زيارة الرئيس الإيطالي تهدف إلى توطيد العلاقات الطويلة الأمد مع الصين
تهدف زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا للصين إلى توطيد العلاقات الطويلة الأمد بين الصين وإيطاليا، هكذا ذكر محلل إيطالي.
يقوم ماتاريلا حاليا بزيارة دولة إلى الصين في الفترة من 21 إلى 26 فبراير يرافقه خلالها وزير الخارجية أنجلينو ألفانو، ووزير البنية التحتية والنقل غراتسيانو ديلريو، ووكيل وزارة التنمية الاقتصادية إيفان سكالفاروتو، ووفد كبير من رجال الأعمال .
ومن منظور إيطاليا، يمثل هذا الحدث لحظة ذات صلة في العلاقات الطويلة الأمد مع الصين التي أقامت إيطاليا علاقات دبلوماسية معها قبل 47 عاما.
وصرح أندريا مارغيليني رئيس مركز الدراسات الدولية بروما خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) “الرئيس ماتاريلا وإيطاليا عموما يوليان اهتماما كبيرا بدينامية الصين ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهذا ليس من وجهة نظر تجارية فحسب”.
وأضاف بقوله “مما لا شك فيه أن آسيا هي المكان الذي سيتقرر منه مصير العالم في السنوات المقبلة، وإيطاليا تدرك ذلك منذ فترة طويلة”.
“فالهدف الرئيسي من زيارة ماتاريلا يذهب إلى ما هو أبعد من اتفاقات التعاون، ولكن الأمر المهم قد يتمثل في: حياكة علاقات طويلة الأمد مع القيادة الصينية”، على حد قول مارغيليتي.
وهذه المسألة من شأنها أن تصبح أكثر أهمية عند النظر إلى نهج الصين المتمثل في تخطيط سياساتها وفقا لرؤى وأهداف طويلة الأجل.
وأكد المحلل أيضا أن الصين أصبحت “تدخل أوروبا” بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وذلك يتم أيضا من خلال مشروعات كبرى في مجال البنية التحتية تجرى في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتولى إيطاليا دون شك اهتماما بالفرص التي قد يتيحها هذا الوجود المتزايد.
وتابع مارغيليني قائلا “وإلى جانب مشروعات البنية التحتية، فإن مصدر الاهتمام المحتمل الآخر من جانبنا قد يكون العلاقات التي طورتها الصين مع الدول الواقعة في القرن الإفريقي والمرتبطة تاريخيا بإيطاليا”.
وقبل ماتاريلا، كان آخر رئيس إيطالي قام بزيارة رسمية للصين هو سفله جيورجيو نابوليتانو في عام 2010. ومنذ ذلك الحين، تبادل البلدان عدة زيارات على المستوى الوزاري وازدهرت العلاقات الصينية- الإيطالية وأثرتها شراكتهما الإستراتيجية الشاملة التي تأسست عام 2004.
ولكن البيئة العالمية التي تجرى في ظلها الزيارة الحالية تشوبها أوجه من عدم اليقين، وهناك أحداث رئيسية من المقرر أن تقام في الأشهر المقبلة ومن بينها قمة مجموعة السبعة التي ستعقد في تاورمينا بإيطاليا في أواخر مايو.
وفي ظل هذا السيناريو، ستكون زيارة الرئيس الإيطالي للصين أكثر إستراتيجية، هكذا أشار الخبير.
وقال “من هذا المنظور، أؤمن بأن الزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس ماتاريلا قد تكون لها أصداء ذات صلة على التطورات المستقبلية، وتمثل بداية جديدة في العلاقات الثنائية”.