شي شن ياي نموذجاً
موقع الصين بعيون عربية ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:
إتّفق كبار الفلاسفة وأساطين الفِكر وعُظماء الأُمم عَبر الأزمان، وعلى مدار العصور، أن أطيب الكُلم وأعمقه وأرزنه هو الهدية الأثمن من الإنسان لأخيه الإنسان.
أما مقالتي المتواضعة هذه، والتي أضعها بين يدي قرّاء الضّاد، لتغدو مُتاحةً للمواطنين والصحفيين والقَلميين العرب والصينيين، فما هي سوى أطيب الكُلم التي أبعث بها للسيدة والأُستاذة (شي شن ياي/ سعاد) المحترمة – الإعلامية الصينية المُتميّزة في القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI، التي رافقتني في زيارتي الثالثة الى الصين خلال العام 2016م، ونفّذتها في نوفمبر الفائت، والتي شملت عدة مناطق في جمهورية الصين الشعبية الحليفة، بمناسبة دعوة وفد دولي – أممي للعمل على تغطيات إعلامية، كان يتكّون من عشرة شخصيات قديرة في مجال الإبداع والعرض والنشر اللغوي والإعلامي (من بلدان هي، الاردن/ فيتنام/ بلغاريا/ روسيا/ فرنسا/ اليونان/كندا/ بريطانيا/ المانيا و الباكستان)، وقد تم اختياري شخصياً عن العالم العربي في هذا الوفد الموسوم بـِ“قادة الرأي الأجانب في رحلة إبداعية إلى الصين“(**).
وكلماتي هذه لا يمكن ان تُعطي السيدة/الاستاذة (شي شن ياي / “سعاد”) حقّها من أطاييب الكلام وأبهى الوصف وجزيل الشكر، ذلك لأنه قليل بحقّها، ولأنه لا يمكن استعراض جهودها الكبيرة بكُلّيتها في مقالة صغيرة ومحدودة كهذه، فقد قامت الاستاذة السيدة/الاستاذة (شي شن ياي / “سعاد”) بالكثير الكثير في الفعاليات التي حضرتها أنا في الصين، لتسهيل مختلف أنشطتي، فسّهلت تحرّكاتي، وعملت على تمكيني فيها إعلامياً، وجعلت زيارتي الى الصين الصديقة مُمتعة ولا تُنسى، خدمةً للصداقة والعلاقات الطيّبة التي تربط بين عالمينا العربي والصيني، والاردن والصين، برباط لا فصل فيه.
لن أنسى ما حَييت أن الاستاذة (شي شن ياي/ سعاد)، لم تبخل طوال فترة الزيارة بإحاطتي برعايتها، إهتمامها وحَدبها الموصولين، برغم مشاغلها الإعلامية وإنشغالاتها الإدارية، وبغض النظر عن إمتلاء أيام رحلتها في أرجاء الصين بأيامها ومساءاتها، ساعاتها وثوانيها بالأعمال الإعلامية المتصلة بالزيارة والاذاعة. فهي لم تتوقف لحظة عن إعداد المواد الصحفية والصور لنشرها على مواقع القسم العربي لهذه الاذاعة الصينية المتميزة والطليعية بمحتوى ما تنشره وبإعلامييها وصحفييها، وعلى رأسهم سعادة السيدة / الاستاذة الكبيرة والقيادية الطيّبة والحَاذقة (سميرة / تساى جينغ لي) المكرّمة، مديرة القسم العربي للإذاعة، التي أعرفها شخصياً وأثّمن قيادتها وإدارتها للقسم العربي، وأشكرها جزيل الشكر لتوصياتها وعنايتها بي في زيارتي الأخيرة الى الصين، وخلال زياراتي للصين منذ تَسنّمها رئاسة القسم العربي للاذاعة.
