العراق والتجربة الصينية الرائدة
موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع:*
غالبا ما تتعرض الكثير من الدول إلى صعوبات اقتصادية و سياسية نتيجة مرورها في محنٍ داخلية أو عالمية، ولطالما كانت هنالك وما تزال دول استعمارية تسعى الى بناء نفسها على حساب مصلحة الدول الاخرى وشعوبها. فالاستعمار يتطلع باستمرار إلى خلق نزاعات غالباً ما تؤدي إلى حروب طاحنة، تستنزف إمكانيات الدول المُستضعَفة البشرية منها والاقتصادية على حد سواء، لتصبح الدول الاستعمارية في نهاية الأمر سوقاً رئيسية للدول المتنازعة.
في العراق نحن عانينا من حروب عديدة، كالحرب مع الجارة إيران، ومع الأخوة في الكويت، ذلك أنها كانت نتائج مأساوية لتدخل الدول الاستعمارية والسياسة الرعناء لقادة البلد آنذاك، حتى أصبحنا نعاني الجوع والعوز بسبب ما تعرضنا إليه من حصار اقتصادي وتراكم ديوننا على صعيد عالمي، بالرغم من الثروات الطبيعية الهائلة التي تختزنها بواطن وطننا كالنفط والغاز ومختلف الثروات الطبيعية .
إن تجربة رائدة مثل التجربة الصينية، وقيادة حكيمة كقيادة الصين، هي السبيل الوحيد لإنقاذ ما تبقى والنهوض بنا من جديد. فالصين أيضاً تعرضت إلى حرب قاسية وواجهت عدواً شرساً لم يبقِ شيئاً، فقد استنزف كل ما تطال يداه في حرب كونية مدمرة وظروف قاسية عانى منها الشعب الصيني الصديق، واستمرت المعاناة القاسية حتى أفضت بالشعب الصيني إلى المعاناة من أكبر كارثة إنسانية، تمثلت في المجاعة التي راح ضحيتها أكثر من 30 مليون إنسان.
في عام 1978 تسارع التقدم الصيني مع تدشين سياسة الاصلاح والانفتاح، التي قادها الحزب الشيوعي الصيني الباني، وواصلت الصين الشعبية به ومعه وبهمة أكبر بعملية الاصلاح ومداواة جراحها، وها هي قد غدت اليوم الدولة العظيمة اقتصادياً وسياسياً، وأصبحت تمنح العالم مِثالاً وضاءً بدلاً عن مِثال الدول الاستعمارية، باقتصادها المتين وحكمة قادتها الوطنيين ورئيسها الصديق والحليف شي جينبينغ، وهي تقود العالم من نمو إلى نمو، ومن ازدهار اقتصادي كبير الى آخر، عن طريق مبادرتها “الحزام والطريق” في الوقت الذي تستطيع فيه استغلال الدول الضعيفة والهيمنة عليها، لكن أخلاق وحكمة القيادة والشعب الصيني الصديق والدولة الصينية المتحضرة وإنسانيتها يمنعها من الاتيان بمثل تلك الافعال الشنيعة بحق البشرية.
فالعراق إذن بحاجة إلى تطبيق تلك التجربة الصينية الجبارة، وإعادة بناء اقتصاده عن طريق الاستفادة من دروس التجربة الصينية، والعمل عليها والتعاون مع جمهورية الصين الشعبية قيادةً وشعباً، من أجل ردم الهوّة التي خلفتها الحروب المدمرة، ولبناء اقتصاد متين، حيث الإمكانيات الكبيرة والثروات الهائلة ألتي يتمتع بها العراق .
إن مشاركة العراق الواسعة في مبادرة “الحزام والطريق” التي دعت إليها الصين وقيادة الرئيس الصديق شن جين بينغ تمكننا للسير في سبُل نجاح النمو الاقتصادي في العراق، بخاصةً إن العراق يُعتبر أحد طُرق التجارة الدولية البرية والبحرية، مما يفتح أبواب الانتعاش الاقتصادي الواسعة.
هي دعوة لقيادتنا في العراق بأن تحذو حذو الصين الشعبية والاستفادة من تجربتها الرائدة، في معالجة الكثير من المشكلات الاقتصادية، وللانفتاح على الصين دون الحاجة إلى الدول الاستعمارية ألتي خطّطت لتدمير العراق وتحاول ألآن استغلاله بشتى الطرق.
…
* الاستاذ بهاء مانع شياع – رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الاولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين، ورئيس منتديات مستمعي الاذاعة الصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي في جريدة الاضواء المستقلة ووكالة الاضواء الاخبارية، وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين.