كيجيان في الذكرى 45 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين ولبنان: شهدت تطورا سليما وسنواصل الجهود في دفعها
أعلن سفير الصين وانغ كيجيان، في تصريح أدلى به لمناسبة الذكرى ال45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان، ان لبنان كان من أوائل الدول العربية التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية”.
وقال: “يصادف 9 تشرين الثاني الجاري الذكرى ال45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان، وهو معلم جديد للعلاقات بين البلدين. وبفضل الجهود المشتركة من الجانبين، شهدت العلاقات الصينية اللبنانية تطورا سليما، وحقق التعاون نتائج جديدة باستمرار منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1971”.
اضاف: “في المجال السياسي، تظل الدولتان تحترمان بعضهما البعض وتتعاملان بالمساواة وتتبادلان الوفود الرفيعة المستوى بشكل مكثف. في العام 2015، زار لبنان نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وانغ تشنغ وي حيث توصلت قيادتا البلدين إلى رؤى مشتركة واسعة بشأن تعزيز التعاون بين الصين ولبنان في ظل الظروف الجديدة. وفي أيار الماضي، التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي بنظيره اللبناني جبران باسيل قبيل انعقاد الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي. وسيزور لبنان وفد الصداقة الصيني في تشرين الثاني الحالي”.
وفي المجال الاقتصادي والتجاري، اكد السفير كيجيان، ان الصين تبقى أكبر شريك تجاري للبنان لثلاث سنوات متتالية، وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين عام 2015 مليارين و80 مليون دولار أميركي. وتجاوزت قيمة التبادل التجاري من كانون الثاني إلى آب عام 2016 مليار وأربعمائة مليون دولار أميركي بزيادة %0.78 مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. ومن ضمنها صادرات لبنان الى الصين بقيمة أكثر من 3.6 مليون دولار أميركي”.
وأعلن ان “الصين أكبر مصدر للبنان، والبضائع الرئيسية التي يستوردها لبنان من الصين هى المعدات الكهربائية ومنتجات المعادن الأساسية والمنسوجات والمنتجات البلاستيكية، والبضائع الرئيسية التي يصدرها لبنان الى الصين هى منتجات المعادن الأساسية والمنتجات البلاستيكية والمعدات الكهربائية والأطعمة.
وقال: “من أجل التمشي مع أعمال بناء “الحزام والطريق”، ونظرا لما يتمتع به لبنان من المزايا في التجارة والبنوك وغيرهما من المجالات، عقدنا العزم على تدعيم التبادل بين شركات البلدين والتعاون المالي بقوة. ففي عام 2015، انعقدت الدورة السادسة لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب في إطار منتدى التعاون الصيني العربي حيث حضرها رئيس الوزراء تمام سلام وألقى كلمة يقدر عاليا فيها نتائج التعاون الصيني اللبناني. وفي عام 2015، عقدت جلسة المائدة المستديرة الخاصة بالقطاع المصرفي الصيني والعربي خلال المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية في بيروت، كما أطلق فرنسبنك أول بطاقة China Union pay في لبنان”.
اضاف: “في المجال الإنساني والثقافي، تتبادل الفرق الفنية والثقافية للبلدين عروضا فنية كثيرة. عرضت فرقة كركلا اللبنانية مسرحية “ألف ليلة وليلة” في بكين اثناء عيد الربيع الصيني للعام الحالي، وجذبت بها أكثر من عشرة آلاف مشاهد. وعرضت الفرقة مسرحية “طريق الحرير” بالتعاون مع الفنانين من مختلف الدول بها فيها الصين خلال مهرجان بعلبك الدولي في تموز الماضي. قبل فترة وجيزة، تعاونت عازفة البيانو الصينية تيان جيا شين مع الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية مرة أخرى في إقامة حفلة موسيقية صينية في كنيسة القديس يوسف، الأمر الذي وجد صدى إيجابيا.
واشار الى انه في السنوات الأخيرة، كان الجانب الصيني يدعو كل سنة رسامين ونحاتين لبنانيين مشهورين لزيارة الصين والمشاركة في ورشات الإبداع الفني، وأقام في العام 2015 المعرض المتنقل الدولي لروائع أعمال الفنانين العرب الزائرين للصين تحت عنوان “الإحساس بروح الصين” في لبنان، ما أظهر ملامح الصين للشعب اللبناني عبر عيون الفنانين العرب.
واعلن ان السفارة الصينية تقيم كل سنة احتفالات في عيد الربيع و”يوم الصين” وغيرها من الفعاليات لنشر الثقافة الصينية في الجامعات والمدارس اللبنانية. وقد أضيفت مادة اللغة الصينية إلى مواد الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية والجامعة الأميركية للتكنولوجيا، وفتحت الجامعة اللبنانية اختصاص اللغة الصينية رسميا. ويعتبر معهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف الذي تأسس في عام 2006 أول معهد كونفوشيوس في الشرق الأوسط، ويصادف العام الحالي الذكرى ال10 لتأسيسه. وأقام المعهد في أيار الماضي التصفية لمسابقة “جسر اللغة الصينية” (المسابقة العالمية للغة الصينية لطلاب الجامعات)، كما قام بسلسلة من الفعاليات لإحياء ذكرى تأسيسه في أيلول الماضي.
وعلى الصعيد العسكري، اكد السفير كيجيان ان الصين تساعد بقوة الجيش اللبناني على بناء قدراته. فخلال الفترة ما بين عامي 2013 و2015، قدمت الصين للجيش اللبناني معدات لوجستية وميدانية قيمتها 45 مليون يوان صيني. وقد تم مؤخرا تسليم 83 مولدا للكهرباء الميداني إلى الجيش اللبناني. في عام 2016، سيتقدم الجانب الصيني للجيش اللبناني بمساعدات عينية ومعدات قدرها 30 مليون يوان صيني.
