باكستان جسر الصين لبحر العرب ..
موقع الصين بعيون عربية ـ
إسلام أباد ـ هادي حسين*:
فيما العالم منهمكٌ بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وتداعيات ذلك على سياسة الولايات المتحدة الخارجية، فضلاً عن محاولة قرءاة ملامح هذه السياسة التي يتخوف منها كثيرون لغموض خطوطها العريضة، وعشوائية ترامب السياسية، كانت باكستان و الصين تزيحان الستارة عن محددات المرحلة القادمة في الأقليم، التي على ساكن البيت الأبيض الجديد التنبه لها، فما بعد 13 نوفمبر 2016 ليس كما قبله.
*****
ماذا في 13 نوفمبر 2016؟
قام رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف ورئيس الهيئة المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية “رحيل شريف”، بحضور وزراء وسفراء من 15 بلداً، بتدشين خط تجاري جديد يربط ميناء غوادار جنوب باكستان المُطل على بحر العرب بمدينة كاشغار الصينية بمحافظة شينجيانغ شمال غرب الصين، في إطار مشروع متكامل بقيمة 46 بليون دولار أمريكي، سيتم إنجازه على ثلاث مراحل، يُعرف بـ “الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني ” (CPEC) ، أو طريق الحرير الجديد.
(CPEC) طريق عابر للحدود يوصل بين ميناء غوادار على بحر العرب ، وبين مقاطعة سنكيانج مروراً بغلغت – بلتستان، فكشمير، فـ “كاراكوروم”. ما يعني أن غرب الصين أصبح مرتبطاً بشرق أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب أوروبا .
*****
ما الذي تنتظره باكستان من (CPEC) ؟
يقول المسؤولون الباكستانيون إن علاقتهم مع الصين “أكثر شموخاً من الجبال، أعمق من المحيطات، أقوى من الحديد، و أحلى من العسل”، تأكيداً منهم على إستراتيجية العلاقة بين البلدين، التي يسعى الباكستانيون من خلالها إلى تشريع أبواب باكستان أمام الاستثمارات الصينية الأسخى ـ بحسب ما يرى خبراء اقتصاديون في إسلام آباد ـ من المعونات المادية الأمريكية المشروطة والمُذلة لباكستان ، وإن كان يرى فيها البعض سيف ذو حدين قد ينقل باكستان من تحت الوصاية الأمريكية إلى الوصاية الصينية، لكن يعود ليقول هذا البعض إن الصين صديقة في كل الظروف .
أضف إلى ذلك ، أن 34 بليون $ من مجموع ال 46 بليون$ التي من المقرر أن تستثمرها الصين في (CPEC) سوف يتم صرفها في إقليم بلوشستان الأفقر في باكستان رغم غنى هذا الإقليم بالمعادن والموارد الطبيعية، لتزويد الإقليم ب000 17 ميغا وات من الكهرباء، على أن يتم إستثمار باقي المبلغ في شق الطرقات و تحسين شبكات الإتصال و ..
*****
موقف الهند .. وفي دلالة توقيت الإفتتاح .
كانت صريحةً الهند وواضحة اتجاه (CPEC) الذي إعتبرته خطراً يهدد أمنها القومي، وفي لقاءٍ ثنائي جمع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ في أيلول/ سبتمبر الماضي، أعرب مودي لبينغ عن عدم تقبل بلاده ل (CPEC) نظراً لكونه يمر على الأراضي الكشميرية الباكستانية التي تدعي الهند أنها محتلة، كما تدعي إحتلال الصين لكشمير الصينية، وتتخوف الهند من تواجد صينيين على القرب من حدودها مع باكستان، فضلاً عن تطويقها جيو-بولوتيكياً وتجارياً .
أما في التوقيت، فيرى محللون أن تدشين ميناء غوادار الذي جعل الصين مطلة على بحر العرب، والقواعد الأمريكية في الخليج، بعد أيام من فوز المرشح الجمهوري ترامب ليس صدفةً، فالهند تعتبر نفسها “أم الصبي”، لما كان لها من دور كبير بحسب ما ذكرت “THE INDIAN TIMES” في دعم ترامب وتمويل حملته الانتخابية.
******
في الخلاصة ..
يبقى أن تحل باكستان مشكلة الاستقرار السياسي والتصدي للأيادي الخارجية التي تحاول اللعب بأمن البلد، ما يؤثر بشكل مباشر على شركائنا الإستراتيجيين، ويحط من عزيمتهم في المُضي قدماً بالعلاقة مع باكستان التي تعرقلها قضايا كالإرهاب، الجماعات الإسلامية الراديكالية، الفساد الحكومي وغيرها.
*كاتب باكستاني