات الألمانية والصينية المتوسطة. ومن جانبه، قال وزير الاقتصاد الألماني، فيليب روسلر، إن الشركات الألمانية تنتظر شروط منافسة عادلة، وأضاف ”إننا لسنا بحاجة إلى ضمان قانوني فقط بل أيضا إلى دولة قانون”.
من جهة أخرى، قال اتحاد الشركات الصناعية الألمانية ”بي. دي. آي” إن حجم استثمارات القطاع الصناعي حقق السنة الماضية ارتفاعا بنسبة 16 في المائة مقارنة مع سنة 2009 لتصل قيمة استثماراته الإجمالية إلى 223 مليار يورو. وأشار اتحاد ”بي. دي. آي” إلى أنه اعتمد في بياناته الجديدة على الدراسة التي قام بها معهد الدراسات الاقتصادية ”آي دبليو” بين ألف شركة ألمانية صناعية وأخرى تقدم الخدمات في مجال قطاع الصناعة. من جهته، حذر رئيس الاتحاد هانس بيتر كايتل أثناء تقديم التقرير في الوقت ذاته من المبالغة في التفاؤل قائلا ”لا يوجد انتعاش يستمر إلى الأبد فالتطور الإيجابي الذي تشهد استثمارات القطاع يجب عدم تجاهل مشكلة الهيكلية التي يعانيها الاقتصاد الألماني منذ سنوات”. وأوضح كايتل أن 10 في المائة من هذه الاستثمارات وظفتها شركات صناعية ألمانية في العام الماضي خارج ألمانيا وقد ترتفع هذه النسبة خلال هذا العام إلى 18 في المائة. وطالب من الحكومة الألمانية بمواصلة محاربة البيروقراطية وتوفير العمالة المؤهلة وبذل جميع الجهود من أجل استقرار أسعار الطاقة والمواد الخام. وعن توقعات الاتحاد بخصوص نمو الاقتصاد الألماني في العام الحالي، قال كايتل إنه يتوقع نموا بنسبة 3 في المائة على الأقل في عام 2011 مقارنة بعام 2010.