موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تلعب ورقة كوريا الشمالية في خلافها مع الأمريكيين

0

57e23915c36188cc758b45c8
اتفقت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية على تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، عبر قرار لمجلس الأمن الدولي. ولكن الصين لا تستعجل الموافقة، لأن التنازلات للأمريكيين في المسألة الكورية لم تخفف من موقفهم من النزاع في بحر الصين الجنوبي. وبحسب رأي روسيا والصين، لن تجبر العقوبات كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها النووي، لأن بيانغ يونغ تريد الحصول على اعتراف بأنها دولة نووية، كما يرى الخبراء.

ويذكر أن كوريا الشمالية أجرت يوم 9 سبتمبر/أيلول الجاري تجربة نووية خامسة كانت أقوى من سابقاتها. وعشية انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، التقى وزراء خارجية الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في نيويورك بهدف تنسيق العمل بشأن تشديد العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.

وتشير وكالة رويتر إلى أن جون كيري وفوميو كيشيدا ويون بيونغ سي أعلنوا أنه نظرا لعدم التزام كوريا الشمالية بقرارات الأمم المتحدة التي تحظر البرامج الصاروخية والنووية، فإن على المجتمع الدولي الضغط عليها أكثر. وهذه البلدان الثلاثة تدرس مسألة كيفية حرمان كوريا الشمالية من الحصول على موارد مالية بطرق غير شرعية.

وأعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها للتفاوض مع كوريا الشمالية، إذا قررت التخلي عن برنامجها النووي. وقد ردت كوريا الشمالية بأنها تريد الاعتراف بها دولة نووية.

ولكن لكي يتفق أعضاء مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار جديد، لا بد من الاتفاق مع الصين. وعلى الرغم من أن بكين استاءت من التجربة النووية الخامسة لكوريا الشمالية، فإنها لم تعلن عن موافقتها على تشديد العقوبات ضدها، وأكدت بكين أن تشديد العقوبات لن يحل المشكلة، لذا يجب العودة إلى المفاوضات.

هذا، ولم يتنبأ كبير الباحثين في معهد الشرق الأقصى قسطنطين أسمولوف في حديثه إلى “نيزافيسيمايا غازيتا” بخطوة الصين التالية، لكنه ذكَّر بأن ” الصين دعمت العقوبات الأمريكية بعد التجربة الرابعة. ولكن إجراءات عديدة اتُخذت ضد الصين بدعم أمريكي ومن ضمنها قرار محكمة التحكيم الدولية في لاهاي بشأن الأوضاع في بحر الصين الجنوبي، ونشر الدرع الصاروخية الأمريكية في كوريا الجنوبية، التي تعدُّها الصين تهديدا لمصالحها الاستراتيجية”.

وأضاف أن “الصين تلقت درسا قاسيا. فهي كانت تعتقد أنها إذا تنازلت عن بعض المسائل المتعلقة بشبه الجزيرة الكورية، فإن الولايات المتحدة سترد بالتنازل أيضا عن بعض المسائل التي تهم المصالح الاستراتيجية للصين. بيد أن هذه الاستراتيجية لم تنجح، لذلك من المحتمل جدا أن يكون موقف الصين أكثر تشددا. فهل ستجد الولايات المتحدة حججا جديدة لإقناعها؟”.

ويذكِّر أسمولوف بأن “الصين – هي الشريك التجاري الرئيس لكوريا الشمالية، حيث تبلغ حصتها من حجم التبادل التجاري 70 في المئة. في هذه الحالة ونظرا لشفافية الحدود بين البلدين، فإن فعالية العقوبات ستتوقف على موقف الصين. أما الجنوبيون فيعتقدون أن العقوبات مؤثرة، ولم يبق سوى بعض الوقت لانهيار النظام في كوريا الشمالية. ولكن حتى الآن لا يلاحظ أي تأثير ملموس للعقوبات”.

من جانبهم، يقول محللون سياسيون في كوريا الجنوبية إن هدف سيئول يجب ألا يكون الاطاحة بنظام كوريا الشمالية، بل توحيد شطري كوريا على أساس دولة محايدة وانسحاب القوات الأمريكية منها.

ويضيف أسمولوف بهذا الشأن: “لقد ناقشت موضوع كوريا مع علماء من الصين، حيث أكدوا أنهم ليسوا ضد توحيد شطريها، ولكن بشرط ألا ترفع مطالب حدودية ضد الصين، وألا تصبح قاعدة للقوات الأمريكية بالقرب من الحدود الصينية وغير ذلك. إضافة إلى هذا لكي تكون كوريا الموحدة دولة محايدة يجب تغيير السياسة الداخلية للشطر الجنوبي، وهذا الأمر معقد جدا. ويدرك جميع السياسيين أن ابتلاع الجنوب للشطر الشمالي كما كانت تعلن إدارة الرئيس الكوري السابق لن يؤدي إلى الهدف المنشود”.

يقول تشان ليانغوي، من المدرسة الحزبية المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن ممارسة ضغوط كبيرة على كوريا الشمالية، يعني مساعدة الولايات المتحدة. وموقفا الصين والولايات المتحدة من البرنامج النووي لكوريا الشمالية متعارضان تماما. الأمريكيون يعتقدون أن الرد عليه يجب أن يكون باستعراض القوة والمناورات الحربية. أما الصين فمتأكدة من أن هذا يشجع كوريا الشمالية على الإسراع في تنفيذ برنامجها النووي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.