شياطين أمريكا وسور الصين البحري
موقع الصين بعيون عربية ـ
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي*:
بالرغم من بوادر حسن النية التي تقدمها الصين للولايات المتحدة الأمريكية, وبالرغم من الشراكة الإقتصادية والتجارية بين البلدين, إلا أن الهيمنة الأمريكية على شراكتها مع الصين لم تلغى, فأمريكا دائما تريد أن تأخذ وتسيطر وتستفيد من أية شراكة مع الدول دون أن تعطي أو تتعاون أو تشارك أحد… وهذا يختلف عن سياسة الصين التي تهدف من أية إتفاقيات توقعها مع الدول على مبدأ الشراكة والتعاون والإستفادة للجميع, فأمريكا تعمل بالتنافس الغير شريف والتي يجعلها مهيمنة على الدول والأقاليم والقارات… وهذا ما لا ترضيه الصين وحلفائها وهومن أهم أسباب التوتر بين الصين وأمريكا.
الأمر الذي يجعل أمريكا بسياستها المزدوجة والشيطانية تضغط على الصين وتتلاعب حسب عهرها السياسي بورقة بحر الصين الجنوبي بين الفينة والأخرى, مما يولد توتر وزيادة الخلافات بين الجانبين, وبحر الصين الجنوبي يشكل منطقة إستراتيجية للتجارة العالمية وهو للصين أساسا, وتطالب الصين دائما عبر الأمم المتحدة بالسيادة على معظمه رسميا, ولا تنكر حق الدول الأخرى به مثل فيتنام وماليزيا وبروناي والفلبين, لكن أمريكا تسيطر سياسيا وإقتصاديا وعسكريا على تلك الدول وتثيرها على الصين لغايات في نفسها الخبيثة.
لذلك فالصين تعرف جيدا كيف تتعامل مع الخبث والشيطنة الأمريكية بسياستها الهادئة والحكيمة والمتروية, دون أن تنتهك حقوق الدول الجارة لها, وإنطلاقا من ذلك عملت الصين على تطوير نظام مراقبة تحت الماء, الهدف من ذلك النظام تقويض حركة الأسطول الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ, وتعزيز التواجد الصيني بشكل كامل في بحر الصين الجنوبي.
المشروع أو النظام سمي بسور الصين المائي العظيم, لتصبح مجموعة من السفن والغواصات وأجهزة الإستشعار قادرة على رصد الأهداف فوق الماء وتحته, بحسب ما أعلنت عنه مؤسسة بناء السفن الصينية, وهو نظام يشبه إلى حد كبير النظام الذي طورته أمريكا في الخمسينيات للكشف عن الغواصات السوفياتية والمسمى (cocus), وبذلك تكون أمريكا الوحشية والفتنوية قد خسرت معركة بحر الصين الجنوبي.
نعم هكذا تتعامل الدول الكبرى مثل الصين ذات الأخلاق والمبادئ والقيم والشعب الممتد تاريخه وحضارته منذ آلاف السنين مع الدول التي أصبحت كبرى مثل أمريكا على جماجم البشرية ونهب ثرواتها وإيقاع الفتن بين الأخوة والجيران وشعبها ذو التاريخ الحديث والمزور والذي تم لممته من كل أنحاء العالم.
سوران صينيان عظيمان هزا عرش أمريكا وهزماها أولهما فوق الأرض وثانيهما تحت الماء, وكلاهما لحماية أمن الصين وجيرانها من شرور أنفسهما ومن التدخل الأمريكي في منطقتهما, ومن أي خطر مفاجئ أو محتمل من قبل تلك الدولة المتغطرسة والهوجاء والشيطانية, وزيارة أوباما الأخيرة إلى فيتنام كانت ليس لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فقط, وأيضا لتضع فيتنام رأس حربة وتزيد من حدة النزاعات على الجزر في المنطقة برمتها, وهي الزيارة الثالثة لرئيس أمريكي بعد زيارة بيل كلنتون وبوش الإبن إلى فيتنام بعد إنتهاء الحرب عام (1975) تشكل عقدين من التقارب بين البلدين العدوين السابقين والتي زادت وتيرة سرعتها في السنوات الأخيرة للضغط على الصين, وإبعادها عن كل القضايا في المنطقة وفي العالم أجمع.
*كاتـــــــب وباحـــــــث أردنـــــــــــــــي