منطقة شيونغان الاقتصادية الجديدة..مدينة الأحلام الصينية
بعد شهر من إعلان منطقة شيونغان الجديدة، وهي منطقة اقتصادية جديدة على بعد نحو 100 كم جنوب غرب بكين، شهد الناس إشارات على مستقبل واعد للمنطقة.
اهتمام مكثف
أعلنت الصين في الأول من ابريل الماضي خطة لإنشاء منطقة شيونغان الجديدة التي تمتد في محافظات شيونغشيان و رونغتشنغ و انشين في مقاطعة خبي، و بايانغديان وهي أرض رطبة كبيرة في شمالي الصين.
وقال قوه يونغ هونغ المدير العام لشركة ملابس محلية: “إن المنطقة الجديدة لافته بحروف من ذهب”، مضيفا لوكالة (شينخوا) أنه تلقى مئات المكالمات الهاتفية التي تسعى إلى التعاون خلال الشهر الماضي سواء من الداخل أو من الخارج.
وتابع قائلا : “إن الاهتمام المكثف المفاجئ جعلني أدرك أنه يجب على التحضير مقدما لرفع مستوى مشروعي وتحويله”.
ورقة فارغة لرسم رائع
ويُتوقع أن يساعد إطلاق المنطقة الجديدة في التخلص من بعض الوظائف “اللامتفقة مع العاصمة “(الوظائف الغير متوافقة مع الوظائف المخصصة لبكين كعاصمة) واستكشاف نموذج جديد للتنمية المثلى في المناطق المكتظة بالسكان وإعادة هيكلة التخطيط الحضري في مناطق بكين و تيانجين و خبي.
وستغطي المنطقة الاقتصادية الجديدة مساحة 100 كم مربع في المرحلة الأولى ، وسيتم توسعتها إلى 200 كم مربع في المدى المتوسط ثم ستصل إلى 2000 كم مربع في أخر مراحلها على المدى الطويل.
وكبداية للخطة الوطنية لابد من عمليات هدم واسعة النطاق وإعادة توطين للسكان، ما أقلق السكان المحليين ورجال الأعمال حول مصير صناعاتهم القديمة.
وقال منشور صدر عن اللجنة التحضيرية لمنطقة شيونغان الجديدة صدر في 12 أبريل الماضي، وساهم في تهدئة مخاوف الناس،: “إن نقل المؤسسات سيكون مدروسا ومركزا على الناس”، مضيفا أن قمة أولويات شيونغان لبداية سلسلة تكمن في حماية البيئة السليمة والتخطيط العلمي المبكر والتنظيم.
ومنذ الأول من ابريل، يتجمع الناس في الساحات والشوارع في محافظات شيونغشيان و أنشين، و رونغتشنغ، لالتقاط الصور وتبادل المعلومات والبحث عن فرص عمل.
وجمدت اللجنة التحضيرية للمنطقة الاقتصادية المعاملات المتعلقة بالأراضي والممتلكات، لإيقاف تكهنات المستثمرين وارتفاع أسعار المساكن، وتعهدت اللجنة بالقضاء على البناء غير المشروع للمنازل المستعملة وتداولها.
وتعد سبل عيش السكان المحليين بعد نقلهم من بين أعلى اهتمامات السلطات المركزية.
وطُلب من المسؤولين الحكوميين خلا ل الشهر الماضي، الاستماع إلى نداءات السكان المحليين وشرح سياسات الحكومة المركزية.
وبدأت عمليات حماية النظام البيئي قبل ذلك بكثير.
من جهته قال قوه خه زي، وهو من سكان قرية وانغجياتشاي، المحاطة بالأراضي الرطبة في بايانغديان، لوكالة (شينخوا) إن علاج التلوث قد تحسن في السنوات الأخيرة كما أن نوعية المياه في البحيرة تتحسن تدريجيا.
وقال تشاو جيان مين، الذي يعمل فنيا بمكتب الموارد المياه في منطقة أنشين: “إنه تم إطلاق مشروع عملاق لتحويل المياه من النهر الأصفر إلى نهر بايانغديان في أكتوبر 2015، لتحسين النظام البيئي في المنطقة الجديدة”. وتابع قائلا : “عند اكتمال المشروع سيتم إرسال 255 مليون متر مكعب من المياه العذبة إلى بايانغديان سنويا”.
مدينة المستقبل تحت التخطيط
ودعا الرئيس الصيني خلال زيارته في فبراير الماضي لأن يكون التخطيط والبناء وفقا ” للرؤية العالمية، والمعايير الدولية، والخصائص الصينية، والأهداف السامية”.
ويجري التخطيط لـ شيونغان حيث ستشمل خطة عامة واحدة وعدد من الخطط المحددة مثل حماية البيئة الايكولوجية في بايانغديان، وخطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية والصناعية.
وبدأ التخطيط منذ نحو سنة ، وتعمل الآن الأكاديمية الصينية للتخطيط العمراني والتصميم و 5 مؤسسات أخرى على تحسين خطة شيونغان العامة والخطة التنظيمية للمنطقة لإطلاقها .
ووفقا للسلطات المحلية، فإن تفاصيل الخطة التنظيمية والتصميم الحضري الخاص بالمنطقة في مرحلتها الأولى والتي تبلغ 30 كم مربعا، ستكون مفتوحة للمزايدة الدولية.
وإذا سارت الأمور وفقا للخطة، ستكون للمنطقة بيئة ممتازة، وتخطيط حضري أمثل، وخدمات عامة كبيرة، وتنمية مبتكرة.
وستتخذ الصين خطوات رائدة لتحويل الخطة إلى واقع ملموس، وسيكون هناك هيئة إدارية تتسم بالكفاءة والتوحيد لضمان إجراء إصلاحات في استخدام الأراضي ، وحماية البيئة والخدمة العامة والطرق المختلفة للتمويل بدلا من مجرد بيع الأراضي .
وستعمل الحكومة أيضا على إدخال التعليم وموارد الابتكار التكنولوجية عالية الجودة في المنطقة الجديدة لمحاولة جذب المشروعات الكبرى مثل المختبرات الوطنية.
وستكون أولويات منطقة شيونغان الاقتصادية الجديدة خدمة الوظائف “اللامتفقة مع العاصمة” وبمثابة موطن جديد لها، حيث ستنقل بعض أجهزة مدينة بكين الإدارية والشركات الكبيرة والمؤسسات المالية والكليات والمؤسسات البحثية.
وتلقت الدعوة صدى كبيرا لدى الكثير من الشركات، حيث أعلنت اللجنة الوطنية للإدارة والإشراف على أصول الدولة التابعة لمجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) أنها ستشجع الشركات الحكومية لدعم التنمية في المنطقة.
وأعلنت شركتا الاتصالات العملاقتان في الصين “تشاينا موبيل” و” تشاينا تليكوم” أنها ستغطي منطقة شيونغان عن طريقة الجيل الخامس للشبكات قبل العديد من الأماكن الأخرى في البلاد. وقال بنك الصين للتنمية المملوك للدولة أنه سيقدم قروضا يصل حجمها إلى 130 مليار يوان (حوالي 18.9 مليار دولار أمريكي) لدعم المنطقة الاقتصادية الجديدة.
من جهته قال تشاو كه تشي سكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني في مقاطعة خبي: “بدعم من البلد كله، فإن منطقة شيونغان الاقتصادية الجديدة ستصبح نموذجا للتنمية المبتكرة، تتميز بفلسفة النمو الحكومية الجديدة، وسنرى تطورا أكثر تنسيقا في إقليم بكين-تيانجين-خبي”.