كرة أزمة #كوريا_الشمالية #النووية في ملعب #ترامب (العدد 64)
صحيفة غلوبال تايمز الصينية
16- 4- 2017
افتتاحية الصحيفة
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
تواجه واشنطن معضلة جديدة: هل تتجاهل بيونغ يانغ أم تتخذ تدابير أكثر صرامة تجاهها؟
أطلقت كوريا الشمالية صاروخا مجهول النوع صباح يوم الأحد انفجر في غضون ثوان من إطلاقه، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية والكورية الجنوبية.
وخلال العرض العسكري في بيونغ يانغ يوم السبت، اثناء الاحتفال بذكرى “يوم الشمس” في كوريا الشمالية، عرضت البلاد نوعين جديدين على الأقل من الصواريخ التي يبدو أنها صواريخ باليستية عابرة للقارات، وصواريخ تطلق من الغواصات (باليستية عابرة للقارات). وخلال العرض، استعرضت كوريا الشمالية أسلحة هجومية بعيدة المدى أكثر تطورا من أي أسلحة أخرى. ولكن معظم هذه الصواريخ لم تُختبر بعد. وقد تركت انطباعا بأن بيونغ يانغ حققت تقدماً سريعاً في تطوير الصواريخ؛ وفي الوقت نفسه، يشكك الناس في ما إذا كانت الأسلحة هي مجرد تهديد فارغ.
وقد تكهن البعض بأن بيونغ يانغ ستجري تجربة نووية في يوم الشمس، ولكن ذلك لم يحدث. لكن هناك احتمالاً متزايداً بأن تجري البلاد تجربتها النووية السادسة عقب فشل اختبارها الصاروخي يوم الأحد.
وتميل بيونغ يانغ إلى إجراء التجارب الصاروخية في المناسبات الرئيسية لإظهار موقفها القوي إلى حد ما، حيث يتم إطلاق الصواريخ كتحية سياسية.
ومع ذلك، إن الاختبار الأخير كان مختلفا عن التجارب السابقة من حيث التوقيت. فعلى مر السنين، أصبح موقفا الصين والولايات المتحدة فيما يتعلق بالحد من الأنشطة النووية في كوريا الشمالية متشابهين. وقد رفعت بكين عقوباتها ضد بيونغ يانغ وشنت الولايات المتحدة مؤخراً ضربة عسكرية ضد سوريا، كما ألقت جهازا يعرف باسم “أم القنابل” على الأراضى الأفغانية. ولاحقاً أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل علني أن واشنطن مستعدة للتعامل مع كوريا الشمالية بشكل أحادي. كل ذلك اُعتبر مؤشراً على أن الولايات المتحدة قد تُعد ضربة عسكرية ضد بيونغ يانغ. وفي الوقت نفسه، إن إستعراض بيونغ يانغ وإطلاقها الصواريخ أظهر أيضاً تصميم البلاد على المضي قدما ببرنامجيها النووي والصاروخي.
وإذا أمكن القول إن الكرة كانت في ملعب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون على مدى اليومين الماضيين، فإنها قد رُكلت الآن إلى ملعب ترامب. وكل الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة على كوريا الشمالية في السابق تبدو غير فعالة الآن. في الوقت الراهن، تواجه واشنطن معضلة جديدة: هل تتجاهل بيونغ يانغ أم تتخذ تدابير أكثر صرامة تجاهها؟
قد لا يشن ترامب ضربة عسكرية على كوريا الشمالية في أي وقت قريب نظراً إلى أن مثل هذا التحرك يخاطر برد عسكري من قبل بيونغ يانغ ضد سيول. وفي وجه التعقيدات في المنطقة، إن حكومة ترامب ليست مستعدة تماماً لحالات الطوارئ.
قد تتجه واشنطن إلى بكين وتتوقع منها رفع عقوباتها ضد كوريا الشمالية. وفي حال أجرت بيونغ يانغ اختبارها النووي فإن مجلس الأمن الدولي سيصدر قرارات جديدة تتضمن عقوبات أكثر صرامة ضد بيونغ يانغ، وستتصرف بكين وفقا لذلك. لكن تجاوز مجلس الأمن الدولي وفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية لا يتوافق مع سياسة الصين الثابتة.
إن منع بيونغ يانغ من إجراء تجربتها النووية السادسة هو الأولوية القصوى في الوقت الراهن. يجب على كوريا الشمالية ألا تفكر في أنها قد اخترقت مرة أخرى ضغط المجتمع العالمي. وإذا ما واصلت السير على هواها فان عقوبات المجتمع الدولي ستصبح أكثر صرامة وستدرس الولايات المتحدة بجديّة شنّ ضربات عسكرية ضدها. وإذا ما اندلع الصراع، فإن بيونغ يانغ ستعاني أكثر من غيرها.