قمة مجموعة العشرين في هانغتشو … منصة هامة لإدارة الاقتصاد العالمي
موقع الصين بعيون عربية ـ
صالح عيدروس علي*:
مدينة هانغتشو هي العاصمة السياسية والاقتصادية لمقاطعة جيجيانغ الواقعة على نهر تشيانتانغ، واحدى مهود الحضارة الصينية، ويَصفها الصينيون بأنها (جنّة على الارض)، وعرفت أيضاً بإسم (مدينة الحرير)، كما أطلق عليها الرحاله الأيطالي الشهير ماركو بولو لقب المدينة الأكثر جمالاً في العالم.
وخلال يومي الرابع والخامس من الشهر الحالي تستضيف المدينة القمة مجموعة العشرين، تحت شعار (نحو أقتصاد عالمي أبتكاري ونشط ومترابط وشامل) . وبأعتبارها من اجمل المدن في الصين والعالم، تشجّع هانغتشو على إقامة مثل هذا الحدث العالمي الهام وتحتضنه بكل حنو مقدمة خدمات جُلّى لزوارها، كما أن المدينة مشهورة بمكانتها المميزة كمركز أقتصاد الانترنت في الصين، وتعمل فيها أكبر شركة للتجارة الالكترونية في الصين هي شركة علي بابا.
تعقد القمة الاقتصادية في الصين في ظروف عالمية معقدة منها تعرّض عدد من البلدان لعواصف هوجاء في الاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية. فعلى سبيل المثال، يرى خبراء ان المملكة المتحدة، التي بخروجها من قِوام الاتحاد الاروبي، أرخت بظلال سلبية على مجمل الاقتصاد الاوروبي، وخسرت نسبة كبيرة من مكانتها العالمية، ودفعت بالعلاقات بين الاطراف الاوروبية الى الخلف، في مختلف المناحي، ناهيك عن تأثيرات هذا الخروج على العالم في مناحٍ عدة.
ولأول مره في تاريخ قمم مجموعة العشرين تشارك دول نامية عديدة ، ضربت مشاركتها رقماً قياسياً أكد ان الصين تسعى كعادتها الشريفة لمشاركة العالم لها في تعزيز ايجابيات الاقتصاد العالمي ونفعه للجميع، فكما هو للدول النامية كذلك لغيرها وعلى قدم المساواة.
الصين تعتبر نفسها دولة نامية، بل أنها أكبر دولة نامية في العالم، لذا سعت بجهود محمودة لاستضافة أكبر عدد ممكن من الدول المَثيلة، لتعزيز موقفها العالمي، ومواقف تلك الدول ، ولخلق مجموعة مؤيدة لمشروعية اقتصاد الشعوب الثالثية، ومن هنا يتضح ان قمة هانغتشو تولي اهتماماً كبيراً لمشاركة الدول النامية ومن بينها الدول العربية، أذ أنه بالاضافة الى السعودية التي تعد عضواً فاعلاً في مجموعة العشرين، دعت قمة هانغتشو مصر للمشاركة في القمة ، وهي دولة عربية وافريقية في وقت واحد، وذات كثافة سكانية عالية، ومساحة مترامية الاطراف، ودولة نامية نموذجية.
في الحقائق الصينية على صعيد إنجاح القمة، كان الرئيس الصيني شي جينغ بينغ قد وعد رسمياً العالم خلال قمة مجموعة العشرين في بريسبان، في سبتمبر 2014م بأن توفر بلاده بصفتها الدولة المضيفة لقمة العشرين2016، مزيداً من الاسهامات في دفع التنمية الاقتصادية العالمية، ولأجل انى تلعب دوراً أكبر في هذا المنحى.
كما أكد الرئيس الصيني في مختلف المناسبات على جهد الصين وتحضيراتها لاستقبال القمة على أفضل وجه، وخلق بيئة مناسبة للتداول العالمي بشأن العوامل الاقتصادية الاهم لإنجاح القمة في بلاده، لتكون مِثالاً يُحتذى، مشيراً الى خطة شاملة ورؤية واضحة تجاه انعقادها، حيث تتقدم الصين من خلالها للامم والدول قاطبة باقتراحات بناء (الاقتصاد الإبتكاري والحيوي والمترابط والشامل)، بالاضافة الى موضوعات ليست أقل أهمية من ذلك وهي (إبداع نمط النمو الاقتصادي ورفع فعالية الادارة العالمية للاقتصاد والمال ودفع التجارة والاستثمار العالمي الى الامام بخطى متسارعة).
بينما وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يى تحضيرات بلاده للقمة ومهامها واهدافها وبيئتها بأنها “منصة هامة جداً للادارة الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل ركود الاقتصاد العالمي الحالي، حيث تتطلع جميع الاطراف الى اكتشاف قمة هذا العام لقوة دافعة جديده للنمو الاقتصادي، وبصفتها البلد المُضيف تدرك الصين مسؤوليتها والتزاماتها”.
ونحن إذ نضم صوتنا الى صوتي الرئيس الصيني شي جين بينغ ووزير الخارجية وانغ يى في قمة ناجحة ومتميزة وعلى وجه أكمل، نشاطرهما توقعاتهما بأن تنتج هذه القمة ثماراً أكثر يَناعة بما لا يقاس مع ماأنتجته من القمم السابقة، لترقى الى مستوى توقعات المجتمع الدولي قاطبة.
**كاتب يمني وممثل رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين و الاعلاميين و الكتاب العرب أصدقاء الصين في اليمن و رئيس فرع الاتحاد الدولي باليمن ورئيس نادي قراء مجلة الصين اليوم باليمن ورئيس نادي مستمعي القسم العربي باذاعة الصين الدولية CRIباليمن ورئيس نادي مشاهدي الفضائية الصينية CCTVالعربية باليمن