تحدثوا إلى ترامب، وعاقبوا إدارة تساي (العدد 45)
صحيفة غلوبال تايمز الصينية
4- 12- 2016
تعريب خاص بـ موقع الصين بعيون عربية“:
دافع المتحدث باسم دونالد ترامب، كيليان كونواي عن الرئيس الامريكي المنتخب في قضية مكالمته الهاتفية مع رئيسة تايوان تساي إنغ ون، وقال للـ “سي أن أن” أن ترامب “مطلع بشكل كامل وعلى دراية تامة بهذه المواضيع”.
بدوره، قال المتحدث باسم تساي، اليكس هوانغ، لشبكة إن بي سي نيوز أن “الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة لا يقل أهمية عن الحفاظ على علاقات جيدة على امتداد مضيق تايوان.”
وكانت مكالمة ترامب وتساي الهاتفية قد هزت العالم وأربكته. وأشارت جميع وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية إلى أن المسألة التايوانية هي من بين القضايا الأكثر حساسية في شرق آسيا، وأن أي سوء تعامل معها قد يؤدي إلى حرب. وقد أثارت خطوة ترامب المفاجئة العديد من الشكوك حول ما إذا كانت تتماشى مع المصالح الأميركية طويلة المدى.
يبدو أن ترامب يواصل الاستفادة من تقلّبه المعهود وعدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته لإحداث بعض الموجات الاهتزازية عبر مضيق تايوان لمعرفة ما إذا كان بإمكانه كسب بعض أوراق المساومة قبل تأدية اليمين.
إن الولايات المتحدة تخسر ميّزتها التنافسية ضد الصين، ناهيك عن اكتساب أي نفوذ جديد. وقد يكون ترامب يبحث عن بعض الفرص عن طريق إحداث تلك الموجات. ومع ذلك، ليس لدى الرجل أي خبرة دبلوماسية وهو لا يدرك تداعيات توتير العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
من المؤكد أن ترامب لا يريد مواجهةً مع الصين، ولا يطمح لها، ولم تكن كذلك ضمن برنامجه الانتخابي. إنه يجس نبض الصين للحصول على بعض الفوائد البسيطة. يتعين على الصين أن تفهم أن لترامب وجهين. فمن ناحية، هو مخادع ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ومن ناحية أخرى ليس لدى الرجل أي مخطط لقلب العلاقات الدولية، وإنما سيصب تركيزه على الشؤون الأميركية الداخلية “لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”. ولذلك، يتعين على الصين كسب مهارةً وبراعةً في التعامل مع حكومة ترامب. لقد احتجّت الصين رسمياً على تهور ترامب، وينبغي عليها القيام بالمزيد من التحركات. ليس ملائماً استهداف ترامب فهو لا يزال رئيساً منتخباً.
بإمكان الصين معاقبة إدارة تساي، لنقل الرسالة إلى ترامب بحيث تخسر تايوان حليفاً دبلوماسياً أو أكثر كنوع من العقاب والتحذير في الوقت عينه. كما بإمكان الصين أيضا تعزيز انتشارها العسكري على أساس قانون مناهضة الانفصال المضاد لتايوان في حال استقلالها.
في أسوأ الأحوال، قد يرد ترامب إثارة التوترات السياسية وحتى العسكرية مع الصين، وهو ما قد يعطي الولايات المتحدة نفوذاً لإجبار الصين على التنازل عن المزيد من الفوائد الاقتصادية. يتعين على الصين ألّا تسمح للولايات المتحدة بالحصول على مزايا اقتصادية إضافية باستخدام وسائل جائرة.
وينبغي أن يكون رد فعل الصين على استفزاز ترامب في الموضوع التايواني درساً له. ومع ذلك، وبرغم تدابير العين بالعين، من الأفضل الدخول في محادثات بناءة معه. ينبغي للصين ملاحظة أن التعامل مع ترامب يتطلب أدوات متعددة في كثير من الجوانب. نحن بحاجة لأن نتحلى بالصفاء الذهني.