تعليق: خصائص ومميزات جديدة للارهاب الدولي و”المبادرة الصينية”
صحيفة الشعب الصينية ـ
وو تشنغ لونغ، سفير الصين السابق:
تسعة ايام فقط من الاشهر الثلاث الاولى من هذا العام دون الهجمات الارهابية ، يجعلنا نصفه بعام الارهاب. وأصبح الارهاب الدولي تهديدا عالميا رئيسيا بعد 15 عاما من حادثة “9•11”.
خصائص ومميزات جديدة للارهاب الدولي
يعرف الارهاب الدولي خصائص ومميزات جديدة في ظل تعميق الكفاح الدولي ضد الارهاب، كما دخلت مكافحة الارهاب الدولي مرحلة جديدة وتحديات جديدة.
1- العولمة، على مدى السنوات ال 15 الماضية ، انتشرت بؤر الارهاب من جنوب آسيا والشرق الاوسط إلى أفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى، ويهدف النشاط الارهابي المتوجه من الولايات المتحدة وجنوب آسيا والشرق الاوسط الى أفريقيا وأوروبا وجنوب شرق آسيا وأماكن أخرى لعرض اتجاه العولمة.
2- المحلية، تشير جميع النزعات المحلية الى أن مرتكبي الهجمات الارهابية من مواطنين الدولة وليس الغرباء. كما أنهم أما من المواطنيين المحليين أو الجيل الثاني والجيل الثالث من المهاجرين.
3- الفردية، عادة من يكون منفذ العملية الارهابية من الاشخاص الذين يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، ويطلق عليهم “الذئاب المنفردة”، وهذا يجعل الخطر أكبر .
4- شبكة الانترنت، ينتشر الفكر الارهابي والتطرف على نحو متزايد من خلال شبكة الانترنت، حيث تستطيع المنظمات الارهابية الاختراق والوصول الى ذوي القلوب الضعيفة لجذبهم والانضمام اليهم، وبواسطة شبكة الانترنت يتم التواصل وتدريبهم وتخطيط و تنفيذ العمليات الارهابية، وفي الوقت نفسه، يستخدم الارهابيون وسائل التواصل الاجتماعية لنشر المعلومات الارهابية تثير الرعب.
الاسباب الجذرية وراء كثافة الارهاب
يعود سبب تكاثف الارهاب الدولي بالرغم من تزايد الجهود المبذولة لمكافحتها عالما إلى الاسباب التالية:ـ
1- هيمنة الولايات المتحدة باسم مكافحة الارهاب. تعمل الولايات المتحدة تحت ستار مكافحة الارهاب على الدفع القوي لتغيير النظام، وكسب المصالح والهيمنة، الأمر الذي لا يفقذ الولايات المتحدة مكانتها الاخلاقية في مكافحة الارهاب فحسب، ولكن أيضا خلق بؤر إنتشار جديدة للعناصر الارهابية.
2- اتخاذ الولايات المتحدة المعيار المزدوج في الحرب على الارهاب لفترة طويلة، وهي بمثابة مظلة الارهاب.
3- التعاون الدولي ضد الارهاب مفقود. تتحول مكافحة الارهاب الى لعبة بين شرائح عديدة ، ناهيك عن تعاون وثيق المفقود والذي اضعف الى حد كبير على القوات الدولية لمكافحة الارهاب.
” مبادرة الصين” في مكافحة الارهاب الدولي
العولمة الارهابية بحاجة لاستجابة عالمية لمكافحة الارهاب. تطرح الصين على أساس بناء عالم متناغم، وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، مبادرة لمعالجة هذه المشكلة.
أولا، مكافحة الارهاب بحاجة الى افساح المجال للعب الامم المتحدة ومجلس الامن دورا بارزا. ويجب أن تكون جميع الاجراءات تتفق مع مقاصد ومبادئ القانون الدولي والمعايير الدولية المعترف بها دوليا. وينبغي تعزيز التعاون لمكافحة الارهاب الدولي في المنطقة والعالم، بتحسين آليات التعاون وانشاء جبهة موحدة دولية ضد الارهاب.
ثانيا، التخلي عن ” المعيار المزدوج” في مكافحة الارهاب كشرط اساسي للتعاون الدولي ضد الارهاب. والصين تعارض بحزم ” المعايير المزدوجة” ، والدعوة الى مكافحة الارهاب عل قدم المساواة وبحزم، بغض النظر عن الطريقة ، المكان ، الزمان ، ضد من ، الذي يحدث فيه النشاط الارهاب.
3-استراتيجية التنمية الشاملة ضد الارهاب هي العلاج الدائم. القضاء على توطين والارهاب الفردي بحاجة ماسة الى تحقيق التنمية الشاملة، حيث يجب تحقيق التطوير الاقتصادي، والقضاء على الفقر، كما يتطلب استفادة جميع الناس من ثمار التنمية، والقضاء على الجذر الذي يولد الارهاب في الاساس.
4- استراتيجية شاملة لمعالجة الاعراض والجذور. بات من الضروري تبني منهجا شاملا من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والقانونية وغيرها من المجالات الاخرى من أجل محو جذور الإرهاب، بدلا من الاعتماد على القوة فقط. وأن استراتيجية شاملة التي قدمتها الصين لمكافحة الإرهاب توفر مفهوما جديدا وأفكار جديدة لمكافحة الارهاب الدولي.
5- الابتكار المستمر في الافكار ووسائل لمكافحة الارهاب. يجب أمام التطورات الجديدة للارهاب مواكبة العصر وابتكار استراتيجيات ومفاهيم وتكتيكات ومعدات الأسلحة لمكافحة الارهاب، الاستمرار في ابتكار الاجراءات لمكافحة الارهاب في مجال الشبكة الالكترونية والتمويل المالي، والاستمرار في ابتكار في نمط التعاون الدولي ضد الارهاب، وبالتالي سد الطريق أمام الارهابيين المرتكبين للجرائم الارهابية، بقطع تمويل الارهاب، الحد من مخاطر استخدام الانترنت لاثارة المشاكل في النظام المالي ومكافحة الارهاب، واستخدام وسائل الاعلام الجديدة للتخطيط لانشطة الارهابية.
لقد أصبح الإرهاب عدوا عاما للبشرية جمعاء. والصين كدولة كبيرة مسؤولة، ستفي باخلاص بمسؤولياتها والتزاماتها الدولية، وتساهم بنشاط مع شعوب الدول الاخرى وتقدم المساهمات المستحقة في مكافحة الارهاب الدولي.