لقاء منتدى مبادرة الحزام والطريق: القوة الناعمة الصينية تلوح للعيان
موقع الصين بعيون عربية –
خاص من بكين – محمود ريا:
شكل اللقاء الذي عقد يوم الأربعاء في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين بين عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ليو يون شان والمشاركين في المنتدى الإعلامي حول الحزام والطريق فرصة للحوار حول مفهوم المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والأهداف التي تسعى لتحقيقها.
وبحضور ممثلين لأكثر من مئتي وسيلة إعلامية من أنحاء العالم، استمع السيد باو إلى مداخلات عدد من أبرز الإعلاميين الذين تم انتقاؤهم بدقة من أجل التعبير عن رؤية عالمية شاملة لمبادرة الحزام والطريق، قبل أن يدلي هو بدوره بعدة ملاحظات تركزت على أهمية المبادرة بالنسبة للصين وللعالم ككل.
ولعل أهم ما قاله في هذا المجال هو أن الحديث عن صراع الحضارات، وعن نهاية التاريخ لمصلحة قطب واحد هو كلام ليس قابلا للتحقق، وأن الأمر المنطقي والمهم هو أن تتعاون الشعوب فيما بينها من أجل مصلحتها، لأن الأرض أصبحت قرية عالمية، وهي للجميع.
وفي هذا المجال يأتي تكرار السيد شان لما قاله غيره من المسؤولين الصينيين بأن مبادرة الحزام والطريق لا تهدف لبناء حديقة خلفية للصين، بقدر ما هي مشروع يقوم به الجميع لخدمة الجميع.
ولا بد من ملاحظة الاهتمام الصيني اللافت للنظر بالوفد المصري المشارك بالمؤتمر، حيث أجلس البروتوكول الصيني رئيس الوفد سيد أحمد في المقعد المجاور للمسؤول الصيني الأول الحاضر في اللقاء، وترك له فرصة إلقاء كلمة أخرى بعد كلمة حفل الافتتاح. كما تحدث في فترة الحوار مع الحاضرين اثنين من أعضاء الوفد.
وقد أشار واحد من المتكلمين بحق إلى ضرورة دعم الشعب الفلسطيني بمشروع مبادرة الحزام والطريق من خلال رفع الظلم عنه وإعانته على تحرير أرضه.
وبين اقتراحات الصحافيين المشاركين وملاحظات المسؤول الصيني الصريحة والواضحة، انقضى لقاء الساعتين بسرعة، ليحمل في طياته الأمل بأن يكون اللقاء المقبل في العام التالي أكثر فعالية وبانتاجية أعلى من اللقاء الحالي.
وإذا كان اللقاء في شقه السياسي مهما وفعالا، فإن ما شهدته قاعة الشعب الكبرى على هامش اللقاء كان يحفل بالمعاني والإشارات، وخصوصا لجهة التنظيم الدقيق الذي سجل ذروة في الترتيب، بحيث أحس كل واحد من الحاضربن أنه في قلب الحدث، بالرغم من كون عدد الحاضرين يوازي المئنين والخمسين.
وقد تألقت القاعة التاريخية الكبرى – التي تقع في ساحة تيان أن من الشهيرة – بألوانها الرائعة وحمرتها التي تغلب على المنظر، وبالثريات العملاقة التي أعطت بأنوارها جمالية كبرى للمكان، في حين كان حسن الضيافة والاستقبال بلا حاجة إلى الإشارة له، كونه من عادات الشعب الصيني والقيادة الصينية.
ومن مشاهد الدقة في التنظيم الصورة الجماعية التي ضمت كل المشاركين في المنتدى مع الشخصيات الصينية المضيفة، والتي كان تنفيذها آية في السلاسة والسهولة، بالرغم من العدد الكبير جدا من الحضور.
لقد أظهرت القيادة الصينية من خلال هذا اللقاء مع إعلاميين من أنحاء العالم أنها أهل لتولي الإشراف على مسيرة بناء مشروع عملاق يؤثر على مصير أكثر من أربعة ملبارات إنسان، دون أن يكون هذا الإثبات عبر استخدام أساليب الفرض والقوة، بل من خلال استخدام القوة الناعمة التي بدأت الصين تعتاد على استعمالها، بالرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل أمامها في هذا المجال.