الحزام والطريق والانفتاح الديناميكي نحو العالم
الذي ينظر بعين فاحصة لتداعي فكرة الحزام والطريق وتطبيقها على أرض الواقع يجد أن هناك تناسقاً عميقاً بين الشعب والدولة، إذ أن “التناسق يوٌلد المعاناة والمعاناة تٌولد الإبداع”، أو كما قال المثل الكلاسيكى الذى أصبح واقعاً معاشاً عند بعض الشعوب، لا سيما الشعوب التى تعمل في صمت حقيقي بشكل جاد.
ها قد جاوزت فكرة الحزام والطريق التحديات الجسام التي تعترض طريق التنمية المستدامة والبنى التحتية، حيث أصبحت العلاقات الدبلوماسية للجمهورية الصين الشعبية مع القارة الأفريقية والآسيوية وكذا الأوربية أكثر متانةً وعمقاً، كيف لا وأنّ الحزام والطريق من خلاله فُتحت كثير من المعابر الاستراتيجية لتنشيط حركة التجارة وتقوية الصداقة الشعبية، لا سيما الدول التي تطل على طريق الحزام، إضافةً الى سهولة التواصل وتبادل المنافع والسلع التجارية والاقتصادية، وهذا جعل الصين أكثر انفتاحاً ديناميكياً نحو العالم من خلال المدن والمناطق الجغرافية التى تتمتع بها .
وفى سبيل تعميق فكرة الحزام والطريق استطاعت الصين توظيف المزايا النسبية لشتى مناطقها بشكل مستفيض، وذلك بتنفيذ إستراتيجية إنفتاح أكثر نشاطاً ومبادرة ، وتعزز التفاعل والتعاون بين مناطقها الشرقية والوسطى والغربية، وترفع مستوى الاقتصاد المنفتح على نحو شامل.
تعتبر شينجيانغ بجغرافيتها الفريدة ودورها كنافذة هامة للانفتاح على الدول الواقعة غرب الصين إحدى وسائل التبادل والتعاون مع دول آسيا الوسطى وجنوبي آسيا وغربي آسيا وغيرها، لتشكيل مركز هام للمواصلات والتجارة وشحن السلع والثقافة والعلوم والتربية في الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وهذا جعل شينجيانغ منطقة محورية للحزام.
بجانب توظيف المزايا الاقتصادية والثقافية الشاملة لشنشي وقانسو، والمزايا الإنسانية والقومية لنينغشيا وتشينغهاي، والعمل على جعل منطقة شيان منطقة داخلية رائدة جديدة للإصلاح والانفتاح، والإسراع بالتنمية والانفتاح للانتشو وشينينغ ، ودفع إنشاء المنطقة الداخلية التجريبية للاقتصاد المنفتح في نينغشيا، لتشكيل ممرات مؤدية إلى دول آسيا الوسطى وجنوبي آسيا وغربي آسيا، ومركز للتجارة وشحن السلع، وقاعدة للصناعات الرئيسية والتبادل الانساني، وتوظيف المزايا الجغرافية لمنغوليا، وإكمال وتحسين ممرات وشبكة سكك الحديد الإقليمية التي تربط هيلونغجيانغ وجيلين ولياونينغ وبين الشرق الاقصى الروسي، ودفع بناء ممر بكين ـ موسكو للشحن فائق السرعة بين أوروبا وآسيا، والعمل على بناء نافذة مهمة للانفتاح على الدول الواقعة شمال الصين.
ولا شك أن المناطق الداخلية تتمتع بالعديد من المزايا المتمثلة في المساحة الشاسعة والموارد البشرية الوافرة والأساس الصناعي الجيد. وبالاعتماد على مجموعة المدن على المجرى المتوسط لنهر اليانغتسى ومجموعة المدن المحيطة بتشنغدو وتشونغتشينغ ومجموعة المدن في السهول الوسطى ومجموعة مدن هووهيهوت وباتوا واردوس ويويلين ومجموعة المدن المحيطة بهارين وتشانغتشون وغيرها من الأقاليم الرئيسية، تدفع الصين التفاعل والتعاون بين الأقاليم والتنمية الصناعية المجمعة وتجعل من تشونغتشينغ دعامة هامة للتنمية والانفتاح في غربي الصين، ومن تشنغدو وتشنغتشو وووهان وتشانغشا ونانتشانغ وخفى مدناً داخلية رائدة للاقتصاد المنفتح .
لذلك شرعت الصين للعمل جاهدة بدفع التعاون بين المناطق على المجريين الأعلى والمتوسط لنهر اليانغتسى ومنطقة الفولغا الفيدرالية بروسيا الاتحادية، وشرعت في إنشاء آلية التنسيق للنقل بسكك الحديد والتخليص الجمركي في المعابر الحدودية في ممر الصين ـ أوروبا، وماركة قطارات خط الصين ـ أوروبا، وممر نقل يربط بين داخل البلاد وخارجها وبين المناطق الشرقية والوسطى الغربية داخل البلاد، وهي تدعم إنشاء المطارات والمرافئ البرية الدولية في تشنغتشو وشيآن وغيرهما من المدن الداخلية، وتعزز التعاون في التخليص الجمركي بين المعابر الحدودية الداخلية والموانيء الساحلية الحدودية وتمارس الأعمال التجريبية للخدمات الالكترونية للتجارة العابرة للحدود، وتحسن الصين التوزيع الاقليمي للمراقبة الجمركية الخاصة، وتبدع في نمط تجارة المعالجة، وتعمق التعاون الصناعي مع الدول على طول الحزام والطريق.
*أنور عكاشة
محرر القسم السياسى
وكالة السودان للانباء (سونا)
Anwarakasha555@gmail.com