منذ نحو خمسين سنة استمع لأثير القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI وأُراسله، وارتبط به بعرى الصداقة والتفاهم والتناغم والتنسيق، وقد عَرفت عن قُرب الكثيرين من كوادر القسم، ولعمري فجميعهم يتميزون بمحبة مستمعي الإذاعة العرب، ويبذلون جهدهم في هذا الاتجاه لتقديم خدمات مُثلى لبلادهم والصداقة مع الشعوب العربية. ومن أعضاء هذا الكادر، السيدتين سميرة وسعاد، اللتان تسعيان وتعملان بجد واجتهاد لنقلِ صورة الصين كما هي للأجنبي، بدون رتوش، لكن ضمن واقعية صرف وموضوعية دقيقة.
ولذلك كانت السيدة/الاستاذة (شي شن ياي / سعاد) تبذل كامل جهدها في عملها الإعلامي معي، بالشرح عن الصين والأماكن التي زرناها، وإن طرحتُ أنا عليها سؤالاً لا تتوافر لديها إجابة مُكتملة عليه، تستفسر بشأنه من أصحاب العِلم والمعرفة والخبرة، لتعود إلي مُحمّلة بالإجابة وسعيدة لحصولها عليها.
لقد كانت مرافقتي الاستاذة (شي شن ياي / سعاد) مسرورة بتوفير إجابات شافية على استفساراتي الكثيرة والمتلاحقة، فتكوّنت لدي صورة شبه مكتملة عنها، وأولها أنها ليست مجرد موظفة وإعلامية في القسم العربي، بل هي كادر مهم، يتعامل مع الآخر في إطار مبادئ الشرف والكياسة ارتكازاً لتركيبتها النفسية وقاعدتها الإخلاقية ذات المستوى الرفيع، وفي إطار من التربية الصحيحة التي نشآت عليها، ضمن أسرتها النووية الصغيرة، وفي عائلتها الكبيرة – شعبها الصيني، وفي خضم تعاملاتها المبدئية والمُستندة الى تفكير مُلتزم، وهو الذي من شأنه مضاعفة أعمالها أضعاف ما يلتزم به الموظف العادي، الذي يَعمل بألية مَكتبية لا يَحيد عنها، لكن “سعاد” وعلى العكس من ذلك تماماً، تواصل العمل دون تأففٍ لساعات طويلة، بل أنها تستشعر الراحة لإنجازاتها المهنية.
كان إعجابي كبيراً ومايزال بالسيدة السيدة/الاستاذة (شي شن ياي/ “سعاد”) لكونها عاملة حديدية لا تعرف الملل ولا الكلل. إذ كانت تُصرُ على العمل المُضني حتى ساعات متأخرة في الليل، برغم أنها أُم لطفلٍ، وعليها العودة للبيتِ لرعايته، بينما يبقى الطفل سوياً مع زوجها حال غيابها عنه في مكتبها، وفي خضم أعمالها، مايَكشف عن حياة عائلية سعيدة لديها مع زوجها الذي يتقاسم وإياها هموم الحياة وتقلّباتها، ويُسْعَدَانِ لإنجازاتهما فيها.
كنت أشعر بأن السيدة/الاستاذة (شي شن ياي / “سعاد”) منهكةً، جرّاء الرحلات والزيارات المتواصلة، التي تنظمها لنا الشركات الصينية المختلفة، على مدار ساعات اليوم وحتى المساء، لكنها كانت تحاول ناجحة التغطية على ذلك الإجهاد وتلافي الحديث عنه. فقد كنت أرها تجمع المعلومات، وتنتقل الى تصوير المواقع التي نرتادها، والتقاط الصور لي شخصياً لترفقها بالأخبار والمواد الصحفية التي تنشرها على مواقع الانترنت الخاصة بالاذاعة باللغتين العربية والصينية، وصفحات الإذاعة على الفيسبوك، والتي تحظى بجماهيرية بين المستمعين العرب والصينيين ومُحبي الصين.
