مقابلة: الرئيسة التنفيذية الجديدة لهونج كونج تتعهد بدعم مبدأ “دولة واحدة ونظامان”
تعهدت الرئيسة التنفيذية القادمة لمنطقة هونج كونج الإدارية الخاصة للصين بمواصلة دعم مبدأ “دولة واحدة ونظامان” والعمل من أجل تنمية المنطقة.
أدلت لام بتصريحاتها خلال مقابلة اجرتها حديثا مع وكالة أنباء ((شينخوا)) والتلفزيون الصيني المركزي بعد تعيينها من قبل مجلس الدولة في 31 مارس في منصب الرئيس التنفيذي القادم لهونج كونج لفترة ولاية تستمر خمسة أعوام.
كانت لام قد فازت بالسباق على مقعد الرئيس التنفيذي باجمالي 777 من أصل 1163 صوتا صالحا يوم 26 مارس وستتولى المنصب في 1 يوليو 2017.
وشددت لام على أن الرئيس التنفيذي لن يكون مسؤولا أمام المنطقة ومواطنيها فقط، وإنما أمام الحكومة المركزية أيضا.
وقالت ان “الحفاظ على ازدهار هونج كونج واستقرارها هدف مشترك لحكومة المنطقة والحكومة المركزية. وينبغي على الرئيس التنفيذي أن يقوم بدور “الجسر” بين المنطقة والحكومة المركزية.
كما يجب على الرئيس التنفيذي إبلاغ الحكومة المركزية بدقة بشعور ومطالب المواطنين، وأن يوضح بدقة في الوقت نفسه سياسات الحكومة المركزية المتعلقة بالمنطقة للمواطنين هنا، حسبما قالت.
التمسك بمبدأ “دولة واحدة ونظامان”
يوافق هذا العام الذكرى العشرين لعودة هونج كونج للصين.
وبينما أشادت بنجاح تنفيذ مبدأ “دولة واحدة ونظامان” في هونج كونج على مدار العشرين عاما الماضية، قالت لام إن توليها منصب الرئيس التنفيذي للمنطقة في هذه اللحظة التاريخية لشرف عظيم كما يعني تحملها مسؤوليات جسام.
وتعهدت بمواصلة إدارة شؤون المنطقة وفقا للقانون الأساسي لضمان تنفيذ مبدأ “دولة واحدة ونظامان” بثبات في هونج كونج بدون تحريف أو تشويه.
وفيما يتعلق بإدارة المنطقة في المستقبل، قالت لام إن الحكومة ستكون “أكثر انفتاحا وشمولا” وكذلك “أكثر شفافية”.
وأشارت إلى أن الخلافات السياسية في هونج كونج في السنوات الأخيرة عرقلت مسيرة نمو الاقتصاد وتحسين معيشة المواطنين بها.
وحذرت من عواقب أنشطة “استقلال هونج كونج”، قائلة إنها تتعارض تماما مع مبدأ “دولة واحدة ونظامان” والقانون الأساسي وستقوض رخاء هونج كونج واستقرارها.
وتابعت ان “فكرة “استقلال هونغ كونغ” لن تُفضي لشيء في هونج كونج ولن تلق تهاونا معها مطلقا”.
الحكومة تلعب دورا أكثر نشاطا في تنمية الاقتصاد
وفي الوقت الذي أشادت فيه بتنمية هونج كونج منذ عودتها للوطن الأم قبل 20 عاما، أشارت لام إلى وجود تحديات ضخمة تواجه المنطقة نظرا لبطء النمو الاقتصادي العالمي وتزايد نزعة الحمائية.
وفي مواجهة تلك التحديات، سيكون على حكومة المنطقة المقبلة أن تسعى للتغيير وأن تحافظ في الوقت ذاته على الاستقرار وتقوم بدور نشط وواعد أكثر في تطوير الاقتصاد، بحسب لام.
وأضافت أن الحكومة المقبلة في هونج كونج ستتخذ سلسلة إجراءات مالية وضريبية لتطوير الميزات التنافسية للمنطقة من أجل نمو الصناعات التقليدية والصاعدة.
وتابعت بأن اقتصاد هونج كونج ناضج نسبيا ولذلك سيكون من الصعب تحقيق معدل نمو مرتفع نسبيا في المستقبل. ولكن المنطقة قادرة على استغلال امكاناتها والفرص التي أتاحها الإصلاح والانفتاح في البر الرئيس ومبادرة الحزام والطريق ومبادرة تنمية “منطقة خليج قوانغدونغ-هونج كونج-ماكاو الكبرى”، من أجل نمو الاقتصاد.
الحكومة تتحمل المزيد من مسؤوليات لحل مشكلة الإسكان
تشغل مشكلة الإسكان تفكير أهالي هونج كونج وحكومتها دائما.
قالت لام إن العرض والطلب هو أساس المشكلة، فعندما يقل المعروض، على الحكومة التركيز على إدارة الطلب لتجنب المضاربة بالعقارات.
وعلى المدى الطويل، ينبغي بذل مزيد من الجهود لزيادة المعروض من الأراضي لأن هونج كونج، ذات الاقتصاد الحر ومركز تجاري دولي، لا ينبغي إبقاء الناس فى الخارج، و يجب أن ترحب بتدفق الاستثمارات.
ووفقا للاحصائيات، ففي هونج كونج نحو 1100 كيلومتر مربع من الأراضي، التي تم تطوير منها حتى الآن 26 بالمئة فقط.
وأشارت إلى أنها طرحت سلسلة من الإجراءات، منها تشكيل قوة مهام لدعوة المواطنين من كافة مناحي الحياة لاستعراض مصادر المعروض من الاراضي من منظور شامل وكلي.
تعليم أفضل والمزيد من المشاركة الشبابية
فيما يخص التعليم، تتوقع لام أن يتلقى الجيل الجديد من أبناء هونج كونج تعليما يجعله جيلا لديه هوية وطنية ومحب لهونج كونج ويمتلك رؤية عالمية.
وأشارت إلى أن بذل الجهود لتطوير النظام التعليمي في المدارس والمعلمين ووضع المناهج ونظام تقييم العملية التعليمية، يحمل أهمية أكبر من زيادة الإنفاق على التعليم.
وتابعت “يجب أن يكون الهدف من التعليم تعزيز دوافع الشباب لاستكشاف آفاق جديدة وتطوير قدراتهم بحثا عن الابتكار”.
وبالإضافة لمساعدة الشباب في مسيرتهم التعليمية وتوفير فرص عمل ومسكن، دعت لام لتوفير المزيد من الفرص لهم من أجل المشاركة في المناقشات حول السياسات ووضعها.
وحثت رؤساء إدارات الحكومة على التواصل مباشرة مع الشباب والاستماع لآرائهم بشأن سياسات الحكومة والقضايا الاجتماعية.
واقترحت ضم المزيد من الشباب للجان الحكومية الاستشارية المختلفة.
وتعهدت بتأسيس لجنة رفيعة المستوى لتنمية الشباب للاشراف على وضع السياسات المتعلقة بالتنمية الشبابية وتنفيذها.
وفي نهاية الحوار، أعربت لام، أول سيدة تتولى منصب الرئيس التنفيذي في هونج كونج، عن أملها في أن يشجع فوزها بالانتخابات المزيد من النساء على المشاركة بفاعلية في الشؤون العامة للمنطقة.