قمة خارطة الطريق الصينية لمستقبل جديد للبشرية
موقع الصين بعيون عربية ـ
مأمون موسى الروابدة*:
- الصين.. دولة المِثال، وما أطيبك يا صين بما أنت عليه وفيه.
- لقد قدّمت قيادة الصين مساهمات بديعة تُحتذى في قمة العشرين، فدخلت الصين في قوانغتشو التاريخ مرة اخرى، من أوسع أوسع أبوابه.
- أبدعت الصين رئيساً وحكومة وشعباً بوحدتهم لإنجاح القمة، إذ كانت مقترحاتها غير منتظرة من جانب عدد كبير من الدول والقادة، الذين اعتقدوا ان القمة ستكون كسابقاتها من الاجتماعات، ساحةً كلامية للنزال لإبداعاتهم اللغوية فحسب.
- والرئيس الصيني”شي جينبينغ” الذي سعى الى تميّز بلاده في القمة والعالم، نجح بتحويلها إلى فريق عمل عالمي وبحث مُعمّق، ونشّطها بعد ان كان منتدى العشرين خاملاً ومُعطّلاً عن سابق إصرار وترصّد غربي.
- القمة التي عُقدت تحت شعار”نحوإقتصاد عالمي إبتكاري ونشط ومترابط”، نظرت في مطالب مِلحاحة على صعيد الدول والامم لتحقيق نمو إقتصادي عالمي نابض ومُستدام. وبرغم ذلك استحوذت السياسة على جانب كبير من مناقشات الصين والدول المُنخرطة في أعمال القمة، إذ أن الصين تُدرك جيداً وترى تحولاً سلبياً في نهج عدد من الدول التي تعمل لتجريد الصين من مجموعة جزائرها في بحري الصين الشرقي والجنوبي، ومحاصرتها عسكرياً والتدخل الأمني في شؤونها الداخلية وخرق سيادتها.
- مقترحات الرئيس الصيني شي جين بينغ في القمة، ولا نريد هنا تعدادها والتطرق إليها لأنها نشرت في المواقع الصينية باللغة العربية، وتم تحليلها كثيراً، جاءت في أوانها لجهة إنقاذ الاقتصاد العالمي ومستقبل الشعوب التي هرستها عجلة الاقتصاد الاحتكاري والحمائية الرأسمالية المتشددة للدول الاستعمارية التقليدية، المانعة لتطور الدول النامية بشكل حقيقي، وللإضرار بالصين.
- في اقتراحات الرئيس شي جين بينغ نقرأ رغبته الحقيقية في كسر قيود مفروضة على عملية الاستثمار المُنفتح، فقد دعا الرئيس الى الإبتكار العالمي كما حاله في الصين، ووضَعَ خطة عمل وخارطة طريق حقيقية لتنفيذ الاجندة الجديدة للقمة، ضمن الحلول الانسب لمختلف الدول ومصالحها، وهو ما يؤكد للمرة الألف ان الصين تنتهج سياسة وسطية وتريد الاندماج بالمجتمع الدولي على قدم المساواة، دون تغوّل أحد على أحد، ولوضع حلول أنسب ضمن مصالح الجميع، وبعمل مشترك، وترابط جهتي العملية الانتاجية وأقطاب الاقتصاد، في سبيل النجاح في عملية الخروج من عنق الزجاجة، بعد ان حشرتنا فيه الرأسمالية الدولية، بتطلعاتها الجشعة، واسترقاق الشعوب، ومنعها من التقدم والتطور، فجعلتنا ملحقين بركبها.
- وليس ختاماً، فقد وضع الرئيس شي جين بينغ حلولاً فعّالة ومرنة، لكنها تنتظر التنفيذ والتقرير على صعيد دولي وبجهود جماعية، من جانب قادة مختلف البلدان الكُبرى والصُغرى والمتطورة والنامية على حد سواء، ومن خلال تفعيلاتهم التي يمكنها حال إعمالها، تحويل العالم الى آخر جديد بكل المقاييس، فلا يمكن للبشر ان يعيشوا في مستقبل يَجتر الماضي يومياً بكل تفاصيله الاقتصادية والحضرنية، بل الأهم اليوم تطوير الابداعات الانسانية لجهة تجديد وجه العالم وقسماته، ليكون مشرقاً، اقتصادياً وإنسانياً، وهي وصفة صينية تتسم بالحِكمة والحِنكة والخبِرات العريقة.. فعلاج الصين ناجع وناجع في كل الأحوال، لكونه جزء لا يتجزأ من نجاحها الحضاري ونجاح مشروعها العالمي المُكرّس لمستقبل جديد للبشرية.
*عضو في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصُحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء و حلفاء الصين ومنتديات قرّاء المجلات الصينية والمستمعين لإذاعة الصين الدولية الناطقة بالعربية.