قمّة العشرين: العَالم يَحتاجك “شي”
موقع الصين بعيون عربية ـ
يلينا نيدوغينا*:
كعادة الصينيين النابهة والمُتحضّرة، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ بإسم حكومته، عن مأثرة جديدة: حُلول واقعية لمشاكل الاقتصاد العالمي، في قمة العشرين التي استضافتها بلاده مؤخراً.
والصينيون بهذا السلوك يختلفون جذرياً عن كثير من الزعماء والدول والمنظمات الاقتصادية التي تطالب وتطالب دون ان تشرع بأية فعلية أعمال على الارض، من شأنها حل المشكلات، التي تُبقيها لغيرها لتجد لديهم الحل الأمثل، أو غير الأمثل حتى!
والصينيون لا يربطهم أي رابط مع الغثبرة والثرثرة، فهم لم يطالبوا زعماء الدول الضيوف وحكوماتهم أعضاء مجموعة العشرين، بتحسين الاقتصاد العالمي وايجاد حلول ناجعة لمشاكله وفقط..، لكنهم جهدوا بوضع الحلول الذكية التي تجد اهتماماً دولياً، وأخذوا بعين الاعتبار أن تكون الحلول لصالح مجموع البلدان التي حضرت قمة العشرين، وتلك التي لم تحضر أيضاً.
ما َيلفت للانتباه الشديد في السياسية الصينية، دعواتها المستمرة للعمل العالمي الجماعي، ليس من أجل اقتصاد متعافىٍ وقوي وقادر على النهض بمتطلبات الازدهار فقط، بل أيضاً ومن أجل الأخذ بيد تلك الاقتصادات التي ماتزال تحبو أو تنمو، بهدف حمايتها وتصليب عودها، ولهذا استعدت الصين لمد يد العون لها وفسح المجال أمامها دون عوائق حمائية، لتتمكن من الوقوف على أرجلها، ليرى العالم قامتها الفارهة بعون الصين، ولتقاسم المنافع ثنائياً، ولإعطاء كل ذي حق حقه.
تطرح الصين على صعيد عالمي سياسة واضحة، كرّرت الاعلان عنها في قمّة العشرين، إذ دعا الامين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، الى انخراط العالم برمته بالعمل عليها، ومشاركته في تطبيقها وتفعيلها بقوى الصين المالية والتكنولوجية والأدبية، ليكون ذلك العون عِبرة بالغة الاهمية، تؤشر على أن الحكومة الصينية مستعدة للفِعل الفوري لتنمية اقتصادات العالم، وليس لإشباعه بأحاديث ومطالبات وتمنيات جوفاء، كما هو حال البعض الذي يهتم بمصالحه الشخصية والديقة.
الرئيس شي يُدرك طبيعة الاحاديث التي يلجأ إليها رهط من الزعماء والمسؤولين، للتغطية على عجزهم العَملاني بكلمات رنّانة وطنّانة، في مجال الاقتصاد والاستثمار والتجارة والسياسة وغيرها، بينما أفعالهم صفراً مُكعباً. لهذا بالذات، طالب الرئيس شي من المسؤولين في مجموعة الـ20 تجنّب الحديث الأجوف، وحدّثهم عن أهمية النتائج الملموسة والفاعلة.
في عقل الصين الجَمعي، أن يكون العالم أكثر أماناً، من خلال أمن الاقتصاد العالمي ذاته وأليات ازدهاره، لأن تقهقره يَعني مزيداً من السلبيات في العالم، التي منها الحروب والخلافات، وجِهاد الكثيرين في محاولة تقاسم المغانم المتبقية، وهو وضع سيُرخي بظلال كارثية على كل أرجائه وزواياه.
تحاول الصين من خلال قمة العشرين ونشاطها الاقتصادي العالمي، وتوظيفاتها المالية والاستثمارية، وشراكاتها مع معظم دول العالم على قاعدة تبادل المنافع، خلق أسباب تدفع الى ثقة عالمية بالاقتصادات المختلفة وقدرات القائمين عليها، فليس هناك اليوم دولة أحسن من الصين وأكثر ثقة منها ومن قيادتها السياسية، لتطبيق رؤى جديدة لعالم جديد يشمل الجميع.
وفي الرؤى الصينية تحويل العالم اقتصادياً، والانتهاء من اقتصادات الحروب، وخلق بيئات مناسبة للابداع الاقتصادي الشامل، والابتكار والتناغم العام وشمولية النتائج لتحقيق الحُلم العالمي المشترك، والسلام الدولي والى جانبه الِّسلم الاجتماعي والطبقي.
وما يجعلنا واثقين بالصين وتأييدها والتحالف معها، شفافيتها السياسية والاقتصادية وووضوحها الاخلاقي، وانتمائها الى مجموعة الدول النامية برغم عظمتها الصناعية والاقتصادية، وتفهّمها لمتطلبات هذه الدول، إذ أن الصين سارت طويلاً في مسارات نامية، ككل دولة من دول العالم القديم، وهي تدرك متطلبات التنمية التي تتطلع إليها الشعوب التي تطالب الصين بمساعدتها لنيل ثِمار التقدم.
ففي الاردن على سبيل المِثال، تنشط مصانع وشركات صينية، وقد أحرزت نجاحات كبيرة وثقة الشعب الاردني بها وبأنتاجها وسلعها التي تزداد متانة في الجوهر ورقياً وعصريةً في المَظهر.
في قمة العشرين تحوّلت الصين الى قائد عالمي موثوق ومُجرّب، بسبب العلاقات الحسنة التي تربط الدولة الصينية الشعبية مع مختلف الشعوب والدول، وسجلّها النظيف في مختلف ميادين التعاون والتعامل.
عالم اليوم يَحتاج الى جمهورية الصين الشعبية وقيادتها الحكيمة ممثلة بالرئيس شي، لتأخذ بيد هذا العالم إلى بِّر الأمان والنمو المُستدام في لجّة الصراعات والنزاعات المُحتدمة على صعيد مختلف الاقاليم، ولحقن الواقع المريض بدواء شافٍ يَضمن مستقبلاً مُبشراً للكل. وتشهد الروح الجادة للرئيس شي والحكومة الصينية على أن الصين تستطيع إنقاذ العالم بسهولة، من خلال تجديد نظام التجارة مُتعدد الأطراف و لنقلِ البشرية الى تسهيل النمو غير القابل للتوقّف.
…
*يلينا نيدوغينا- كاتبة، ورئيسة تحرير سابقاً للملحق الروسي، ورئيسة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.