(الشيجينبينغية) ضمانة المصير المُضيء لحضارة الإنسانية (العدد 67)
الأكادِيمي مروان سوداح*
مؤتمر بيجين العالمي لمُبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري وطريق الحرير البحري في القرن الـ21، عَملانية لم يَسبق مَثيل لها، وتَشهد على الجدّية البالغة للصين بالتعاون مع البشرية جَمعاء؛ ولتعبيد مُستقبل مُضيء ومُتحضّر وجَماعي النفع لجميع الشعوب؛ وفي تطبيقات فورية.
المُلاحظ في التحرّك الصيني الكوني، نجاح جمهورية الصين الشعبية، في نيل موافقات من جميع الدول والشعوب، لتأكيد شبكة كونية لمبادرة الحزام والطريق الشيجينبينغية، التي ستُرسي مفهوماً جديداً في العلاقات الدولية، لا رابط له مع أيديولوجيات الأجناس “السوبر”، و “الدول الأعظم” و “الشعوب الأرقى عَقلياً”، وهي أفكار استعلائية سَبق ودَفعت الأمم للاقتتال لتصبغ تاريخ البشرية بالحروب والنزاعات، بعيداً عن عجلة الإنتاج المادي السلمي.
إن جَمع هذا العدد الكبير من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والخبراء في الشأن الصيني من دول عربية، بينها البحرين، حول طاولة مُستديرة واحدة في الصين الواحدة، يُؤكد كذلك أن بيجين قد غدت عاصمة عالمية واستقطابية بإمتياز، لا يرفض أحد طلبها؛ وبأنها عادت الى سابق عهدها القديم في “عهد الحرير” المُلوكي لاختراق القارات خدمةً للبشرية، من خلال مُبادرة شيجينبينغية صينية أممية عابرة للعالم أجمع، ولا تفترض مَكاسب ما لأمة على حساب أمة، ويَشهد على ذلك، أن قادة الدول والحكومات يَجلسون في بيجين الى جانب بعضهم البعض متراضين، ودون إعتبار لعديدِ نفوس كل دولة من الدول، أو مساحتها وإمكاناتها المالية ووضعها الإقتصادي، ومساهماتها العلمية دولياً. وبذلك، تساوت في بيجين الأُمم ودولها، وغدت نِداً لنِد، وتُفاخر بمكانتها في العمل الجَماعي الأكثر إدراراً للإنتاجية.
إن إنعقاد المؤتمر في الصين، يُعدُ فكرةً خلاّقة فعلاً، هادفة وذات مردود أكيد، إذ تم دمج مبادرات الصين ومنها الحزام والطريق، في الاستراتيجية الصينية العميقة لمستقبل العالم، لبناء عالم أفضل وسلام شمولي مَكين، من خلال تفعيلات حَيوية جديدة ناضحة بالتكامل الإقليمي والعالمي لشعوب ودول الأرض. فمن شأن فهم مَرامي المبادرة وأبعادها، المُساعَدة في خَلق موقف مُربح لجميع الشعوب والدول، وإرساء مستقبل جديد للقارات، والانطلاق بها نحو “قارات المَصير المشترك بالتراضي”.
أضف الى ذلك، أنه وفي ظروف العالم المُعَاصِر، واستناداً الى خبرات الصين المتراكمة على امتداد السنوات الـ5000 السابقة، التي تعرض لوحدة الدولة الصينية العريقة وتواصلها وشرعيتها، تأكّد ربّان السفينة الصينية، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الرئيس الحليف شي جين بينغ، أن السلام البشري والسِّلم الاجتماعي، لا يمكن لهما أن يتحقّقا سوى بمشاركة “الجميع للجميع”، وبملامسة كل العالم لمصالح بعضه بعضاً بفعالية وميدانية وسلمية، وفي فعلٍ جماعي، وبتكاتف شامل لتشييد مشاريع جماعية لا تستثني أحداً. فموارد الطاقة التقليدية لن تدوم للأبد، وهي في طريقها نحو النضوب، والصراع العالمي الراهن من جانب قوى الشد العكسي (إلى الوراء) على أشدّه، وإزهاق أرواح البشر وخنق مصائرهم بيد أنظمة المتربول الكلاسيكية يجري بلا رادع وخارج أُطر القوانين الوضعية والأخلاقية والسماوية.
لذلك، ولهذا وغيره الكثير، تُعتبر المُبادرة الصّينية وجَمع العالم المتناقض راهناً في بيجين، أملاً حقيقياً للبشرية في تحويله اقتصادياً من حالة إقتصاد الحرب الى إقتصاد السلام المَكين والمُتمكّن، عن طريق مُبادرة مِليارية صينية جديدة، تخاطب مصالح الأفراد والمجتمعات ومختلف الأنظمة السياسية والأيديولوجية كالمؤسسات الحكومية، واللوبيات السرية الدولية والإقليمية أيضاً.
فشكراً للزعيم “شي” الحَكيم، على مبادرته وانعقاد المؤتمر الحالي، إذ سوف يُخلّد التاريخ هذا النشاط الصيني ويُسجِّله بأحرفٍ من نورٍ ونارٍ.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
*المقال خاص بالنشرة الاسبوعية لموقع الصين بعيون عربية.