الدكتور خير الدين حسيب لـ #الصين_بعيون_عربية: محاولة لجلب الانتباه لما يحصل في #الصين
مقابلة خاصة بـ ”نشرة الصين بعيون عربية“
أجراها: محمود ريا
ـ لماذا الاهتمام بالصين، ولماذا يخصص مركز دراسات الوحدة العربية ندوة للموضوع الصيني؟
= الصين بلد صاعد، ولم يعد من الممكن أن نقول عنه إنه بلد من العالم الثالث. ونحتاج إلى معرفة ودراسة التجربة الصينية، ليس من أجل أخذها كما هي، ولكن فيها جوانب مهمة كثيراً تستحق الدراسة، والصين مرشحة لأن تصبح إحدى الدول العظمى في العالم، وهي الآن لا تتدخل كثيراً في المشاكل الدولية، ولكنها مع روسيا تأخذ مواقف في صالح العالم الثالث. ولذلك فإن واجبنا، ولمصلحتنا، أن نتابع التجربة الصينية.
كما أن التجربة الصينية أثبتت خلاف ما يُقال لنا بأن التنمية تحتاج للديموقراطية، وأنا لا أقول هذا لأنني لست مقتنعاً بالديموقراطية، وإنما أرى أن الديموقراطية هي أحد المحاور الستة للمشروع النهضوي العربي.
وأنا أتحدث عن التجربة الصينية حتى لا تبدو الأوضاع الحالية العربية غير الديموقراطية مبرراً لتأجيل التنمية.
الصين، ومنذ العام 1988 إلى الوقت الحاضر، حققت معدلات تنمية من أعلى المعدلات في العالم، ما بين 7 و12 بالمئة، ولم يحصل فيها ما يسمى بـ “الدورة التجّارية” (Trade cycle) حيث يحصل كل أربع أو خمس سنوات انخفاض في الاقتصاد العالمي وأزمة وما يشابهه، كما حصل في العام 2008. الصين لم يحصل فيها ذلك، وبالتالي أعطتنا مثالاً بأن ما كل ما يقال لنا هو صحيح.
الصين أيضاً يزيد عدد نفوسها عن ألف وثلاثماية مليون نسمة، ولا توجد فيها مجاعة، ولا توجد هجرة واسعة من الصين إلى بقية أنحاء العالم، عكس ما هو موجود في بعض دولنا وفي أفريقيا، حيث أننا لسنا قادرين على تأمين الحاجات الأساسية لشعوبنا، فيضطر الناس إلى الهجرة، ويموتون في البحر.
هناك الكثير مما نستطيع أن نستفيد منه من التجربة الصينية، ونحن مقصّرون كثيراً في ذلك.
وهذه الندوة هي محاولة لجلب الانتباه لما يحصل في الصين، ووقائع الندوة جميعها، البحوث والتعقيبات والمناقشات ستُنشر في كتاب باللغة العربية واللغة الإنكليزية.
ـ أنتم قامة كبيرة ومعروفة على مدى عقود في عالم الثقافة العربية، وقرأتم الكثير وعرفتم الكثير. هل أضافت الندوة إلى معلوماتكم ما هو مفيد في عملية دفع التنمية في العالم العربي؟
= دعني أقول إن معلوماتي عن الصين لا تماثل معلومات الفرد العادي العربي، لأنني منذ زمن طويل متابع لما يجري في الصين، وذهبت مرتين إلى الصين، واهتّميت بتجربة الصين وغير الصين، وأصدرنا كتاباً عن التجربة الآسيوية، ومن ضمنها الصين. ولكن في هذه الندوة وجدت الكثير الذي تعلمته واستفدت منه.
أما بالنسبة للمثقف العربي العادي فأنا أعتقد أن هناك الكثير الكثير مما سيستفيد منه من هذه الندوة، وستجلب انتباهه إلى حقيقة ما يحصل في الصين.
ـ هل ترون أن هذه التجربة يتيمة، أم أنها ستكون جزءاً من مسار يهدف إلى تقريب الصين إلى العالم العربي؟
= نحن دخلنا في هذا الموضوع، بعد عشرات السنين من مؤتمرات وزيارات عربية من جهات أخرى، الأفروآسيوية، الجامعة العربية والخليج. لكن معظم هذه النشاطات أنا لم أسمع عنها في حينها، وأنا مهتم بهذا الموضوع، فكيف الأمر بالنسبة للمواطن العادي؟
الزيارات والاجتماعات وغيرها من النشاطات قائمة، ولكنها لم تصل إلى الفرد العربي العادي..
ـ بقيت عند النخبة؟
= ولا حتى على المستوى النخبة. نحن من النخبة، ولكن لم نسمع بهذه النشاطات.
أنا أعتقد أن هذه الندوة وما سيصدر عنهاسيكون مفيداً جداً. وآمل أن يكون هناك تغطية إعلامية لها، وقد بذلنا جهوداً كبيرة من أجل تأمين تغطية إعلامية ونأمل أن ننجح بالرغم من مقاطعة الإعلام العربي.
ونحن لن نكتفي بهذا. نحن وقّعنا بروتوكولاً مشتركاً مع الجانب الصيني وبحثنا في كيفية تنفيذ هذا البروتوكول، وفي تنفيذ أنشطة مشتركة أخرى.