إحتفالية CRI العربي والتألق الإعلامي
موقع الصين بعيون عربية ـ
خالد سعيد ديان:
ستحل علينا بعد أيام قلائل الذكرى 59 لتأسيس القسم العربي بإذاعة الصين الدولية من بكين والذي سيصادف الثالث من نوفمبر لهذا العام 2016م، وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا نحن كمستمعين وكأعضاء في الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين، وشبكة منتديات ونوادي قراء مجلة “مرافئ الصداقة” التي ينشرها القسم العربي، وهي شبكة تتبع “للارتحاد الدولي”، نبارك للقسم العربي بمناسبة مرور ستة عقود من الزمن على المَسيرة الإعلامية المتألقة والمتميزة، والمواكِبة لتطورات عالم الإعلام المَسموع والإلكتروني على الشبكة العنكبوتية .
ولعلي هنا أقف قليلاً وأحكي عن تجربتي الشخصية و تاريخ استماعي للقسم العربي بإذاعة الصين. حينها كنت طالباً في المرحلة الثانوية العامة، وبالتحديد في عام 1997م , حيثُ بدأتُ في ممارسة هوايتي بالاستماع للإذاعات العالمية الناطقة باللغة العربية, وكنتُ في ذات ليلة وأنا أعمل على تدوير مؤشر الراديو، إذ بي أٍسمع صوتاً أجنبياً يتكلم اللغة العربية الفصحى، وبعدها تبيّن لي أنه القسم العربي بإذاعة الصين الدولية من بكين, فأخذتني الدهشة والفرحة لسماعي الصوت الصيني الذي يتكلم اللغة العربية الفصحى، وكان ذلك عندي بمثابة اكتشاف تاريخي في عالم الإذاعات العالمية الناطقة باللغة العربية, وللصوت الآسيوي المتميز في محاولاته الحثيثة للتحدث وإتقان العربية الفصحى، برغم الصعوبة الكبيرة التي تواجههم كأجانب لإتقانها.
وبعد استماعي المتواصل ومتابعة البرامج التي كان من ضمنها (برنامج رسائل المستمعين)، الذي يُعتبر حلقة وصل بين المستمع والإذاعة, قررت مراسلة البرنامج، وذلك بكتابة أولى رسائلي، وبعدها توصلت الاذاعة معي بالرد على رسائلي، وخاطبتني بلغة الترحيب والمحبة والصداقة وجسر العلاقات وتنميتها، فكان أن زدتُ حباً وقرباً من القسم العربي الزاهر، لِما أحسسته واستشعرته من معاملة مِثالية تُنبئ برحابة صدورهم وإتساعها للأخر.
لقد كانت ردود الاذاعة على رسائلي دافع لي لأجل أن أسعى لنشر خبر متابعتي للقسم العربي في أوساط زملائي في المدرسة, فقمت بتزويدهم بتردُدات البث وأوقاته, وبالفعل ازداد عدد مستمعي القسم العربي في منطقتي, وبعدها فكرتُ بتأسيس نادٍ يَختص بالإذاعات العالمية الناطقة باللغة العربية, وتم بالفعل تأسيس النادي تحت مُسمّى (نادي سيف بن ذي يزن للصداقة)، وعملنا سوياً، أعضاء النادي وأنا، على إصدار أول منشور ورقي يتضمن تعريفاً بالنادي وتعريف آخر بالقسم العربي لإذاعة الصين الدولية.
ومن ضمن الأنشطة التي قدمتها شخصياً من أجل التعريف بالقسم العربي لإذاعة الصين , مشاركتي بما أمتلكه من مطبوعات ومنشورات تعريفيه كان القسم العربي قد ارسلها لي بالبريد, أو تلك التي قمت أنا شخصياً بطباعتها وتقديمها للزائرين في ركن عالم الإذاعات العالمية الناطقة باللغة العربية، ضمن معرض الفنون التشكيلية التي نظمها منتدى أنصار القلم الثقافي، وذلك في عام 2008م في مدينتي (القطن), وقد حظي ركن القسم العربي لإذاعة الصين الدولية، بالعديد من الزيارات من مسؤولين حكوميين ومثقفين وإعلاميين ومدرسين وطلاب مدارس ثانوية, حيث أعرب الجميع عن مدى ارتياحهم وسعادتهم لمعرفتهم أن هناك صوتاً صينياً يتحدث اللغة العربية الفصحى, كذلك استمتع الزوار بتقليب صفحات مجلة “الصين اليوم” التي هي في المقابل نالت استحسانهم وإعجابهم.
