راديو الصين العربيCRI وفلسطين
موقع الصين بعيون عربية ـ
علي مشعل*:
الحديث عن القسم العربي لإذاعة الصين الدولية وعن الإذاعة نفسها بمناسبة ذكرى تأسيس القسم وذكرى تدشين الاذاعة، – وهي مناسبات يحتفل بها في شهري نوفمبر وديسمبر هذا العالم – هو بالضرورة حديث عابق بالأطاييب التاريخية، وفي مقدمتها عُمق العلاقات الفلسطينية – الصينية، الطيبة والكفاحية والانسانية بكل ما تحمله من معاني وأبعاد، وتاريخها الناضح بالإيجابيات وبكل المواقف الاممية من لدن جمهورية الصين الشعبية، والصداقة والتحالف من جانب شعب فلسطين ودولة فلسطين وقياداتها الوطنية.
لم يَبخل القسم العربي للإذاعة الصينية الحديث عن قضية فلسطين، منذ تأسيسها، فقد كنا كشعب فلسطيني نتابع ذلك ونهتم به. كما لم تتوقف الاذاعة وهيئتها العربية عن دعم قضيتنا ومساندتها أدبياً ومعنوياً، ووجدت السياسة الصينية في الاذاعة وقسمها العربي انعكاسات مباشرة، واهتماماً واجباً، سيّما وأنها قضية شعب مظلوم، تم احتلاله ويُماَرس ضده مختلف أشكال وسياسات الاقتلاع والإحلالية، ومحاولة نفي شعب فلسطين وتصفية مكتسباته ووأد دولته، وإلحاقها كما يهدفون، ولن يتمكنوا، بالاحتلال، بغية تهميشها ووقف دورها الاقليمي والعالمي، المتضامن مع الصين وبقية القوى الكبرى مثل روسيا.
فالدولتان كانتا وماتزالان تدعمان قضيتنا من خلال إذاعاتهما وفضائياتهما، صحفاَ ووسائل إعلام مختلفة، وبلغاتهما الوطنية والقومية، وتلك الناطقة بلغات أجنبية وبالعربية طبعاً، ما يُشكّل رافعة قوية ونافعة ولازمة لمُساندة القضية الفلسطينية، التي هي قضية العدالة الاولى في العالم.
في فلسطين، تُعتبر الاذاعة الصينية التي تبث بالعربية جماهيرية وشعبية، ويَعرفها جَمع كبير من شعبنا، إذ أنها وبصفتها ناطقة بالعربية تجتاح الالوف من عائلاتنا الفلسطينية في الوطن والشتات والمهاجر، وهي في جوهرها صوت حر يَصطف مع الحق وإحقاقه لمن يُطالب به من المُتعبين، ولهذا نتطلع الى هيئة تحرير الاذاعة وفي مقدمتها مديرتها الاستاذة تساى جينع لي (سميرة)، لمزيد من ألقاء الأضواء الكاشفة على مواقف الصين من فلسطين، بغية تعميق لاحق لعلاقاتنا الثنائية مع القيادة الصينية وغيرها من المؤسسات في الدولة الصينية، ولمضاعفة عدد أصدقاء وحلفاء الصين في فلسطين، ولتعزيز دائم لروابطنا الفلسطينية – الصينية.
قبل أيام (14 أكتوبر2016) نشر القسم العربي للإذاعة تصريحات نائب المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، “وو هاي تاو”، الذي أكد على المجتمع الدولي ضرورة إتخاذه تحركات فعالية لدفع حل القضية الفلسطينية لتحقيق مشروع الدولتين في وقت مبكر. وانتقد “وو” تل أبيب في العمليات المتواصلة لبناء المستوطنات وهو ما يُخالِف قرار مجلس الأمن الدولي، ووصف ذلك بـ”أكبر تهديد واقعي” للحل المنشود.
وطالب “وو” “إسرائيل” بوقف بناء المستوطنات ووقف تدمير مساكن الفلسطينيين واحتلال أراضيهم، وضرورة خلق ظروف صالحة لتهدئة الوضع المتوتر واستئناف مفاوضات السلام. ونوّه الى دعم الصين لجهود الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في استجابة إيجابية لاهتمامات فلسطين والدول العربية واتخاذ تحركات واقعية. وعلّقت الاذاعة على ذلك بأن الصين “ترى أنّ مفاوضات السلام هي وسيلة واقعية وحيدة لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية”.
ومِثال آخر، تدعم جمهورية الصين الشعبية وقيادتها سفارة دولة فلسطين في بكين بكل الاتجاهات والامكانات ومنذ سنوات طويلة، مادياً ومعنوياً، وتُحيي الصين أيضاً الفعاليات والمهرجانات التضامنية مع فلسطين. ومن ذلك إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتشارك في هذه الفعاليات جمعية الصداقة بين الشعوب الصينية وجمعية الصداقة العربية الصينية، بمشاركة سفارة دولة فلسطين في بكين.
وفي أحدى الاحتفاءات بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، طالعنا في الاذاعة الصينية ووسائل الاعلام الصينية الاخرى ان الاحتفال بالمناسبة، حضره نائب رئيس جمعية الصداقة بين الشعوب لين إي، ومدير إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في الخارجية الصينية السفير دنغ لي، ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، رئيس جمعية الصداقة العربية الصينية أركين أمير ألبك، وبحضور عميد السلك الدبلوماسي العربي، سفير سلطنة عُمان عبد الله السعدي، و السفراء العرب المعتمدين في بكين كافة، ومجموعة من الدبلوماسيين الأجانب، وعدد من الشخصيات الصينية وكادر السفارة الفلسطينية، وعدد من الطلبة الدارسين في بكين والجالية الفلسطينية، وجمع من وسائل الإعلام الدولية والمحلية.
في المناسبة، شكر القائم بأعمال السفارة الفلسطينية سعدي جابر، الصين حكومةً وشعباً على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني، وجمعية الصداقة بين الشعوب وجمعية الصداقة العربية الصينية على رعاية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة وأحرار العالم بتجسيد التضامن الفعلي مع الشعب الفلسطيني بالوقوف ضد ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم متواصلة من قتل وحرق ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
بدورها، شكرت لين أي الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني على جهودهم في تعزيز الصداقة والتعاون مع الصين، مطالِبةً إسرائيل بوقف استخدام القوة والعقاب الجماعي ضد المدنيين الفلسطينيين، من اجل التوصل إلى تهدئه لتهيئة الظروف للمجتمع الدولي لاستئناف العملية السلمية.
نشكر الصين لدعمها لفلسطين، ونشكر القسم العربي للاذاعة الصينية والاذاعة نفسها وكوادرهما لكل الجهود المبذولة على صعيد فلسطين ومواقف الصين الاممية، وندعو الى تعظيم علاقاتنا المثمرة مابين الإعلامين الصيني والفلسطيني.
…
*علي مشعل: رئيس المجموعة (1) للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين في فلسطين، ومدير عام الدوائر العربية والصين الشعبية في مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية – فلسطين، ورئيس منتديات مستمعي القسم العربي للاذاعة الصينية وقراء مجلتها “مرافئ الصداقة” في فلسطين.
كل الاحترام والتقدير للأخ علي مشعل والقائد الوطني