الصين تستعد للسيطرة الاقتصادية العالمية
” هناك يكمن العملاق النائم، دعه ينام لأنه حين يستيقظ سيحرك العالم”، هذا ما قاله نابليون بونابرت عن الصين. ولكن حتى الآن عملاق الشرق مستيقظ لبعض الوقت، ولديه رؤية جديدة للسياسة الخارجية، ومن بين مبادرته “حزام واحد .. طريق واحد” ومن خلاله يسيطر على قارة آسيا وما ورائها اقتصاديا.
كان هناك عدد قليل جدا من الدراسات المتعمقة حول مكانة الدول الخليجية ورؤيتها للصين، مما أدى إلى استنتاج مفاده أن هذا الموضوع قد تم تجاهله إلى حد ما حتى وقت قريب جدا، ونظرا لأن جميع الدول في المناطق لا تظهر مبادرة بنفس الدرجة، يمكن أن يتم تضليل المرء لاعتقاده أن مشروع الصين لا يوفر تكافؤ الفرص لجميع الدول، ولكن هذا ليس صحيحا بالضرورة.
يرى آجاثا كارتاز، زميل سياسة مشارك في المجلس الأوروبي لعلاقات آسيا الخارجية، وبرنامج الصين، أن المشروع مفتوح لأي شخص وأي دولة مهتمة به، على الأقل على الورق، ومع ذلك، لا يتبع المشروع تصورات واضحة، حيث على الأرض يعد “طريق الحرير ومنطقة شينجيانغ” حزام اقتصادي واضح ويوجد أيضا حزام الحرير البحري، والدول الأكثر استهدافا من قبل مبادرة الصين توجد في الطريقين، وهذا لا يعني أن الدول الأخرى لا يمكنها أن تكون جزءا من مبادرة ومحاولة التعاون مع الصين في بناء البنية التحتية، أو المشاركة في التمويل.
يوضح تونغ تشاو، زميل في معهد كارينجي تسينجوا للسياسة العالمية، أن هدف الصين هو تقديم تكافؤ الفرص لجميع البلدان، حسب الظروف الخاصة بكل بلد يمكنها الاستفادة لتحسين بنيتها التحتية، والقدرة على استيعاب مشاريع البناء الكبرى، يمكنها أيضا الاستيراد من الصين، وتوفير بيئة محلية جيدة للاستثمارات الصينية.
على حد تعبير، الدكتور محمد باغي فروغ، أستاذ مساعد في العلاقات الدولية في جامعة ليدن:” المشروع منصة تناقشية، يمكن للدول والجهات الفعالة الأخرى الاستفادة منه والمشاركة في بناء طريق المستقبل بجانب الصين، المشروع يحمل مميزات اقتصادية وسياسية، ذات سمات جغرافية استراتيجية.
منذ أصبحت الصين أكبر شريك تجاري في منطقة الخليج في السنوات الأخيرة، من المتوقع توسيع العلاقات المتبادلة بين الصين والخليج، ولكن نظرا لاعتماد غالبية دول الخليج على الطاقة، لا تزال مشاركتها في المشروع أمر غير مؤكد.
ستسفيد إيران من المشروع الصيني أكثر من غيرها، وفقا للكاتب جيفري باين، نظرا للعلاقات التاريخية بين البلدين، ومعارضة بكين للولايات المتحدة، واتخاذها نفس موقف طهران، مما يجعلها حليفة للصين جديرة بالثقة، هذا بطبيعة الحال، قد يتسبب في اختلال للتوزان الإقليمي، وإثارة الشبهات مع دول الخليج تجاه المشروع بأكمله، كما أن طهران تعد لاعبا اقتصاديا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد صفقة الطاقة النووية وعلاقتها الاستراتيجية الشاملة.
لدى الصين مبدأ عدم التدخل في الشؤون السياسية الخارجية، وحتى الآن تتجنب الوقوع في الصراعات الإقليمية، كما أن بكين تعي جيدا مدى حساسية هذه المسألة، واتخذت نهجا عمليا للغاية في التعامل مع دول الشرق الأوسط.