مَن وراء جرّ الصين لنزاع عالمي ؟؟؟؟
موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع*:
في سبعينيات القرن الماضي أقدمت الفلبين بصورة غير قانونية على إحتلال جُزر وسلاسل الصخور التي هي جزء من جزر نانشا الصينية وأقامت عليها منشآت ثابتة مثل المطارات، وقامت بإستصلاح أراضي ونشر أسلحة هجومية مثل ألصواريخ على تلك الجُزر ويعد ذلك ألاحتلال غير القانوني إنتهاك للمباديء الأساسية لميثاق الأمم المتحدة وتقويض للنظام الإقليمي.
إن سعي دول الجوار الصيني لإنتزاع أجزاء من الأراضي الصينية هو تجاوز على السيادة الصينية وإنتهاك صارخ للقوانين الدولية وإصرار على التمسك بأثارة النزاعات في المنطقة بتحريض واضح من بعض الدول المستفيدة من تلك النزاعات.
لقد أوكلت الولايات المتحدة الأمريكية الى الفلبين لعب دور رأس الحربة في النزاع الدائر في منطقة بحر الصين الجنوبي عندما إحتلت الفلبين أجزاء من جزر نانشا الصينية في محاولة منها لإشعال فتيل الأزمة الحاصلة نتيجة لهذا الإحتلال فالولايات المتحدة الأمريكية لا تتدخل عادة بشكل مباشر في مثل هكذا نزاعات بل تعمل على تحريك الأطراف الخاضعة لسيطرة نفوذها لتحقيق أهدافها.
الصين الدولة المسالمة والمتعقلة تسعى وبكل الطرق الى إنتزاع فتيل الأزمة باللجوء للطرق السلمية والحوار وإتباع القوانين المتعلقة بحل النزاعات بين الدول تاركة باب الحوار مشرع على مصراعيه أمام الحلول السلمية ولكن الطرف الآخر وبدوافع خارجية متمسك بخيار اللاحل السلمي للازمة منتهكا بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية.
وبالمقابل الفلبين ومن وراءها يخاطرون كثيرا بزعزعة الاستقرار في المنطقة وتهديد الأمن والسلم الدوليين حيث تجري الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة تدريبات عسكرية مكثفة مع حلفاؤهم متحدين بذلك صبر وعقلانية الدولة والشعب الصيني .
إن سعي الفلبين لجر الصين الى نزاع عسكري تتدخل به الولايات المتحدة الأمريكية بكل ثقلها العسكري في تلك المنطقة الحيوية واضعة الصين تحت خيارين:
1/ احدهما التنازل عن اجزاء من تلك الجزر وهو أمر مستبعد؛
2/والآخر هو الدخول في حرب شاملة وخطرة تجر معظم دول العالم الى التدخل والاشتراك فيها.
لكن حلفاء الصين لن يتركوها تخوض حربا لوحدها كذلك الطرف الآخر وبالتالي الدخول في حرب عالمية لا تحمد عقباها، هذا من جهة، ومن جهة اخرى محاولة بعض القوى العالمية إيهام المجتمع الدولي بعدم أحقية الصين على تلك الجزر، ووصف الصين بالدولة التي تنتزع حقوق الآخرين وإستعمارها، هو محض إفتراء فتاريخ الصين العريق يثبت إن الصين بلد السلم والسلام وعلى مر الزمان لم ترتكب الصين اعتداء على جاراتها من الدول بالرغم من المؤهلات الصينية بشرياً ومادياً.
إن عقلانية الصين وحكمتها تجعلها تتأنّى كثيرا في قراراتها رغم قوة الصين الجبارة عسكريا واقتصادياً وبشرياً ولكن لتلك الحكمة والعقلانية حدود فهي لن تسمح لأية قوة في العالم من المساس بوحدتها وكرامتها والتجاوز على سيادتها الوطنية على أراضيها. هكذا هو التنين الصيني لن يسمح لأحد بالنيل منه، ومن خلفه كل الأصدقاء الأوفياء يساندوه ويقفون معه مقدمين له الدعم بكل قوة وبكافة الوسائل والطرق المشروعة.
* صحفي ومحرر صحفي وكاتب متخصص بشؤون الصين في جمهورية العراق وناشط في قِوام الإتـّحادُ الإلكتروني الـْدّوُليُّ لِلْـصَّحَفِيّينِ والإعْـلاَمِيِّينِ وَالْكُتَّابِ الْـعَرَب أصْدِقَـاءُ الـصِّينِ