مسابقة شينجيانغ لعروة وثقى صينية عربية
موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد القادر حسن عبد القادر*:
سررت جداً لمشاركتي في مسابقة شينجيانغ لإبراز هذه المنطقة الصينية، التي أعرفها جيداً، وأرنو لزيارتها والتعريف بها والتعرّف عليها، والدعوة على نطاق واسع واحترافي للتقارب مابينها والشعب العربي برمته.
القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI أعلن منذ تشرين الأول/ ـكتوبر الماضي 2016م عن المسابقة، التي ينظمها بالتعاون مع مكتب الإعلام التابع لحكومة منطقة شينجيانغ لقومية ويغور، وبإشرافٍ من مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية، وهي مسابقة لم يسبق لها مثيل بكل المقاييس.
وتهدف المسابقة بحسب القائمين عليها، “لزيادة معرفة مواطني الدول الإسلامية بمنطقة شينجيانغ الصينية، خاصة ثقافتها ومواردها السياحية من خلال تعزيز التعاون مع وسائل الإعلام الأجنبية الرئيسية.
وكما يبدو لي، تهدف متطلبات المسابقة لتمتين العروة الوثقى الصينية العربية، وللتعريف الأمثل بالصين وأحد اقاليمها في أوساط الدول العربية، وليس على نطاق دولة عربية واحدة فقط. وبرغم من أن الفائزين سيكونون من عدة دول عربية، وليس من كل الدول العربية، وهي “كثيرة” العدد، إلا أن التقدير هو انهم سيتمكنون ليس فقط من معرفة المنطقة التي سيزورونها، بل وسينقلون مشاهداتهم عنها كتابة وشفاهة للعرب ولأقرانهم في دولهم.
ويبدو كذلك، ان هناك هدفاً أخر من هذه المسابقة التي لاقت رواجاً كبيراً بين المستمعين، وهو هدف سامٍ وإخلاقي رفيع، يتلخص بالتقارب الحقيقي بين شينجيانغ والعرب، إذ ان المنطقة تحتاج حالياً لتكون في صلب العلاقات العربية الصينية، كمنطقة نينغشيا الصينية تماماً، التي نسبة كبيرة من سكانها مسلمون أباً عن جدٍ، والتي ترتبط بروابط تجارية واستثمارية وإنسانية عديدة مع العواصم العربية والاسلامية.
ومن المعروف أن نينغشيا برزت في السنوات الاخيرة في عدد من صناعاتها، التي تباع في أسواق دول العالم الاسلامي، ومنها طعام الحلال وملابس الحلال وما إليها من صناعات الحلال الصينية.
لقد كان اختيار الفعاليات السياحية في منطقة شينجانغ للقسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI لطرح المسابقة، ولأن تكون متطلبات المسابقة سهلة التحقيق على المشاركين، وللتنسيق بشأن الفائزين بها مع القسم العربي، عملية ذكية حقاً، ذلك أن القسم العربي للاذاعة مطل أكثر من غيره من وسائل الإعلام الصينية على المواطنين العرب وكتّابهم والمشتغلين منهم في الاعلام، ولدى القسم كذلك علاقات قوية ومتميزة مع هؤلاء، بخاصة تركّزِهم وكثافتهم ووجود عدد كبير جداً منهم وهو وجود طاغٍ، في هيئات وفروع إتحادنا الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، الذي يترأسه الزميل الأكاديمي مروان سوداح في الاردن، وأمين السر الاستاذ محمود ريا في لبنان، وتنشر قياداته في كل العالم العربي، وفي بعض الدول الإسلامية الصديقة للصين، ويتمتع باعتراف رسمي من جانب قيادة الحزب الشيوعي الصيني، الذي يُنسّق مع اتحادنا الدولي في شؤون مختلف الأمور التي تهم الصداقة والعلاقات الثقافية والإعلامية مع العالم العربي.
وفي الإعلام الفاعل للقسم العربي لاذاعة الصين الدولية، عن شينجيانغ، انها تسمى بمنطقة ذاتية الحكم لقومية الويغور الواقعة في شمال غربي الصين ويطلق عليها باختصار “شين”، وكانت تسمى قديما شييوي. وتحتل مساحتها مليوناً وستمائة وستين ألف كيلومتر مربع، وهي بذلك تمثّل سدس إجمالي مساحة الصين، وأكبر منطقة مساحة على مستوى المقاطعة في الصين.
وتعتبر شينجيانغ من حيث طول الحدود مع الدول الأخرى الاطول حدوداً، وتمتد هذه الحدود إلى 5600 كيلومتر مع كل من منغوليا في الشمال الشرقي، وروسيا، قازقستان، قرغيزستان وطاجيكستان في الغرب، وأفغانستان، باكستان والهند في الجنوب الغربي.
ويتحدث القسم العربي للإذاعة عن المنطقة، إذ يصفها بالتمتع بالموارد السياحية الغنية وأنواعها الكثيرة، منها طريق الحرير المشهور في العالم. وتنتشر العديد من الآثار التاريخية في مختلف أنحاء المنطقة، منها أطلال المدن العريقة والقبور القديمة وكهوف التماثيل البوذية الحجرية، إضافة إلى العديد من المنقوشات الصخرية، ومنها عشرة مواقع أثرية مهمة ومحمية على مستوى الدولة.
كما يوجد في شينجيانغ 16 كهفاً للتماثيل البوذية وأكثر من 550 كهفاً آخر و22 محمية طبيعية. ولقي ممر الرسوم الحجرية بمنطقة أرتاي وأحافير ديناصور بمنطقة تشونقار، اهتمام العديد من الخبراء الصينيين والأجانب. وأطلق الناس على شينجيانغ إسم بلدة الغناء والرقص وبلدة الفواكه، ومن الممكن الاستمتاع بالأنشطة الثقافية والترفيهية الشعبية وتذوق الأعناب والبطيخ والفواكه.
…
*كاتب وناشط إذاعي مصري وعضو في هيئة الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين في مصر.