المنتدى الإعلامي حول الحزام والطريق.. بعيون عربية
موقع الصين بعيون عربية:
خاص من بكين – محمود ريا:
من مئة دولة ودولة، جاء الإعلاميون، ليشهدوا المنتدى الإعلامي حول مبادرة الحزام والطريق، وليسجلوا في رؤوسهم صوراً لن ينسوها.
ممثلون لمئتي وسيلة إعلامية، من أربع أقطار الأرض، جاؤوا ليلتقوا في بكين، تحت راية مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وعاد اليوم ليوجه رسالة ترحيب بالمشاركين في “منتدى التعاون الإعلامي للحزام والطريق عام 2016″، ليوكد من خلال هذه الرسالة على إيمانه المطلق بالمبادرة وتأكيده على دعمها وتقديم كل ما يلزم لإنجاحها.
الحضور المتنوع، الآسيوي والأفريقي، الأوروبي والأوسترالي، وحتى الأميركي، كان موجوداً ليسمع صوتاً واحداً: مبادرة الحزام والطريق وجدت لتستمر، ولكي تحقق كل أهدافها، وهي بدأت بالفعل في حصد الكثير من زرع السنوات الماضية.
وما حشد اليوم في القاعة الكبرى لمركز المؤتمرات الوطني في بكين إلا بعض الحصاد، حيث كان الإعلاميون من أنحاء العالم مرتبطين بالفكرة، منخرطين بالمبادرة، مشاركين بفعالية ببناء الحزام الإقتصادي لطريق الحرير البري، وطريق الحرير البحري.
في كل الوجوه هناك ذلك الإنطباع بعظمة المشروع، وبمدى جدية الدولة الكبرى التي طرحته وتعمل من أجل تنفيذه، وكان هناك الأمل بالنجاح، وكان هناك الأهم من ذلك كله، كان هناك الإطمئنان بأن مبادرة الحزام والطريق ليست مشروع هيمنة صينية على العالم القديم، وإنما هي بوتقة تجمع جهود الشعوب وطاقاتها وتستفيد من أفكارها، لبناء أكبر طريق تجاري في التاريخ.
والمضيفون كانوا صريحين وواضحين، عندما أكدوا على لسان أكثر من خطيب منهم أن المبادرة ليست مشروع بناء “حديقة خلفية” للصين، وإنما هي عمل لبناء بستان يضم كل الأشجار وينتج كل الثمار التي تطعم كل المشاركين فيه.
من أجل ذلك تحدث الضيف المصري أحمد السيد أمام الجميع عن اختلاف هذه المبادرة عن استراتيجية “القوارب المسلحة” التي استخدمها “المستعمر الغربي” في مناطق العالم المتعددة، عن استراتيجية التعاون والانفتاح والمشاركة التي تعتمدها الصين وتجسّدها من خلال مبادرة الحزام والطريق .
ومن أجل ذلك أيضاً تحدث الضيف البريطاني غاي زيتر من صحيفة ديلي ميل معتبراً أن الديموقراطية بنمطها الغربي لا تعرف إلا انتظار موعد الإنتخابات، فيتخلى المسؤولون فيه عن السعي لتحقيق الانجازات، وينصرفون للبحث عن الأصوات، وكأنه يقول إن ما تقدمه الصين للعالم أكبر بكثير من الانتقادات التي توجه لها من هنا وهناك.
من خلال المشاركة الشخصية – لأول مرة – في المنتدى الإعلامي حول مبادرة الحزام والطريق والذي يعقد للمرة الثالثة، وبتنظيم من صحيفة الشعب الصينية العريقة والواسعة الآفاق، يمكنني القول إن الإعلام بدأ يصنع اللبنات الأولى لمشروع طريق الحرير على المستوى الإعلامي، لأن ما شهدته من لقاءات، وما أسسته من علاقات خلال الساعات الماضية كاف لخلق دينامية كبرى في التواصل مع أشخاص مهتمين بمبادرة الحزام والطريق في أنحاء العالم، وهذا على مستوى شخص واحد، فكيف يكون الأمر على مستوى المئات من الإعلاميين الذين شاركوا في المنتدى؟
الرحلة لم تنته بعد، بل هي في بداياتها، ومن بكين وغيرها من مدن الصين ستكون الصورة التي شاهدتها بعيني أقرب إلى كل القراء والمتابعين.