#كوريا و #سوريا والمصلحة الحيوية الأمريكية (العدد 64)
نشرة الصين بعيون عربية ـ الأكاديمي مروان سوداح*
شَهِدَ العَالم خلال الأيام القليلة الماضية حدثين مفصليين وفي غاية الأهمية، يَتّصلان بـالقضيتين الكورية والسورية، إذ أكدا ترابطهما العضوي والمصيري، وبالنسبة لحُلفاء سورية وكورية وسلام البشرية. فقد أشّر الحَدثان المُتّصلان بأقصى شرق وغرب أسيا على انسجام الإستراتيجيتين الصينية والروسية تجاه “المَلفات الأسخن” لأمنهما الحَيوي/ وشكّلا نقلة جديدة لصالح الحقوق الطبيعية لجمهورية كورية الديمقراطية الشعبية في الدفاع المَشروع عن نفسها؛ وكذلك لسورية/ ولصِيانة استقلالية الدولة الكورية الزوتشيه وخياراتها الدفاعية/ ولِصالح استقرار شعبها وأمنه الوطني، وعدم جواز العدوان عليه.
الحدث الأول كان بإفشال روسيا محاولات “شرعنة” بيان حرب وعدوان على النمط الليبي، تحضّره أمريكا والغرب، يتدرّج أولاً بقرار إدانة التجارب الكورية الصاروخية واعتبار كورية عاملاً رئيسياً “تزيد من حِدّة التوتر في المنطقة وخارجها”!. والثاني، تصريحات مُدوّية أطلقها وزير الخارجية الصيني النابه، السيد “وانغ يي”، كشفت عن “استعداد” القيادة الصينية للعمل و”الدفاع معاً” إلى جانب روسيا، للمساهمة في التسوية السياسية في “المناطق الساخنة”، بما في ذلك في سورية وكورية.
لم يَكتفِ الوزير الصيني الذكي بقدرٍ قليل من التصريحات، بل أنه وسّع إطارها ليؤكد عَلانية وعلى مسامع كل البشرية، الطبيعة الإستراتيجية الدقيقة للمهام المُشتركة للصين وروسيا في المرحلة المُقبلة، وتتلخص بإحلال الاستقرار الدولي والتسوية السياسية في “المناطق الساخنة”، والانسجام الصيني الروسي في منظمة حَظر الأسلحة الكيميائية. ولم ينسَ وانغ يي الثناء على مواقف روسيا، فوصَفَهَا بالـ “منطقية والمُبرَّرَة”، مما حدا بالمراقبين للتوقف تمحِيصاً في مَعنى مَكنونات مُفردتي “ندافع” “معاً” المُتّصِلتين حِيال تسوية القضايا المُختَلف عليها صينياً وروسياً مع أمريكا.
التعطيل الروسي لبيان الحرب والتصريحات الاستراتيجية (الفورية) للوزير وانغ يي، أفشلت تسريبات غربية إعلامية ودبلوماسية خبيثة ومُغرِضة وخطرة تدّعي أن الصين “تراجعت” عن دعم حليفها الكوري “الذي طالما شكّلت غِطاءً له في مجلس الأمن”، ذلك أن واشنطن وربِيبَاتُها يُمهّدون من خلال المجلس لِمَا يُسمّونه بـ “تراجع الصين” التي “تلتزم” بنهج “إقتصاد أكثر وسياسة أقل”، عن ضمان أمن جارتها الكورية(!). وهنا بالذات خطّطوا للانتقال للخطوة التالية الأخطر بضرب مصداقية الصين عربياً وإسلامياً ودولياً/ وشرعنة عدوان أمريكي شامل على كورية/ بتصويرهم الموقف الصيني وكأنّه “إذنٌ” لمقايضة الحرب الأمريكية بصفقات إقتصادية تأتي “استكمالاً لإتفاق ثنائي سري!” “عَقَدَهُ” الرئيسان شي جين بينغ وترامب في فلوريدا، وتوّج بِحَفل عشاءٍ “فاخر”، “شَهِدَ موافقة صينية!” أولاً بضرب “الشعيرات” السورية بصوراريخ أمريكية، وثانياً لـ”التعامل” مع كورية”(؟!).
كما وكان من أهم أهداف بيان الحرب الدولية “تصفّية” وسَلب الشعوب حُلفاءً مُجرَّبين، سيّما بعد بَيان منظمة التعاون الإسلامي و”الكثير!” من الدول والمنظمات الحكومية العربية التي برّرت ضرب أمريكا لسورية وتمريرها كذبة استخدام دمشق سلاحاً كيماوياً “بدعم روسي”(!!!).
وفي عجالة هذه المقالة، أرى بأن التهديدات الأمريكية لكورية وسورية ستتواصل. فالتاجر الأمريكي المُتعطّش للأرباح، لن يرتدع عن العدوان سوى حين يُصدمُ بعلو شأن العلوم العسكرية الكورية والسورية وتطبيقاتها المَيدانية. وإلى أن يَحين ذلك، سيستمر ترامب بعمليات تجويع كورية وسورية وتهديدهما ومن خلال مجلس الأمن، فهو: يُدرك أهمية سورية لنجاح “البزنس” الخاص به، فترتيب سورية أرضاً ومياهاً بحسب دراسات 2017هو الثالث بإحتياطيات الغاز عالمياً والتصدير المستقبلي له.
أما بيونغ يانغ، ففضلاً عن كونها منطقة حيوية إستراتيجياً لاستكمال التوسّع الأمريكي نحو “عصب آسيا الصيني والروسي”، هي واحدة من أغنى دول العالم بخام اليورانيوم الذي يَدخل في تصنيع السلاح الذري، وهو الذي كان سبباً رئيسياً “كافياً” لإجهاض نيّة (إسرائيل)، سابقاً، بالتدخل عسكرياً لقلب نظام الحُكم في كورية(!) ومطالبة البنتاغون الصهاينة بـ”إحترام!” مصالح أمريكا الحيوية فيها!!!
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
*المقال خاص بالنشرة الاسبوعية لموقع الصين بعيون عربية.