هل تخيف “أم القنابل” #كوريا_الشمالية؟ (العدد 64)
صحيفة غلوبال تايمز الصينية
14- 4- 2017
افتتاحية الصحيفة
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
ألقت الولايات المتحدة يوم الخميس “أم القنابل” – أكبر قنبلة نووية غير نووية تستخدمها الولايات المتحدة حتى الان – على مجموعة كهوف تابعة للدولة الاسلامية (داعش) في أفغانستان.
وقال ترامب يوم الخميس إن المهمة كانت “ناجحة جدا” وأنه لا يعرف ما إذا كانت القنبلة سترسل رسالة إلى كوريا الشمالية.
لقد شن الجيش الامريكي، في أقل من ثلاثة أشهر منذ تنصيب ترامب، ضربيتين على الأقل استحوذتا اهتمام العالم، الأولى كانت الغارة الجوية على مطار سوري، والثانية كانت استخدام “أم القنابل” في أفغانستان. يستخدم ترامب القوة العسكرية بقوة أكبر من سلفه باراك أوباما. وقد أظهر مستوى معينا من الهوس والفخر تجاه القوة العسكرية الأمريكية.
وحتى بالمقارنة مع جورج دبليو بوش، الذي خاض حربين خلال رئاسته، فإن كل هجوم شنه الأخير كان ينبغي أن يمر عبر إجراءات مطولة، حيث كانت بداية الحروب متوقعة بشكل كبير. لكن الهجومين الأخيرين جاءا بشكل مفاجئ . ومع هذه الوتيرة والسرعة في استخدام القوة، قد يدخل ترامب التاريخ بوصفه “رئيس الحرب”.
و”أم القنابل” سلاح فتاك يستهلك كمية كبيرة من الأوكسجين أثناء انفجاره. وبسبب قدرتها المدمرة، فإن الاحتمال الفعلي لإيذاء المدنيين مرتفع جداً. وكانت الولايات المتحدة قد قتلت وأصابت مدنيين في هجماتها في العراق وافغانستان.
إن استخدام “أم القنابل” من قبل واشنطن يظهر أنها تغض الطرف عن الإصابات في صفوف المدنيين.
من الواضح أن هذا التفجير يهدف إلى اختبار استخدام هذا السلاح اثناء القتال الحقيقي وهو يوفر أداة جديدة للردع العسكري الأمريكي. لا بد أن كوريا الشمالية قد استشعرت موجة الصدمة قادمة من أفغانستان. أمر جيد أن تخيف القنبلة بيونغ يانغ ولكن تأثيرها الفعلي قد يكون معاكساً تماماً.
فالمنطق الذي تستخدمه بيونغ يانغ في السنوات الأخيرة هو أن إدارتها ستواجه مصير صدام والقذافي من دون أسلحة نووية.
و”أم القنابل” قد تضلل بيونج يانج مرة أخرى، وتقودها إلى الاعتقاد بأهمية رفع مستوى متفجراتها.
يتكهن الكثيرون على نطاق واسع بأن كوريا الشمالية تستعد لاختبارها النووي السادس وأن زعيمها كيم جونغ – اون يدرس خياراته. والرسالة التى بعث بها الجيش الامريكي لا تساعد بيونج يانج على اتخاذ قرار سليم.
وقد ذُكر أنه لدى روسيا جهاز مشابه يدعى “أبو القنابل”. تخيلوا كيف كان ليكون رد فعل الولايات المتحدة والغرب لو أن روسيا ألقت قنبلة مشابهة على الدولة الإسلامية خلال غاراتها الجوية السورية.
يبدو أن الولايات المتحدة تتمتع بميزة القيام بكل ما ترغب القيام به. وبالنسبة للعالم هذا يمكن أن يجلب المزيد من الخطر لا الأمن.