الصينيون حضارة عتيدة وعادات مميزة
موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع*
يتميز الصينيون بأنهم يمتلكون حضارة عريقة أمتدت الى عصور قديمة ورثوا من خلالها تقاليد وعادات إنفردوا وتميزوا بها عن بقية شعوب الارض وتعد الحضارة الصينية واحدة من أقدم الثقافات في العالم والتي تغطي منطقة جغرافية كبيرة في شرق آسيا بعادات وتقاليد متفاوتة جدا بين المحافظات والمدن وحتى القرى ومن أهم مكونات الحضارة الصينية ألآداب والفنون البصرية وفنون الدفاع عن النفس والمأكولات والدين والفن المعماري والازياء واللغة والقيم الاجتماعية وغيرها و في القدم فقد نشأت الحضارة الصينية في المراكز الاقليمية عبر قرى النهر الاصفر ونهر بانغتزي في العصر الحجري الحديث فيما يعتقد آخرون إن البحر الاصفر هو مهد الحضارة الصينية وتعد الصين واحدة من أقدم حضارات ألعالم ويمكن العثور على تاريخ الصين المكتوب في وقت مبكر مع مملكة شانغ (1700 _1046 ) ق.م وقد تطور قدر كبير من ثقافة الصين وأدائها وفلسفتها بشكل اكبر أثناء مملكة تشو (1045 _256) ق.م وقد تم تقسيم مملكة تشو بعد تعرضها للضغوط الخارجية والداخلية في القرن الثامن ق.م الى دول صغيرة حتى الوصول الى التغيير الكامل في حقبة الممالك المتحاربة الى أن قام تشين شي هوانج بتوحيد الممالك المتحاربة وخلق أول إمبراطورية صينية وقد قامت الممالك المتعاقبة في التاريخ الصيني بتطوير بيروقراطية اتاحت الفرصة لامبراطور الصين بالتحكم بشكل مباشر في الاقاليم المتسعة .
والنظرة التقليدية للتاريخ الصيني تشير الى الوحدة والتفكك السياسي بشكل متبادل حيث تمت السيطرة في بعض الاوقات على الصين شعوب الشهوب الذين تم إستيعاب أغلبهم ضمن سكان قومية الهان ,وتعد التأثيرات الثقافية والسياسية في العديد من أجزاء آسيا والتي نجمت عن موجات متتابعة من الهجرة والتوسع والاستيعاب الثقافي جزءا من الثقافة المعاصرة للصين .
أن لكل مجتمع عادات وتقاليد تتوارثها الاجيال حيث يولد الانسان بلا خبرة ثم يبدأ بالتأثر بمن حوله فيأخذ عنهم عاداتهم وتقاليدهم , والعادات هي من اعتاد عليها الناس اما التقاليد فهي تأتي من جيل ويسير على نهجه جيل سابق ويقلده في أمور شتى , ومن عادات الشعب الصيني التي تناولها الدكتور حاتم الربيعي في “مذكرات من الصين -7″، والمنشورة في مركز النور: التحية والمتعارف عن التحية في الصين سابقاً وأنحسر إستخدامها الان (جيفان لما) وتعني هل تناولت طعامك أم لا وهذه العادة جاءت نتيجة لسنوات الجوع التي مر بها الشعب الصيني للفترة من (1959_1961) إذ كانوا يأكلون أوراق الاشجار والاعشاب لعدم وجود ما يسد جوعهم وبلغت ذروتها عام 1960 والتي عدت أكبر مجاعة في تاريخ القرن العشرين ولقي نحو 38 مليون شخص حتفهم.
ويتميز الشعب الصيني بحب الرياضة والنوم المبكر ولا نستغرب عندما نجد الشيوخ والعجائز يمارسون الرياضة في الساحات العامة وعند غروب الشمس يتجمعون ليمارسوا الرقص الجماعي سوية مع التمارين الرياضية على أنغام الموسيقى ويذهب الكثيرون منهم الى فراش النوم حوالي الساعة التاسعة مساءا ويستيقضون باكرا ليمارسوا الرياضة قبل ذهابهم للعمل , وحتى أيام البرد القارص والثلوج يتجمعون شيبا وشبابا قبل الساعة السابعة صباحا ليمارسوا الرياضة ويؤدون الحركات الرياضية.
