الصين تتوقع الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق بحلول 2030
توقع خبراء صينيون أن تقوم الصين باستغلال الجليد القابل للاحتراق لأغراض تجارية بحلول العام 2030 تقريبا بعد أن أعلنت الدولة عن إحراز تقدم جوهري في استخراج هذه الطاقة الوافرة التي قد تكون بديلة للنفط والغاز الطبيعي في المستقبل.
وقال جين تشينغ هوان، المحاضر بأكاديمية الهندسة الصينية في منتدى الطاقة الثاني الذي أقامته هذه الهيئة الأكاديمية العليا في مجال الهندسة في البلاد ، إن الصين ستحقق اختراقا من حيث التقنية والتجهيزات لاستخراج الجليد القابل للاحتراق في حدود عام 2020. ومن ثم ستبدأ في استخراجه لأغراض تجارية بحلول عام 2030 تقريبا.
وفي هذا الصدد، أكد لي جين فا، نائب رئيس مكتب المسح الجيولوجي التابع لوزارة الأراضي والموارد الصينية على قدرة الصين على تحقيق الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق قبل 2030.
وأعلنت الصين يوم 18 مايو الجاري عن نجاحها في إنتاج الغاز لمدة 187 ساعة مستمرة وبشكل مستقر من الجليد القابل للاحتراق ( مادة الهيدروكسيد الغازية الطبيعية ) بعد حفر مسافة 203 إلى 277 مترا تحت مياه بحر الصين الجنوبي البالغ عمقها 1266 مترا.
ويعد ذلك أول استخراج تجريبي ناجح بالعالم للجليد القابل للاحتراق المخزن في طبقات الطين الرملي.
وقال لي جين فا إن معايير نجاح الاستخراج التجريبي تتمثل في تجاوز الإنتاج اليومي 10 آلاف متر مكعب وتخطي مدة الإنتاج المستمر أسبوعا . وفاقت التجربة الصينية كافة تلك المعايير لتصبح أول بلد ينجح في استخراج الجليد القابل للاحتراق.
وأثناء هذا الاستخراج ، أنتجت الصين إجمالي 120 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي من الجليد القابل للاحتراق . وبلغ أقصى إنتاج يومي 35 ألف متر مكعب مقابل 16 ألف متر مكعب يوميا في المتوسط. ووصل أقصى محتوى الميثان في الجليد القابل للاحتراق إلى 99.5% متجاوزا التوقعات.
وفي هذا السياق، أكد لين بوه تشيانغ رئيس معهد بحوث سياسات الطاقة الصينية بجامعة شيامن أن الصين قامت باستخراج تجريبي فقط للجليد القابل للاحتراق بدلا من استخراج صناعي وتجاري. ولكن سيسهم هذا النجاح الكبير في تسليط الضوء على هذه الطاقة لكي تعزز مزيد من الدول الأبحاث الفنية في هذا المجال.
وبادرت الدول الكبرى منذ فترة إلى دراسة وتطوير الجليد القابل للاحتراق . وشرعت الصين في بحوثه عام 1998. وفي العام 2007، نجحت الصين في جمع عينات للجليد القابل للاحتراق في البحر لتصبح الدولة الرابعة في هذا الشأن بعد الولايات المتحدة واليابان والهند.
وفي الأعوام الأخيرة، عززت بعض الدول وتيرة البحوث والاستخراج للجليد القابل للاحتراق حيث أطلقت الولايات المتحدة برنامجا ذي صلة في عام 2000. ثم خصصت 3.8 مليون دولار أمريكي لتمويل 6 مشروعات جديدة لدراسة الجليد القابل للاحتراق في سبتمبر 2016.
من جانبها، قامت اليابان بالاستخراج التجريبي للجليد القابل للاحتراق عام 2013 حيث لحقت بالفشل. ثم أخفقت مرتين الثانية والثالثة كانتا في شهري ابريل ومايو عام 2017 نظرا لدرجة الصعوبة في استخراج الجليد القابل للاحتراق الذي يحتوي على كمية وافرة من الميثان.
الجدير بالذكر أن الجليد القابل للاحتراق المخزن في طبقات الطين الرملي، يمثل ما يزيد عن 90% من إجمالي احتياطي هذه الطاقة، يكون استخراجه أصعب بكثير مقارنة مع المخزن في الطبقات الأخرى . لذلك يمتاز نجاح الصين في الاستخراج التجريبي للجليد القابل للاحتراق بأهمية كبيرة.
وكشف لي جين فا نائب رئيس مكتب المسح الجيولوجي التابع لوزارة الأراضي والموارد الصينية أن الصين ستواصل الاستخراج التجريبي لتمهيد الطريق لتحقيق الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق بحلول 2030.
وبدوره قال لين بوه تشيانغ رئيس معهد بحوث سياسات الطاقة الصينية بجامعة شيامن إن الصين لا تزال تواجه عدم اليقين من حيث أمن الإنتاج وحماية البيئة لو استخرجت 200 ألف متر مكعب من الغاز الجليدي القابل للاحتراق يوميا، مشيرا إلى وجود مسافة طويلة لتحقيق الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق
وفي هذا الشأن، قال يوان لان فنغ، باحث بجامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، إن مختلف الدول تواجه عقبات عديدة لاستغلال الجليد القابل للاحتراق مثل تكلفة الإنتاج المرتفعة والتأثيرات السلبية في البيئة.
رغم أن استغلال الجليد القابل للاحتراق على نطاق واسع يتطلب وقتا طويلا ، ولكنه سيحل ذلك اليوم بما يتميز بمغزى استراتيجي ضخم للبشرية بأسرها حسبما قال يوان.
ويعد الجليد القابل للاحتراق طاقة مستقبلية نظرا لوفرة احتياطياته حيث يتوقع بعض العلماء أن احتياطي الجليد القابل للاحتراق المخزن في البحر سيلبي احتياجات البشرية لمدة ألف سنة.
وحسب تقرير المسح الجيولوجي للطاقة والمعادن الصينية الذي صدر في العام 2016، من المتوقع أن يفوق احتياطي الجليد مائة مليار طن من النفط المكافئ في الصين. وينتشر نحو 80% من ذلك في بحر الصين الجنوبي.