الصين تفرض بطولة جديدة ورواتب مرتفعة للنجوم العالميين

يبدو ان مستقبل كرة القدم العالمية سيكون برعاية الصين، إذ تسعى البلاد ذات الإقتصاد الأقوى في العالم الى الاستثمار في القطاع الشعبي العالمي وصولاً الى إحراز كأس العالم مع انتصاف القرن الحالي.
وبعد الاستثمارات الضخمة في النوادي العالمية، وجذب أسماء مهمة من نجوم اللعبة الى الدوري الصيني الساعي الى التطور على الصعيد القاري وتعزيز صلابته، ستحتضن الصين بطولة كروية مرموقة بدءاً من السنة المقبلة، وفق ما أعلنته مجموعة “واندا” للاستثمار ودخول عالم الرياضة من اوسع ابوابه.
وسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” ان منح الاذن لاقامة “كأس الصين” في كانون الثاني 2017، وهي بطولة ستشهد اربع مباريات بمشاركة منتخب الدولة المضيفة وثلاثة فرق من أوروبا والاميركتين من دون تحديدها. وأكدت “واندا”، التي تمتلك 20 في المئة من أسهم نادي أتلتيكو مدريد الاسباني، أن البطولة ستقام بالتعاون مع الاتحادين الصيني والآسيوي لكرة القدم، علما أن الشركة تسعى الى رفع عدد المشاركين الى ثمانية، واستقدام ابرز النوادي العالمية.

دوري النجوم
من جهة اخرى، تسعى النوادي الصينية من خلال التعاقد مع لاعبين دوليين إلى تقوية الدوري المحلي ومنح الفرصة للاعبين الصينيين للاحتكاك بلاعبين كبار بهدف تحضير الكرة الصينية لتصبح قادرة على المنافسة دولياً، وهذا ما سيعود بالنفع على المنتخب الصيني الذي يسعى إلى تبوؤ مكانة بين المنتخبات العالمية. وأصبحت كرة القدم أحد أهم المشاريع الكبرى بالنسبة الى الرئيس الصيني شي جينيبينغ الذي يطمح إلى أن تحظى بلاده بشرف تنظيم كأس العالم في 2026 أو 2030. لذا فكل الجهود المبذولة لتطوير الكرة الصينية تصب في هذا الإطار.
وتحولت كرة القدم إلى مادة إجبارية في كل المدارس الصينية، كما أصبحت مراكز التكوين تنتشر في البلاد على نحو غير مسبوق. علاوة على ذلك ضُخت أموال ضخمة في ميزانيات النوادي كي تستطيع التعاقد مع لاعبين مميزين يكونون قدوة للجيل الصاعد في الصين. وباتت معظم الفرق الصينية مملوكة لشركات كبرى بميزانيات ضخمة رفعت قيمة العديد من النجوم، إذ كان الايطالي غراتسيانو بيليه آخر المنتقلين الى الدوري الصيني وتحديداً الى فريق شاندونغ ليونينغ، كما سبق للفرق الصينية ان استقدمت أسماء لمعت في سماء الكرة الأوروبية والعالمية، أمثال البرازيلي روبينيو ومواطنه باولينيو والغاني أسامواه جيان والمالياني مامادو سيسوكو والسنغالي ديمبا با والكولومبي جاكسون مارتينيز والأرجنتيني ايزيكييل لافيتزي والبرازيلي هالك. ولم يقتصر الأمر على اللاعبين إذ جذب الدوري الصيني كبار المدربين مثل البرازيلي لويس فيليبي سكولاري مدرب غوانغزو إيفرغراندي بطل آسيا ليحل بعد الايطالي مارتشيلو ليبي بطل العالم 2006، والإيطالي الآخر ألبيرتو زاكيروني مدرب بيجينغ غوان، والفرنسي فيليب تروسييه مع غوانغزو غرين تاون. وتعد البرازيل الأكثر حضوراً في الدوري الصيني من خلال عدد من اللاعبين والمدربين المميزين وبرواتب خيالية.
من الواضح أن الصين تستغل قدراتها المالية الفائقة لتصبح قوة عظمى في مجال كرة القدم، وتفرض نفوذها لتسطر تاريخاً يذكر في عالم الساحرة
المستديرة.