وللصينيون حكمة بأن اللسان للعرب واليدان للصينيين حيث يقولون بان العرب يجيدون إستخدام اللسان ويتكلمون كثيرا ولديهم البلاغة والشعر ولكنهم يعملون قليلا اما الصينيون فهم على العكس يعشقون استخدام اليدين ولهذا نجدهم يفسرون تقدمهم في رياضة كرة المنضدة والسلة ومهاراتهم اليدوية ويمتازون بأخلاصهم للعمل ويعتبرونه شرفا لهم مع قلة في كلامهم وهم يعملون بجد ونشاط من الساعة 8 صباحا ولغاية 5 عصرا ومع ذلك تجدهم يبتسمون كما يتميزون بالتواضع وعندما تمدحهم وتقول بأن الصين دولة عظمى يردون بكل تواضع بأنهم لازالوا من الدول النامية.
ولدى الصينيين مشاعر عاطفية تجاه أي طفل يصادفونه وخصوصا عند النساء فعوائلهم لا تتجاوز الاب والام وطفل واحد لان لديهم قانون تحديد النسل الذي صدر عام 1979 عدا المسلمين الصينيين فهذا القانون لا يشملهم وعندما تسأل احدهم هل لديك أخ او إخت او إبن عم او إبن خالة فجوابهم كلا ولكن لدينا أصدقاء كثر لذا تحولت لديهم مشاعر الاخوة والقرابة الى الاصدقاء فالصديق هو بمقام الاخ ولديهم الكثير من الامثلة تجاه الصديق فيقولون (لا تكتم همومك عن صديقك لانه سيأخذ منك نصفها وشاركه بأفراحك لانه سيضيف عليها فرحا ثانيا )وأثمن الاشياء في الدنيا (العلم والغذاء والصديق).
أن الصينيين يتناولون الماء الساخن في جميع الاوقات وطوال أيام السنة وهي مفيدة صحيا وان الاطباء ينصحون بعدم شرب الماء البارد وخاصة بعد الاكل ويفسرون ذلك لعدة أسباب من اهمها إن الانزيمات الهاضمة عبارة عن بروتينات وتحتاج لدرجة حرارة تعادل درجة حرارة الجسم حتى تؤدي دورها وإن الماء البارد والمشروبات الغازية تعيق عمل هذه الانزيمات وإن شرب الماء البارد بعد وجبة غذاء دسمة يساعد على تجميد الدهون عكس الماء الحار الذي يصفي الطعام من الدهون.
وينظر الى المرأة في الصين بالاحترام وتشارك الرجل في معظم الاعمال ومن الصعب ان تجد المرأة بدون عمل لغرض مساعدة الرجل بتغطية نفقات المعيشة وهي تميل الى تنحيف جسمها بدرجة كبيرة لانه من معايير جمالها وعلى الرغم من عدم اظهار مفاتنهن نجد إن هناك غض البصر من قبل الشباب ,وعند خطبة الفتاة يقوم الاهل بتركها وراء حجاب ويخرجون قدميها فيمسك العريس بقدم الفتاة ويختبر نعومته ويقيس طوله فأذا أعجبته يدغدغها كأشارة للقبول لذلك عندما تبلغ الفتاة سن السادسة حتى الحادية عشر من عمرها يقوم الاهل بعملية شد اصابع القدم نحو الاسفل ماعدا الاصبع الكبير لتظهر صغيرة , ويقال بأن هذه العادة توارثها الصينيون من إمبراطورهم الذي وقع في حب راقصة ذات قدمين صغيرين فعشقها وكان يمتدح أرجلها فقط فأعتقد أهل الصين إن الجمال يقع في الارجل وليس في الرأس.
كما يتميز الصينيون في المجتمع بالثبات على المبدأ وهم متنوعون يحتفظون بالعادات الثقافية للمجتمع التقليدي الذي دام الالاف من السنين وانهم تبنوا في الوقت نفسه أفكارا ومقومات جديدة سببها الاندماج المتزايد مع بقية العالم.
أن مفهوم ” الشين شي” الصيني ينصح الناس بألايتسرعوا في قول أي شيء في أي وقت والا يقوموا بأفعال ستجعلهم يندمون لاحقا بهذه الطريقة فقط تجنب كلمة آسف ,أما إذا قام شخص بأمر وندم عليه فأن ألاعتذار في هذه الحالة يجب أن يكون نابعا من القلب ولا يجب قول لاكلمة آسف بلا مبالاة.
هكذا هم الصينيون اكتسبوا من حضارتهم العريقة قيم سامية وعادات مميزة كسبوا من خلالها احترام وتقدير الجميع.
* محرر صحفي وكاتب في جمهورية العراق وناشط في قِوام الإتـّحادُ الإلكتروني الـْدّوُليُّ لِلْـصَّحَفِيّينِ والإعْـلاَمِيِّينِ وَالْكُتَّابِ الْـعَرَب أصْدِقَـاءُ الـصِّينِ