أجانب أحبوا الشعر الصيني
أعاد الموسم الثاني من برنامج “ملتقى الشعر الصيني” الصينيين مجددا إلى تذوق روعة الشعر، كما باح لهم مرة أخرى عن جمالية الثقافة الصينية، ليس هذا فحسب، بل تعرف الصينيون من خلال هذه البرنامج على عدة مشاركين أجانب تركوا لديهم إنطباعا فريدا.
أظهر هؤلاء المشاركون الأجانب، الذي قصدوا الصين من بلاد بعيدة، معرفة شعرية واسعة وحبا للثقافة الصينية، وعشقا للمعاني الشعرية الشرقية.
“كان أول لقاء لي مع الشعر الصيني من خلال قصيدة “أفكار الليل الهادئء” للشاعر لي باي. بعدها بدأت رحلتي مع الثقافة الصينية القديمة.” يقول الشاب الأمريكي، الذي إختار لنفسه الإسم الصيني وو دان ران، ويدرس حاليا بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين. وشارك ووران في “ملتقى الشعر الصيني” بقصيدة “سباعية المسيرة الطويلة” للزعيم ماو تزي تونغ. ويشرح وو دان ران إختياره، بأن القصيدة قد أخذته بين أبياتها ليعيش ملحمية المسيرة الطويلة التي قطع خلالها الجيش الأحمر الصيني مسافة 25 ألف كم.
“جئت للصين لأنني أحب اللغة الصينية، وكلما إقتربت من الثقافة الصينية أكثر، شعرت بأنني في حاجة لتعلم المزيد.” يقول المتسابق الروسي ديفيد، الذي شارك في الموسم الماضي من برنامج “ملتقى الشعر الصيني”.
يناقش الشعر الصيني بين دارسي اللغة الصينية الأجانب على مواقع التواصل الأجنبية، وتحظى أشعار العديد من الشعراء الصينيين، أمثال لي باي ودوفو وسوشي، بإعجاب عدد كبير من الأجانب، مثلا، كتب مدون أجنبي على مواقع التواصل، تحت إسم أوغوستوسل، في أشعار سوتشي قائلا: “يبقى سوتشي دائما أحب الشعراء بالنسبة لي، فأنا أحب كل بيت من قصائده.”
هونغ جيان تشنغ، الطالب التايلندي بجامعة بكين، واحد من محبي الشعر الصيني أيضا، ويروي قصته مع الثقافة الصينية قائلا: “حينما كنت في المرحلة الثانوية بتايلند، كنت أشارك دائما في الأنشطة الثقافية التي ينظمها معهد كونفوشيوس. ومنذ ذلك الحين، أحببت الثقافة الصينية، وحينما إلتحقت بجامعة بكين، تعرفت أكثر على الأدب الصيني القديم وجمالية الشعر الصيني القديم.”
تعرف هونغ جيان تشنغ على وو دان ران بفضل هوايتهما المشتركة، والمتمثلة في حب الشعر الصيني القديم، وعادة مايلتقيان للحديث في الشعر ويتبادلان الآراء والإنطباعات حول الأدب الصيني، كما يكتبان الشعر ويتنفسان في الإلقاء.
“أنا سعيد بأن أجد من يقاسمني هواية حب الشعرالصيني القديم “، تقول المشاركة السنغافورية لي إي شينغ، التي ترى بأن الشعر الصيني القديم قد أثر على مسيرتها، حيث تعرفت على الشعر الصيني القديم في سن الـ 12، بفضل مساعدة أمها. وفي الوقت الحال، بات الشعر هوايتها وملاذها ورفيقها الذي لايفارقها، والدافع الذي شجعها على الدراسة في الصين، حيث إلتحقت بقسم اللغة الصينية بجامعة بكين لمواصلة دراستها.
تمكنت سلسلة من البرامج الثقافية، على غرار “ملتقى الشعر الصيني”، “ملتقى إملاء وكتابة الرموز الصينية”، “ملتقى الأمثال الصينية” من جذب عدد متزايدا من الأجانب للتعرف على الثقافة الصينية.
“بدأت قراءة الشعر منذ سن العاشرة، مثل شعر أسرة تهانغ.” يقول الكاتب الهندي موبودا. ويضيف “حينما حصلت على جائزة الإسهام المتميز في الكتابة حول الصين ببكين، قرأت في مستهل كلمتي أشعاري التي كتبتها باللغة الصيني”
عبر موبودا في قصيدته التي ألقاها في حفل توزيع الجوائز عن شوقه للقدوم إلى الصين لمواصلة دراسته. “في مرحلة الثانونية، قرأت الترجمة الإنغليزية لأشعار أسرتي تهانغ وسونغ؛ وفي سن الـ 16 بدأت ترجمة أشعار لي باي وتوفو. حينها ترجمت هذه الأشعار من الإنغليزية إلى البنغالية، لكن شعرت أن الترجمة قد أفقدت القصائد معانيها الأصلية. لذا في سن الـ 23 جئت للدراسة في الصين.”
ترجم موبودا إلى الآن “مختارات من شعر لوشون”، “مختارات من الشعر الصيني المعاصر” وغيرها من الأعمال. وطلب من أصدقائه الصينيين أن يساعدوه في تحديد مختارات من الشعر الصيني حلى مختلف العصور لترجمتها.