تعليق: على الهند الانضمام للصين في السمو فوق الخلافات وإقامة شراكة استراتيجية
تقول الحكمة التقليدية إنه لا يمكن لبلدين الاتفاق على كل شيء، ولذا سيكون من الذكاء ان تنضم الهند للصين في السمو فوق خلافاتهما.
وبدأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارة لمدة ثلاثة أيام تبدأ اليوم (الجمعة) للهند وتعد الأولى له منذ عامين.
ويعتقد كثيرون أن الهدف من الزيارة هو المساعدة في ازالة أسباب التوتر في العلاقات بين أكبر بلدين ناميتين في العالم وبناء توافق قبل انعقاد قمتين هامتين هما اجتماع مجموعة العشرين في الصين وقمة البريكس في الهند، في الأشهر المقبلة.
ونظرا لأن بكين ونيودلهي تعقدان حاليا محادثات دبلوماسية مكثفة رفيعة المستوى قد تحدد جيدا السمات المستقبلية لشراكتهما، فإن البلدين بحاجة للعمل معا للإبقاء على خلافاتهما فى نطاق معقول.
وما ينبغي الإشارة اليه قبل كل شيء هو أن الهند اتهمت الصين خطأ بمنع دخولها مجموعة موردي المواد النووية.
وحتى الآن لم يسبق لأية دولة غير موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي الانضمام لمجموعة موردي المواد النووية. ويؤكد عديدون من داخل المجموعة التي تراقب التدفق العالمي للمواد النووية على التحوط عند منح العضوية لأية دولة غير موقعة على المعاهدة.
الا انه لا ينبغي ان تصاب نيودلهي بالإحباط فالباب المؤدي للمجموعة ليس مغلقا بإحكام . لكن أى نقاشات مستقبلية بحاجة لأن تبنى على مبدأ حماية آلية عدم الانتشار النووي الدولي التي لدى الهند نفسها مصلحة كبيرة فيها.
وفي البيان المشترك الذي أصدره وزيرا خارجية الصين والهند وروسيا بعد لقائهما بموسكو اوائل العام الجاري، اتفقت الهند على انه ينبغي معالجة قضية بحر الصين الجنوبي عبر المحادثات بين الأطراف المعنية.
ونظرا لأن بحر الصين الجنوبي مرتبط بمصالح الصين الوطنية الحيوية، تأمل البلاد ان تتفهم الهند تماما مخاوف الصين وتواصل القيام بدور بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا – الباسيفيك.
وفي الوقت نفسه، على أسرع اقتصادين نموا في العالم الحفاظ على القوة الدافعة الايجابية لعلاقاتهما الثنائية التي حافظا عليها في السنوات الأخيرة وتعميق التعاون وبخاصة في التجارة والتبادلات واقامة شراكة اوثق.
وفي ظل ضعف التعافي الاقتصادي العالمي، علي البلدين ضم الأيادي للوقوف في وجه الحمائية التجارية وبذل جهود جوهرية لتنظيم البناء الاقتصادي العالمي خلال القمتين الرئيسيتين وما بعدهما.
يمكن للبلدين، وهما سوقان صاعدان رئيسيان، الوقوف معا يدا بيد وأن يشكلا صوتا قويا يعبر عن آلام وطموحات العالم النامي ويجعلا نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية اكثر عدلا وانصافا.
وعندما يتعلق الأمر بمواجهة اكثر تحديات العالم الحاحا مثل تغير المناخ والحرب على الإرهاب والأمن الغذائي، يمتلك أكبر بلدين في مجموعة البريكس من حيث تعداد السكان إمكانات ضخمة لتقديمها في هذا الصدد.
والصين والهند شريكتان وليستا غريمتين وطالما يمكنهما حل خلافاتهما بإخلاص ومهارة سياسية ، ستنمو علاقاتهما الثنائية لتصبح أقوى وستصبح البلدان قوة خير في العالم.