فو يينغ في مؤتمر ميونيخ الأمني: ” الأمن شامل ” أساس السلام والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ
حضرت السيدة فو يينغ رئيسة لجنة الشئون الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لحضور مؤتمر ميونيخ الأمني الـ53 بدعودة من هيئة التنظيم،وشاركت في منتدى المناقشة الفرعية ” الامن في شرق آسيا والقضية النووية الكورية”.
وفي بداية المنتدى، قدم جون شيبمان مدير معهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، التقييم السنوي للقدرات العسكرية العالمية. وقال أن التطور العسكري في منطقة آسيا يسير بوتيرة سريعة تجاوز انفاقها العسكري نظيرتها الاوربية في عام 2012، وبلغت وبلغ 1.3 مرة من الأخيرة عام 2016. مضيفا، أن الانفاق العسكري الصيني الاكبر في آسيا عام 2016، ويعادل 1.8 مرة من اليايان وكوريا الجنوبية، و3.7 مرات من الدول الساحلية الاخرى في بحر الصين الجنوبي.
وردا على هذه الحجج، قالت فو يينغ، كبيرة الدبلوماسيين الصينيين، أن مؤتمر ميونيخ الأمني اهتم كثيرا بمناقشة كيفية ضمان رفع ميزانية الدفاع أعضاء حلف الناتو الى ما يبلغ2٪ من الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، وتقاسم التمويل الامني. ولكن الموقف بات مختلفا تماما بمجرد ذكر ميزانية الدفاع الصينية.
“كل سنة تطرح علينا وسائل الاعلام الاجنبية باعتباري المتحدث باسم مؤتمر المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني السؤال نفسه حول ميزانية الدفاع الصينية، وفي اليوم التالي ، تنشر مقالات بعناوين عريضة” التهديد الصيني””. وطرحت فو يينغ سؤالا على الحاضرين الاجانب: ” لا يزال ينظر الى ميزانية الدفاع الصينية على أنها تهديد بالرغم من أنها لم تتغير وبقيت 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، هل هذا الكيل بمكيالين؟”
وذهبت فو يينغ إلى أبعد من ذلك موضحة، لقد عانت الصين مرارا من الغزو الاجنبي على مر التاريخ، والشعب الصيني اليوم فخور بتعزيز الجيش للدفاع عن سيادة وأمن بلادهم.
وحول موضوع منتدى المناقشة الفرعية، قالت فو يينغ، يمكن تقسيم أمن آسيا والمحيط الهادي الى مرحلتين، بعد عقدين من الحرب الباردة هي المرحلة الاولى، وأن منطقة آسيا والمحيط الهادئ لاتزال من بين المناطق الأكثر سلمية في العالم الذي يشهد صراعات وحروب في العديد من المناطق، وقد حوّل السيوف الى المحارث لتعزيز اقتصادها والخفض من نسبة الفقر. ولا تعتمد هذه الدول على التحالفات وأنما على التشاور والتعاون من أجل تحقيق الأمن المشترك.
وأشارت فو يينغ، الى أن ” النموذج الآسيوي” الذي دعت إليه رابطة الآسيان قد عزز التضامن الاقليمي، والصين دائما تدعم وتشارك بنشاط في التعاون الاقليمي بقيادة الآسيان. و أن إشارة ” تقرير ميونيخ للأمن لعام 2017″تحديات أمن آسيا والمحيط الهادئ في المرحلة الثانية، في العقد الثاني من القرن الجديد. وقد جعل تحول الصين الى ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعض الامريكيين يشعرون بالقلق من أن تزيح الصين الولايات المتحدة من مكانتها الرائدة في المنطقة، ما جعلهم يتخذون استراتيجية “إعادة التوازن آسيا والمحيط الهادئ”، تسبب ايضا في خلق مخاوف الدول المجاورة من الصين.كما أدى تدخل الولايات المتحدة في قضية بحر الصين الجنوبي علنا الى زيادة نمو الاحتكاك على طول بحر الصين الجنوبي، وحولت الصراعات الاقليمية اكثر تسييسا وتعقيدا.
وقالت فو يينغ: “لحسن الحظ، تمكنت الصين ودول آسيان من العودة الى التفاوض السملي بعد فترة من الاضطرابات. وحقق التفاوض والتشاور في “إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي” تقدما . ونتطلع الى أن تعود دول آسيان والمحيط الهادئ إلى توافق في الآراء لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.”
ظن دان سوليفان عضو مجلس الشيوخ الأمريكي أن أمن منطقة آسيا والمحيط الهادئ يستفيد من الوجود العسكري الأمريكي ونظام التحالف والعلاقات الاقتصادية التي بنيتها أمريكا مع الدول المختلفة. وإن أمريكا تهتم بنظام التحالف، الذي يعتبر أساس مكانتها الرائدة في المنطقة. وأضاف دان سوليفان، بالرغم من أن الرئيس الامريكي ترامب اقترح سياسة ” أمريكا أولا” في خطابه الأول بعد تنصيبه، ولكنه شدد أيضا على الحاجة الى تغيير نظام التحالف، وأنشاء تحالفات جديدة، وأن اختيار ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي الجديد زيارة اليابان وكوريا الجنوبية في اول زيارة خارجية له يبين اهمية هذا التحالف بالنسبة للولايات المتحدة.
وردت فويينغ عن وجهة نظر دان سوليفان تجاه التحالف، قائلة:”أن القضية الجوهرية المتعلقة بأمن آسيا والمحيط الهادئ بحاجة الى اختيار أي نوع من انواع الطريق: السعي لما يسمى بـ” الأمن الحصري “على أساس علاقات التحالف، لتحقيق أمن بلاده على حساب أمن بلد أخر ؟ أو السعي لتحقيق ” الأمن الشامل”، وعمل بلدان المنطقة دون استبعاد اي بلد كان لتحقيق الامن المشترك؟
وشارك في منتدى المناقشة الفرعية ” الامن في شرق آسيا والقضية النووية الكورية”، وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونج سي، وزير الدفاع فى سنغافورة نج إنج هين، والأمين العام التنفيذي للجنة التحضيرية للتجارب النووية لاسينا زيربو،وغيرهم.