وفاة كاسترو تذكرة بأن الحرب الباردة قد انتهت بالفعل (العدد 44)
افتتاحية صحيفة تشاينا دايلي
28-11-2016
تعريب خاص بـ ”موقع الصين بعيون عربية“
مهما تكن ردود الفعل على وفاة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، الذي حكم بلاده فترة طويلة وتوفي يوم الجمعة عن عمر يناهز ال 90 عاما، فإنه بلا شك كان شخصية سياسية ذات تأثير غير عادي. ومهما تختلف التقييمات حول ما قد قدمه لبلاده وشعبه، والاستنتاجات التي توصلت أو قد تتوصل إليها الشعوب القادمة من خلفيات سياسية مختلفة بشأن تراث الرجل السياسي، فإنه من غير المشكوك به أنه قد خلّف بصمة سياسية عميقة في زمن اتسم بالمواجهة الأيديولوجية والحرب الباردة.
فليس بإمكاننا عندما نذكر هذا الاسم الشهير إلا أن نفكر في الاضطرابات السياسية والفوضى التي جلبتها المواجهة الأيديولوجية بين المعسكرين السياسيين إلى أجزاء عديدة من العالم في القرن الماضي.
لكن، وبرغم العزلة والحصار الاقتصادي المفروض على الجزيرة لأكثر من 50 عاما من قبل جارتها القوية الولايات المتحدة، فإن هذا الرجل قد وصف البلد الأكثر تطوراً في العالم بالخدعة، وقاد شعبه نحو مساره الخاص. وهو مسار تمسكوا به رغم معاناة غياب فرص التنمية التي ما كانوا ليفتقدونها لولا هذا الإنقسام السياسي. تسجل وفاة كاسترو نهاية عصر.
وإذا ما عدنا إلى ما قد تكبده هذا الرجل ومعاصروه، فإنه يتحتم على القادة السياسيين الحاليين الاعتراف بأن ما يجدر أن يهيمن على المشهد السياسي اليوم هو السلام والتنمية لا المواجهة أو الحرب الباردة. بالنسبة لكوبا، فإن هذه الدولة قد رممت علاقاتها الدبلوماسية بالولايات المتحدة، وأصبح باراك أوباما أول رئيس أمريكي تستقبله البلاد في زيارة رسمية منذ أكثر من 50 عاما.
وعلى الرغم من أن الحصار الاقتصادي الأميركي لا يزال قائماً، فإنه بات مخففا. المزيد من تخفيف العقوبات حتمي طالما هناك امكانية لجلوس البلدين وإجراء محادثات ثنائية، وحصول اتصالات أوثق بين الشعبين. لقد أوضح القادة الصينيون للعالم في مناسبات متعددة أن البلاد ستتبع مساراً سلميا في تجديد شبابها القومي.
هذا لأنهم يعتقدون بقوة أن المواجهة السياسية أو العسكرية لن تفضي بالعالم إلى أي مكان، كما يتضح من خلال ما شهده فيدل كاسترو ومعاصروه خلال زمن كبير من القرن الماضي. اليوم، لكل من البلدان المتقدمة والنامية مشاكلها الخاصة، وقد واجهت العولمة الكثير من العقبات. والتغلب على تلك التحديات يتطلب تضافر الجهود المشتركة. ينبغي أن تشكل وفاة كاسترو تذكرة للعالم بأنه لا يستطيع تحمل كلفة عودة الحرب الباردة.