وها هي الذكرى 59 لتأسيس القسم العربي تهلُ على جميع مستمعي ومتابعي برامج القسم العربي وقراء مجلة “مرافئ الصداقة” التي ينشرها القسم بين مستمعيه. فالقسم العربي يتمتع اليوم بكوكبة إعلامية متميزة في الأداء والتقديم وإعداد التقارير في معظم البرامج التي تُقدم للمستمع الذي فتحت له باب المعرفة عن الصين والحضارة الصينية العريقة التي يمتد تاريخها إلى الآف السنين.
لا ننسى كذلك أن القسم العربي حاضراً في نقل أنباء العديد من الأنشطة والفعاليات التي شهدتها وتشهدها الصين من مؤتمرات وندوات وأحداث عالمية، وتشمل جميع الجوانب، سواءً تلك التي تتعلق بالجانب السياسي أو الإقتصادي أو الرياضي أو الثقافي وغيرها, وذلك بالانهماك في تغطية مباشرة من قلب الحدث تنقلها شبكة من الإعلاميين الصينيين والعرب، لتحليل تلك الوقائع والمؤتمرات والندوات من خلال إجراء العديد من اللقاءات مع المسؤولين والشخصيات والفاعليات الأبرز, والتي هدفها تعريف المستمعين ومتابعي الصين بها، والغاية من عقد هكذا مؤتمرات وفعاليات.
إذاعة الصين الدولية هي الرافد الأساسي في الجانب الإعلامي الصيني الناطق باللغة العربية, بجانب التلفزيون المركزي الصيني باللغة العربيةCCTV, والمواقع الإلكترونية الصينية الكثيرة المتوافرة على الشبكة العنكبوتية, فكلها تُقدم نموذجاً رائعاً باللغة العربية، ومن ناحية العرض وأنماط تقديم المادة الصحفية”الستيل”، لجذب المُستمع والمُشاهِد العربي الذي لا يتباطأ عن متابعة التطورات التي شهدتها وتشهدها الصين منذ تبنِّيها سياسة الإصلاح والإنقتاح إلى يومنا هذا , حيث سجّلت الصين نمواً إقتصادياً سريعاً، مما جعلها في مصاف الدول المتقدمة .
وبما أن الإعلام هو الأساس في نقل كل الحقائق والوقائع التي تربط بين الحضارات والثقافات المتنوعة بين البلدان والشعوب , وأخص بالذكر هنا الرابط التاريخي الوثيق بين الصين والدول العربية وطريق الحرير البري والبحري أكبر شاهد على ذلك الرابط، فلم يكن القسم العربي بإذاعة الصين الدولية بمعزلِ عن ذاك الرابط التاريخي, حيث سعى دوماً لتغطية العديد من القاءات والمؤتمرات والندوات التي تُحيي ((تاريخ طريق الحرير))، سواءً عبر الأثير أو من خلال موقعه العربية على الأنترنت.
كذلك، من الفعاليات والأنشطة التي يقدمها القسم العربي لمستمعيه، ومنها تنظيم العديد من المسابقات عن معالم أثرية ومقاطعات صينية تاريخية، تحكي وقائع وقصص عن حضارة التنين , وتكون جوائز تلك المسابقات جائزة خاصة يفوز بها مستمع أو أكثر لأجل زيارة ذلك المعلم التاريخي، الذي من أجلة نُظمت المسابقة , وبهذه الزيارات نقول، إن القسم العربي قد أنجز دوره في تجديد الرابط التاريخي بينة كجهة إعلامية صينية وبين مستمعيه العرب الذين يعتبرون الوجه الآخر لتلك العلاقة التاريخية العريقة المتأصلة في القِدم.
في نهاية مقالتي هذه، أجدّد تهنئتي الحارة للقسم العربي بإذاعة الصين الدولية في بكين مُمَثَّلاً بمديرتها السيدة سميرة – تساى جينغ لي المحترمة، وكل طاقمها ومسؤولها الذين يبذلون جهوداً كبيرة جداً وموصولة للإبقاء على تألّق القسم العربي وعلو شأنه أكثر فأكثر في فضاءات الكون، وللمحافظة عليه رمزاً ثابتاً ومُنافِساً في مجال الإعلام العالمي.
وبهذه المناسبة التأسيسيه للقسم العربي للاذاعة، وهي تأريخ عزيز على قلوبنا كمستمعين، أقول للجميع: “كل سنة وأنتم بألف خير، مع تمنياتي لكم بالمزيد من التقدّم والنجاح والسؤدد في مهامكم الإعلامية”.
وتقبلوا خالص تحيات مُحِبَكُمُ ومُحب الصين: خالد سعيد ديان
القطن – محافظة حضرموت – اليمن