عائلة صينية كبيرة من سبع قوميات مختلفة .. مثال لقابلية الانسجام وإمكانية التعايش
عاشت ما ليان هوا الطفلة الخامسة لأبوين من قومية هوي المسلمة في أجواء عائلة مكونة من اثنا عشر أخ وأخت أزواجهم من قوميات مختلفة، كما تحتضن العائلة في بيتها منذ عشرات السنين بنتين من قومية مختلفة. واليوم، يعيش جميع أفراد العائلة المكونة من 59 فردا من قوميات صينية مختلفة في حالة فريدة من التعايش والانسجام. وتعتبر مثل هذه العائلات ظاهرة شائعة جدا في مدينة تاه تشنغ بشينجيانغ الصينية.
قالت ما جين هوا 34 عاما أول بنت في العائلة تزوجت من خارج القومية:” منذ أن تزوجنا اشعر معه بالآمان ولم نتشاجر يوما، ما يظهر أن القومية ليست مهمة، ويمكن للزوجين العيش معا طالما يربطهما المحبة الدائمة والألفة والعطف والحنان .” لكن، زواج شقيقها لم يكن سلسا في البداية ، حيث رفض أبويها بشدة ارتباط إبنهما من فتاة من قومية خان. وقالت ما جين هوا:” بعد أن سمعت دوان يو تشن زوجة شقيقي اليوم خبر رفض أبويا زواجهما قررت الذهاب الى بيتنا بسرعة للحديث مع أبي، وعند وصولها بدأت مساعدة أمي في أعمال البيت التي كان يكثض بالاطفال ما أدى إلى انبعاث أصوات صاخبة، لكنها لم تشعر بالتعب ولم تعبر عن انزعاجها من أسلوب عيش عائلتي وأنما اندمجت بيننا بسرعة .” مضيفة:” بعد بضعة أيام لقيت ترحيبا كبيرا من قبل أبوايا، وانضمت الى عائلتنا وأسست مع شقيقي اسرة صغيرة سعيدة.”
وقالت ما ليان هوا :” بعد ذلك، أن انضمام فتاة من القازاق واليوغور الى عائلتي ليس مشكلة. وأن نماذج مثل عائلتي كثيرة .” مضيفة :” أن تجمع أفراد من قوميات مختلفة في عائلة واحدة لا يؤثر على التواصل حيث يتحدث الجميع لغات متنوعة ونتعلم اللغات بشكل طبيعي، ونعيش منذ الطفولة معا في جو من التناغم والسعادة.”
تعددية الأعياد والمهرجانات تجد فيها العائلة متعة وسعادة
“كيف يمكن لعائلة من سبعة قوميات مختلفة الجمع بين العادات والتقاليد المختلفة ؟” قالت ما ليان هوا:” لا أنسى أبدا ما كانت تقوله لنا والدتي دائما: الاحترام المتبادل والمساواة والتفاهم المتبادل اساس التناغم بين الناس”. مضيفة:” العائلة تحتفل بجميع أعياد ومهرجانات افرادها الخاصة. ووالدتي تعرف تحضير اطباق القوميات المختلفة، ولم اتذكر أنها نسيت يوما عيد احد أفراد الاسرة ، حيث تحرص على دعوة الجميع لتناول العشاء مع بعض في ذلك اليوم. لذلك، تحتفل العائلة باعياد ومهرجانات سبع عرقيات مختلفة في السنة .”
بات عيد الربيع يوما مهما يجمع فيه افراد الاسرة الكبيرة سنويا. فعشية كل عيد ربيع، يجلس على طاولة العشاء التي تجمع عدد من الطاولات 59 فردا ، وتتزين الطاولة باطباق مختلفة حيث يحضر كل فرد طبقين مختلفين. ويحضر أفراد العائلة لهذه الليلة سلسلة من الانشطة الترفيهية اهمها، العزف على أكورديون ، والاغاني الشعبية القازاقية، والويغورية، ورقصات الشعبية الروسية والغناء الجميل ، يجعل الليلة ملئها السعادة والدفء والمحبة ، ما يجعل الجيران يحسدونهم.
في عام 2011، اصطحبت ما ليان هوا امها المسنة للتجول في ميدان تيانامن خلال زيارتهما الى بكين تلبية لرغبة الأم. وقالت ما ليان هوا للاولاد:” بر الوالدين فضيلة تقليدية للامة الصينية، وينبغي اكرامهما وإطعامهما، وغير ذلك فإنه معصية وانعدام الأخلاق والقيم عند الابناء.”
وتدعى ما ليان هوا بـ ” مديرة لجنة تكيف الاسر”. قالت ما ليان هوا: “حياة أسرة كبيرة دون خلافات ومشاكل ليس مستحيلا، المهم هو معرفة كيفية حلها فقط. وحتى الآن ، القضايا الاساسية لم تشغل العائلة ، ويمكن حلها في ظل وساطة الاخت الكبرى.” وتعتقد ما ليان هوا أنه يمكن لافراد العائلة أن يعيشوا معا بسعادة وهناء، وهو جزء لا يتجزء من تقاليد الاسرة الجيدة.” العائلة لا تخلوا من طاعة الوادين والتسامح المتبادل بين افراد العائلة بالرغم من القوميات المختلفة، وشخصيات مختلفة. وأن تلاحم الأسرة وتماسكها كنز لا يقدر بثمن.