لم تكن الاستاذة (شي شن ياي / سعاد) تتوقف عن العمل حتى ونحن نسافر بين منطقة وأخرى في الصين بالحافلة الراقية المخصصة لنا. إذ كانت تجيب تارة على أسئلتي، وتارة أخرى تتوجه ناشطة في مناحي العمل المهني على الشبكة العنكبوتية، ولتقوم في حِراك ثالث بمختلف الاتصالات الخاصة بالزيارات والتنسيقات الإدارية والإعلامية، ولم يكن يَفوتها شيىء أبداً ولو بعد حين، ومن ذلك إجراء الاتصالات السريعة لتوفير شهادة شرف زجاجية جديدة وإرسالها إلي الى الاردن بالبريد المضمون، بدلاً من تلك التي أهداها إلي وزير الشؤون الإعلامية ورئيس لجنة مدينة (خه في) للحزب الشيوعي الصيني في مركز الشؤون السياسية للمدينة، الرفيق تشونغ جيون جيه، وكُسرت بالخطأ في غرفة أمانات الفندق، جَرّاء وقوعها من المغلف الذي حُفظت فيه، فشكراً لها جزيلاً على جهودها المتواصلة والمُخلصة والراقية.
وقد جاء في خبر بثّته إذاعة الصين الدوليةCRI، ونشرته وسائل الإعلام الصينية بعنوان “مراسم منح الجوائز لقادة الرأي الأجانب في مدينة (خه في)“، ان الرفيق تشونغ جيون جيه، التقى يوم الخميس (17 نوفمبر 2016م)، وفد قادة الرأي الأجانب في جولتهم الإبداعية في الصين.
وأطلع تشونغ الضيوف على التطورات الجديدة في مدينة (خه في)، كما تعرّف على انطباعاتهم حول المدينة، وتبادل معهم الآراء والنقاش. من ناحيتهم أكد قادة الرأي الأجانب أن الصين باتجاه أن تصبح دولة إبداعية كبرى في المستقبل القريب. ومنح تشونغ ونائبة رئيس التحرير للموقع الالكتروني في إذاعة الصين الدوليةCRI السيدة / الاستاذة “دوان شوانغ”، جوائز تقديرية لقادة الرأي الأجانب”(***) .
وهنا أيضاً، يجب ان أسجّل شكري الكبير والجظيل وعرفاني للسيدة / الاستاذة “دوان شوانغ”، للطفها بالتعامل مع الوفد ومعي شخصياً، ولكل خدماتها وحَدبها المتواصل على شخصي، وتسهيل أموري في الصين خلال الرحلة، ولشخصيتها المَرحة والمُحبّبة، التي تعكس الجَبلة المِعطاءة للقيادة الحزبية والدولتية الصينية، وطبيعة الشعب الصيني الآخاذة.
وفي أعمال اخرى، لم تتوقف السيدة والاستاذة (شي شن ياي / سعاد) عن الاتصال بي خلال وجودي في روسيا مؤخراً، وذلك بهدف التنسيق لإرسالٍ آمنٍ لشهادات وهدايا من الاذاعة مُخصّصة لإعضاء وأصدقاء الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، كتقديرٍ جم وعميق من لدن رئيسة وإدارة وكادر القسم العربي للاذاعةCRI لمساهماتهم بالكتابة عنها، وعن القسم العربي بمناسبة ذكرى تأسيسهما ال59 وال75، وصادفتا في نهايات العام المنصرم2016م.
وبغض النظر عن ان السيدة (شي شن ياي / سعاد) كانت في إجازة عمل بمناسبة الأعياد وترتاح في أجواء عائلية، إلا أنها واصلت العمل والتنسيق معي، على حساب راحتها وعائلتها ودون التفات للانتقاص من “الشخصي” لصالح “المهني”، وقد كان صوتها وكلماتها الطيبة تدخل الطمأنينة في النفس، لتؤكد بأريحية وهدوء بأن كل شيىء يَسير على مايرام وضمن المعتاد. وفِعلاً، كان ذلك فعلاً واقعاً، فشكراً للسيدة (شي شن ياي / سعاد) على جهودها الدؤوبة وأعمالها المُخلِصة/ وشكراً لسعادة السيدة المديرة (تساى جينغ لي / سميرة) لإدارتها الدقيقة والفعّالة للقسم الإذاعي العربي لِCRI.
*رئيس الإتحاد الدّولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
(**) المرجع:http://arabic.cri.cn/721/2016/11/14/Zt82s205377.htm
(***) http://arabic.cri.cn/741/2016/11/18/83s205630.htm