وقال: “كما تشارك الصين في عمليات حفظ السلام لليونفيل بنشاط. وأوفد الجانب الصيني أفراد حفظ السلام إلى اليونفيل منذ عام 2006، حاليا هناك 410 ضباط وجنود صينيين لحفظ السلام يؤدون مهامهم في لبنان، وأنجزوا مهامهم بامتياز على مدى السنوات، وحظوا بتقدير عال من قبل اليونفيل والأوساط اللبنانية”.
واكد كيجيان ان “السفارة الصينية، وأنا شخصيا، سنواصل الجهود في دفع العلاقات والتعاون بين البلدين نحو مزيد من النتائج المثمرة”.
“الحزام والطريق”
وعن التعاون في إطار “الحزام والطريق”، قال السفير الصيني: “إن استراتيجية “الحزام والطريق” التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 قد شهدت تباشيرها الأولى بعد نموها لأكثر من سنتين ولقيت تقديرا ودعما من قبل الدول المطلة على طريق الحرير والمجتمع الدولي”.
اضاف: “يعتبر لبنان دولة مهمة في المنطقة ونموذجا من حيث الانفتاح والتنوع الثقافي والتعايش العرقي والطائفي. منذ تولي مهامي، وجدت أن الشعب اللبناني شعب مجتهد وذكي، وللبنان تأثير خاص في الشرق الأوسط بفضل مزاياها البارزة في قطاعات التجارة والمال والمصارف والإعلام، بالإضافة إلى الجاليات اللبنانية في الخارج”، مشيرا الى “ان لبنان يقع في منطقة التلاقي ل”الحزام والطريق” وكان شريكا للتعاون على طريق الحرير منذ القدم ويصبح اليوم شريكا هاما للصين في بناء “الحزام والطريق”.
وتابع: “وجدت استراتيجية “الحزام والطريق” صدى إيجابيا لدى الأوساط اللبنانية المختلفة منذ طرحها. كان رئيس الوزراء تمام سلام قد أعرب عن رغبة لبنان في المشاركة في بناء “الحزام والطريق” خلال مؤتمر رجال الأعمال لمنتدى التعاون الصيني العربي، كما أكد وزير الخارجية جبران باسيل مجددا استعداد الجانب اللبناني للمشاركة بنشاط في بناء “الحزام والطريق” وإجراء التعاون المتبادل المنفعة في مجالات أوسع، وذلك خلال لقائه مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي”.
وقال: “حاليا، شهد التعاون الإنساني والثقافي بين البلدين في إطار “الحزام والطريق” نموا سريعا وأصبح مجالا بارزا في العلاقات الثنائية. قد ساهمت الصين في تدريب ما يتجاوز 800 من الأكفاء اللبنانيين من مختلف المجالات. وفي هذا العام، دعونا أكثر من 200 شخصية لبنانية من مختلف الأوساط لحضور الندوات والقيام بالزيارات الاستطلاعية والاشتراك في الدورات التدريبية وإجراء الحوارات الصحفية”.
وأعلن انه “في كانون الثاني الماضي، منح الرئيس الصيني شي جين بينغ 10 شخصيات عرب جائزة “المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية” على هامش زيارته للشرق الأوسط، من بينهم رئيس مجلس إدارة مصرف فرنسبنك اللبناني والرئيس الفخري للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية عدنان القصار. وفي تموز الماضي، أقام مصرف فرنسبنك بالتعاون مع جمعية الصداقة للشعب الصيني مع الشعوب الأجنبية فعاليات بعنوان “الحزام والطريق في الصين: من بيروت إلى بكين”، وجاء إلى الصين بالأطباق اللذيذة والمعروضات الفنية والبضائع المحلية اللبنانية. كما يخطط لإقامة فعاليات بعنوان “من بكين إلى بيروت” قبل نهاية العام الحالي”.
وأكد السفير كيجيان “ان هناك إمكانيات ضخمة وآفاقا واسعة للتعاون الصيني اللبناني في إطار “الحزام والطريق”. ونحن على ثقة بأن هذا التعاون سيحقق إنجازات أكثر إثمارا في المستقبل القريب بفضل جهود الحكومتين ودعم الشعبين”.
مساعدات انسانية
وعن المساعدات الإنسانية المتعلقة بسوريا التي قدمتها الصين للبنان، قال: “إن الصين باعتبارها دولة صديقة للبنان، تقدر لبنان حكومة وشعبا لما بذله من الجهود من اجل استضافة ومساعدة النازحين السوريين وتحرص على مساندة لبنان على مواجهة التداعيات السلبية الناتجة عن المسألة السورية والتغلب على الصعوبات”.
اضاف: “منذ العام 2010، قدمت الصين للبنان مساعدات عينية متتالية قدرها 550 مليون يوان صيني منها مصابيح الإضاءة بالطاقة الشمسية والمستلزمات المكتبية وإلخ. ومن أجل مساعدة النازحين السوريين بشكل مباشر، قد قدم الجانب الصيني للبنان 45 مليون يوان صيني من المساعدات العينية بدون مقابل ومنحة قدرها مليوني دولار أمريكي. وساهمت الأجهزة الطبية والخيم والمستلزمات اليومية التي قدمتها الصين في توفير احتياجات النازحين السوريين وتحسين أوضاعهم الانسانية.
وأعلن ان الصين ستزود لبنان بدفعة جديدة من الأرز والمواد في العام الحالي، تعبيرا عن دعمها للبنان حكومة وشعبا وتنفيذا لما تعهد به الرئيس الصيني شي جين بينغ بتوفير دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين. وتعمل السفارة الآن على التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية في هذا الصدد”.