تعليق: الهجمات الإرهابية على الكنائس المصرية .. هل هو تغيير تكتيكي لتنظيم ” الدولة الاسلامية” نحو مصر؟
صحيفة الشعب الصينية:
شهدت مصر مؤخرا هجمات متتالية استهدفت كنائس في الاسكندرية وطنطا خلفت على الأٌقل 44 قتيلا وأكثر من 100 جريح. وأعلن تنظيم “الدولة الاسلامية”(داعش) مسؤوليتها عن التفجيرين. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطاب متلفز يوم 9 ابريل عن حالة الطوارئ في عموم مصر مدة ثلاثة أشهر، وإنشاء أعلى مجلس لمكافحة التطرف والإرهاب في مصر، ومنحه أقصى سلطة في نطاق القانون.”
وتعتبر هذه المرة الثانية منذ ديسمبر الماضي يشن فيها تنظيم “الدولة الاسلامية “(داعش) هجمات ضد الكنائس في مصر. ويرى المحللون أن موجة الهجوم على الكنائس يدل على تحويل التنظيم ساحة الحرب إلى مصر بعد الانتكاسات التي تعرض لها في العراق وسوريا، في محاولة لإعادة تجميع صفوفهم وتوسيع السلطة.
التغيير التكتيكي
حسب تصريحات المحللين ، ينفذ تنظيم ” الدولة الاسلامية”(داعش) هجمات ارهابية ” منهجية” ضد المسحيين في مصر. وقد تبني التنظيم في ديسمبر من العام الماضي المسؤولية عن تفجير الكنيسة البطرسية الملحقة بمجمع كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، شرقي القاهرة، الذي أودى بحياة 29 شخص.
يعتقد مختارعوض، باحث زميل في برنامج دراسة التطرف في جامعة جورج واشنطن، أن حادث تفجيرالكنيسة البطرسية في ديسمبرالماضي بها نكهة التغيير التكتيكي لتنظيم ” الدولة الاسلامية”(داعش). وقال عوض:” منذ تفجير ديسمبر الماضي، بدأ أنصار التنظيم في نشر أفكار أكثر راديكالية بشكل منهجي في مصر.”
وإن سبب تحول تنظيم ” الدولة الاسلامية “(داعش) الى مصر هو الانهزام والانكسار المتكرر للجماعات المتطرفة في ساحة المعركة في العراق وسوريا.
قال جينسون غارنيت خبير أمريكي في قضايا التطرف:” يواجه تنظيم ” الدولة الاسلامية” (داعش) في العراق وسوريا ضغوطات كبيرة ، ما جعله يختار توسيع هجماتهم الارهابية على نطاق واسع، في محاولة لاحياء الروح المعنوية للتنظيم.”
منذ يونيو2014، بدأ تنظيم ” الدولة الاسلامية”(داعش) احتلال الاراضي في العراق وسوريا. لكن في العام الماضي، تعرض التنظيم الى سقوط أدى الى فقدان الأراضي وتقلص الجبهة. وأكد مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي، أن التنظيم فقد ما يقرب من نصف عناصرها المسلحة ، و65٪ من الاراضي المسيطرة عليها في العراق وسوريا ، ومن المحتمل أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قد فر من الموصل.
توسيع القوة
يواجه تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) الكثير من الانهزامات والانكسارات في العراق وسوريا، إلا أنه لا يزال لا يمكن الاستهانة بقوته.
ووفقا لتقرير الامم المتحدة نشر يوم 5 فبراير الماضي، الى حدود منتصف ديسمبر عام 2015، أعلنت 34 مجموعة مسلحة عبر العالم الولاء والبيعة لتنظيم “الدولة الاسلامية”. ومن بين هؤلاء، أعلنت الجماعات المتطرفة بشمال سيناء ولائها لتنظيم ” الدولة الاسلامية” في عام 2014.
ووفقا لما ذكره جينسون غارنيت خبير أمريكي في قضايا التطرف، فإن الهجمات الارهابية العديدة التي ضربت الكنائس المسيحية في مصر مؤخرا توضح أن التنظيم يوسع قوته خارج شبه جزيرة سيناء لتشمل جميع الاراضي المصرية.
قال زاك غولد الباحث غير المقيم في مركز رفيق الحريري لدراسات الشرق الاوسط:” بالرغم من أن الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم “الدولة الاسلامية” على الكنائس تهدف الى اثبات إمكانه توسيع قوته حتى بعد تعرضه للهزيمة ، وتشجيع هؤلاء الراغبين في دعم التنظيم.”