“إحذروا لُحوم الكِلاب!”.. حَرب ظَالمة عَلى الصِّين
موقع الصين بعيون عربية ـ
الشّيخ مُحمد حَسن التّويمي*:
ذُهلتُ وهالني تلك الحرب الإعلامية الجديدة وذات المَنحى العدائي السافر، والمُجيّشة بالخصومة الثقافية والحضارية، وبمحتواها السلبي الشامل، نحو الصين وشعبها.
بدأت القصة في عصر يوم من الأيام الأخيرة، عندما بثّت فضائية لبنانية مَعروفة، برنامجاً نال من الصين بصورة واضحة وسافرة، إستخدمت فيه أسلوب الإقناع المَيداني والمباشر مع الشارع العام، بهدف إبعاد الشعب العربي وليس اللبناني فحسب، عن الصين، وإبعادها عن مخيلته وتسويد صورتها في عقول أبنائنا وعائلاتنا، وبالتالي شيطن هذه الدولة الصديقة، وجعلها عدواً، العداوة له أن تكون أكثر من العداء لأي عدو آخر، سيّما لدى البسطاء وأُولئك الذين لم يَسبق لهم زيارة الصين أو معرفتها عن قُرب، أو الاطلاع على دقائق حياة شعبها من الشرق البحري الى الغرب الإسلامي فيها.
في الحرب الإعلامية والثقافية المَشنونة على الصين هذه الايام، وبرغم من أنها ليست الاولى التي تتعرض الصين إليها في وسائل الإعلام، في العالمين العربي والاجنبي، لكن الذي أثارني أكثر من غيره، وشدّ انتباهي وولّد سُخطي، وجعلني أغضب أشد الغضب، هو ذلك البرنامج الذي عُرض على شاشة تلك الفضائية اللبنانية، بخاصة عندما استَخدمت فيه مختلف صور الإقناع وآخر أساليب التقنيات الصادمة للمواطنين، لإبعادهم عن الصين. وضمن ذلك وفي خضمّه، تحذير المواطنين اللبنانيين، وبالتالي كل العرب المشاهدين للبرنامج، من أن تعزيز الوجود الصيني في لبنان، إنما سيرتبط ارتباطاً يوميا ًويتلازم بتصدير لحوم الكلاب “إلينا”، وأرغامنا على التهامها!!!
تأمّلوا قليلاً فيما يجري في عالمنا العربي من خلال البرامج: عندما تتقدم الصين نحو العرب، تتبارى بعض الوسائل الاعلامية للطعن بالصين، لكن ربما توصلت هذه الوسيلة الى أن إلباس الصين لباس (الشّبح المُتوّحش) المُتأهّب لإزاحتنا عن ديننا وتقاليدنا، هو الأنسب لتخويف مواطنينا منها ولإبعادهم عنها، ولشدّهم أكثر الى التحالف المضاد للصين، المتمثل في أمريكا، التي يُصوّروها غالباً على أنها مِثالية وذات جَذب لشعوبنا العربية بديمقراطيتها ولغتها وعاداتها وتقاليدها التي يَفرضوها علينا فرضاً، ويَفرضون علينا معها إصدقاء أمريكا، ويُبعدونا قَسراً ورَغماً عن خُصومها، الذين هم أصدقاؤنا.
لكن، وألف لكن، يَبدو أن مُبادرة رئيس جمهورية الصين الشعبية، فخامة السيد شي جين بينغ بعالميتها وكرمها وبفوائدها علينا وعلى مستقبلنا كعرب، قد استفزّت بعض وسائل الإعلام إيّاها. فانبرت هذه بقضّها وقضِيضها إلى انتقاد الصين والتحذير منها، بَدلاً مِن أن تُـشِيد بالصين وباعلاقات معها، وبمبادراتها إتجاهنا، وتعظيم التوجّهات العربية لقيادتها، التي طالما سَعت وما تزال تَسعى لمشاريع كسب مشترك معنا، في لفتة إحترام لتقاليدنا وعاداتنا والمنفعة المتبادلة لجميعنا، فهو الشِعار المبدئي والأهم الذي تلتزم الصّين به علانية ومباشرةً ولو كرهها الكارهون.
*مسؤول ديوان متابعة الإعلام الصيني والإسلام والمسلمون بالصين في الاتحاد الدولي# للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.