الإذاعة الدولية للصين ما فوق الكبرى
موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد القادر حسن عبدالقادر*:
عند الحديث عن إذاعة الصين الدوليةCRI تتقافز صور كثيرة أمام عينيّ عن الصين ما فوق الكبرى. فمن الطبيعي ان يكون كل شيء في الصين كبيراً وضخماً وهائلاً، على قدر عظمة هذه الدولة، وفعالية شعبها وعمق حضارته الضاربة في جذور الارض والتاريخ والقارات كلها، ذلك أن الصينيين أداروا الارض باختراعاتهم واكتشافاتهم، وعمّروا الكون باقتصادهم المُذهل، فغدا صوتهم جهورياً وقوياً ومُجلجلاً، كما هو في مواقف وأحاديث مُمَثِّليهم الثقافيين والسياسيين والدوليين أجمعين.
إذاعة الصين الدوليةCRI التي مانزال نحتفل بذكرى تأسيسها التاسع والخمسين، وذكرى إرساء الاذاعة الصينية ال75، تستمر محافظة على صوتها الذي ملء الافاق الارضية، وسُمع حتى في مركبة الفضاء الصينية التي أكدت عظمة الدولة وضخامتها وامكاناتها الهائلة الى مابين المجرات، فكان صوت الصين الاذاعي فيها مَسموعاً وغازياً للفضاء، وسابحاً يُعلن عنها مابين الكواكب، فيا له من إنجاز لم تحققه معظم دول العالم وإذاعاتها.
إذاعة الصين الدوليةCRI كانت وهي تبقى مسموعة منذ لحظات بثها الاولى، في مصر والدول العربية، فبهذا الصوت الهادئ والرهيف تعرّف العرب على سياسة دولة كبرى، صديقة وحليفة، ماتوقفت خلال العقود الماضيات عن إبداء التعاطف مع قضايانا الاجتماعية والاقتصادية والتحررية، وتأييدنا بالأفعال لا بالأقوال فحسب، فجذبت شعوبنا لنفسها، وحازت على تأييد أبنائنا وإعلاميينا وصحفيينا وكتّابنا وطبقات وفئات شعبنا، من مختلف المَشارب، فربحت الكثير بمواقفها التي لا تحيد، وها هي تُعرب عن سعادتها بأصدقائها المخلصين في البلدان العربية، ممن بقيوا الى جانبها منذ عشرات السنين، مستمعين ومؤازرين، متضامنين ومتكاتفين، ناصحين ومدخلين السرور الى جنباتها بإخائهم معها وزياراتهم المتواصلة إليها وعواطفهم المتبادلة معها، ولعل أقدمهم منذ ستينات القرن الماضي، وفي مقدمتهم شيخ المستمعين ومراسلي إذاعة الصين الدوليةCRI، رئيس إتحادنا الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، الزميل الاكاديمي مروان سوداح، الذي أصبح متقدماً في عمره، لكنه يتمتع بإصرار يَقل نظيرة لتعزيز علاقاته الشخصية وعلاقات إتحادنا الدولي مع أذاعة الصين الدولية والقسم العربي لها، لهذا نراه زار الاذاعة مرات لا تحصى، وأدلى بتصريحات كثيرة جداً لها في مقرها بالعاصمة الصينية، فعكس بذلك حقيقة العواطف العربية الجيّاشة وأصدقاء الصين عموماً تجاه جمهورية الصين الشعبية وقيادتها السياسية وشعبها.
ولا أغفل هنا عن ذكر، أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، قد أصدرت أوامرها، وبناء على وجود التاريخ الموثـّق لدى الصين عن شيخ المستمعين واصدقاء الصين الأخ مروان سوداح، بتصوير فيلم خاص ووثائقي عنه بالذات، وذلك في أبريل/ نيسان الماضي لهذا العام2016م، وقد رافقته مجموعة خاصة من فضائيةCCTV الرسمية الى كل مكان زاره مع وفد من مكتب الحزب للإعلام برئاسة رئيس المكتب، لتوثيق زياراته، وطلبت منه حِراكات عديدة خاصة بالفيلم في الصين لتصويره خلالها، وكان له أنذاك عدد كبير من اللقاءات مع هذه الفضائية، تم تسجيلها صوتاً وصورةً للتأريخ والأجيال، تكشف عن الأسرار الخطيرة المدفونة في صدره وعقله، والتي باح بها، وتتحدث عن علاقاته مع الصين منذ ستينات القرن الماضي، وعن علاقات والده المرحوم المثقف موسى سوداح (صيدح)، وأُسرته، والأسرة المناضلة لزوجته الروسية يلينا، الى جانب التحالف الحربي والسياسي مع الصين، في مشاركة العائلة في الحروب للدفاع عن الصين في خمسينات القرن الماضي، بمواجهة الاستعماريين اليابانيين والامريكيين والارهابيين والرجعيين الدوليين على الترابين الصيني والكوري.
إن عيد تأسيس القسم العربي للإذاعة وذكرى تأسيس الاذاعة نفسها، هي مناسبات أكثر إتّساعاً من كونها محلية صينية، فهي أممية وكونية كما نرى، لأنها مناسبات تتسع بإمتياز لكل البشر وتطلعاتهم، وطنياً وعالمياً، كما أكد التاريخ وطبيعة صلات الصين الاممية بالعالم أجمع، سيّما وأن صوت الصين ما أنفك في عهوده المختلفة والمتلاحقة يدعو الى المساواة والسلام بين الناس والمحبة والود، وهي دعوات نسمعها في الاغاني الصينية حتى، وترسو في فلكلور الصين المحمول للعالم من خلال الإذاعة.
فنادراً ما تسمع عن إذاعة ترّوج لمفاهيم إنسانية حتى في صياغات لا تمت للسياسة بصِلة، وتدعو ضمن أطر ملتزمة لكل ما هو مفيد للآخرين، ليس في برامجها الاخبارية فحسب، بل وفي كل كلمة تخرج مِن فِيِهِ مذيعيها، محمولة على أثيرها المُنير.
وإذ يسرنا جداً أن تكون مديرة الاذاعة السابقة السيدة فائزة تشانغ لي تدير مكتباً لصوت اذاعة الصين الدولية في القاهرة، نأمل ان يتّسع هذا المكتب بفعالياته وتنسيقاته، ويّعم ليس دول أفريقيا العربية فقط، بل وبلدان أسيا العربية كذلك، التي تتطلع الى علاقات مع الاذاعة وقسمها العربي، للتعرّف عن كثب على الصين، وحيوتها وحيويتها الوطنية والعالمية، وتطلعاتها المستقبلية، التي باتت مدار حديث ونقاش عالميين، وترقّب شتى الامم والشعوب والاقوام والقوميات والاجناس والأعراق المأخوذة بعظمة الدولة، ومحبتنا نحن المُنسجمين معها لإذاعتها وقسمها العربي، الاكثر إخلاصاً لمستمعيه واصدقائه ولكل من يبادله الود بالود والمحبة بمثلها.
…
*كاتب وناشط إذاعي مصري وعضو في هيئة الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في مصر.